مصر- طارق سعد
في ظل المنافسات الدرامية وأبطالها من النجوم التي تتصدر أسمائهم أعمالها تفرز تلك الأعمال نجوماً من الشباب وتبرز مواهبهم وقدراتهم الفنية يستطيعون من خلال مشاركتهم لهؤلاء الأبطال تقديم أنفسهم للجمهور كل حسب ما يملكه من أدوات تؤهله إما للوقوف عند نفس المرحلة أو الاستمرار والانطلاق للبحث عن مكان بين الصفوف الأولى.
قليلون من يستطيعون التطور سريعاً والغوص بداخل مواهبهم لإظهار أهم إمكانياتهم على السطح وهو الجدير بالاحترام دائماً ويجعلك تنظر لهم نظرة مختلفة وتترقب خطواتهم بعدما أعطوك الثقة أنهم يستحقون تتبعها وتترقب أيضاً المراحل التي سيصلون فيها لمراتب متقدمة.
من هؤلاء الذين أثبتوا أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح وبسرعة كبيرة هو “عزوز عادل” آخر عنقود نجوم الشباب والذي برز اسمه مؤخراً بعدما استطاع أن يتعرف على خريطة موهبته بشكل سليم ويتعامل معها بالطريقة التي تؤهله للانطلاق إلى الأمام دون أعطال والتغلب على أي مطب في الطريق فـ “عزوز” الذي بدأ الاحتراف الفني منذ سنوات قليلة فقط نجح أن يصنع لنفسه حالة خاصة تؤهله للتواجد بقوة بل والصمود والاستمرار وهو ما يؤكد لك أنك أمام ممثل يجيد التعامل مع نفسه وتطويرها بما يتناسب مع حدة المنافسة.
ظهور “عزوز” في أعمال متعاقبة لفت له الأنظار بشدة وبدأت الإشارة إليه كممثل شاب يثبت نفسه حتى استطاع تقديم أوراق اعتماده بشكل رسمي في مسلسل “أبو عمر المصري” في رمضان 2018 مع “أحمد عز” ثم “أهو ده اللي صار” والذي شارك فيه بالبطولة مع “روبي وأحمد داوود وسوسن بدر” وكشف فيه عن نضوج سريع جداً لم يتوقعه أحد في فترة زمنية يصعب فيها هذا النضوج وهو ما يكشف أيضاً عن ذكاء ممثل حدد قدراته الفنية وبدأ العمل عليها بشكل محترف و”الشغل على نفسه” بمجهود كبير ليقفز ويتخطى نتائج متوقعة في سنوات طويلة في وقت قصير جداً.
التواجد في السباق الدرامي الرمضاني ليس بالمهمة السهلة ويحتاج مواصفات خاصة لأصحابه حتى يلتفت لهم الجمهور وسط هذا الزحام من النجوم الكبيرة وأيضا من نجوم الشباب فيحتاج لتركيز كبير ومجهود أكبر وحسن اختيار أيضاً وهو ما حالف “عزوز عادل” فيه التوفيق بعد ظهور مميز مع “هاني سلامة” في مسلسل “قمر هادي” ورغم عدم تسليط الضوء على المسلسل إلا أن “عزوز” أحد أهم مكاسبه بشكل كبير بعدما استطاع أن يقدم نفسه بشكل جديد ومتطور سواء على مستوى الأداء أو التعبير الجسدي أو تعبيرات الوجه والتي برز تطورها بشدة في أداء “عزوز” في أعماله الأخيرة وهو ما يؤكد أنه يريد الذهاب إلى مناطق أبعد ولا يستسلم لمجرد تواجده بين نجوم الشباب وهو الذكاء الذي يساعده في اكتساب خبرات كبيرة في وقت أقل ويؤهله للاستمرار واختصار المسافات.
أيضاً ظهوره في طلة مختلفة في أحداث مسلسل “فكرة بمليون جنيه” يثبت نظرية التطور التلقائي التي اعتمدها “عزوز” لنفسه وظهرت نتائجها بعدما زادت مشاركاته الفنية وكبرت مساحات أدواره حتى أصبح يؤدي أدواراً مؤثرة في الأعمال التي يشارك بها وهو إن دل على شيء فيدل على أن خلف كواليسه مجهوداً كبيراً وتركيزاً عالياً واقتناعاً منه أنه يستطيع.
فكرة التواجد بأي شكل كتواجد هي فكرة سهلة ويمكن أن يحالفك الحظ بتحقيقها ولكن أن تبحث عن الاحتراف الحقيقي والوصول إلى درجات أعلى وأكبر فهو الأصعب ويحتاج من العمل المتواصل ومعرفة حجم قدراتك الحقيقية وتوظيفها جيداً في الإطار الذي يبرز مناطق قوتك ويؤهلك لمراحل جديدة تضعك في “برواز” يحترمه الجمهور ويحترمك به شخصياً.
الحقيقة أن “عزوز عادل” استطاع بنجاح وفي وقت قصير تحقيق هذه المعادلة الصعبة والقفز بقفزات كبيرة انطلق بها بعيداً بخاصية إذا تم تفعيلها تحدث الفارق بقوة وهي خاصية .. “ذكاء الانطلاق”.