طارق سعد يكتب: صدفة ريهام حجاج بالقاضية ممكن!

Last updated:

كثيرون من يقررون النجاح قليلون يحققونه ولكن المميزون فقط من يستطيعون الحفاظ عليه والتطوير من أنفسهم لزيادة رصيده فالنجاح قد يأتي صدفة وأيضاً قد يتكرر صدفة ولكن استمراريته أبداً “مش صدفة”.

صدفة “ريهام حجاج” ــ “مش صدفة” فالنجاح الكبير الذي حققه هذا العمل تحديداً جاء تكليلاً لنجاحات تدريجية سابقة استطاعت بها “ريهام” التحدي وإثبات وجودها كنجمة تستحق البطولة ومزاحمة أصحاب الصفوف الأولى فحجزت مكانها مبكراً وصارعت عليه لتحتفظ به وتثبِّت نفسها فيه .. قبلت التحدي وخاضته وسط معارك وحروب عديدة ولكنها ومن على أرض المعركة أعلن الجمهور انتصارها بنجاحاتها التي فرضت نفسها وأجبرت حتى الخصوم على الإشادة بها!

ذكاء الاختيار هو السبب الرئيسي لهذا النجاح فدائماً الخلطة الشعبية هي الأقرب لجذب الجمهور الذي يجد نفسه بها ومغامرة “ريهام” بتقديم “صدفة” بعد “جميلة ويوتيرن” مغامرة محسوبة تدل على أن هناك تفكير لا يهدأ ويبحث عن مزيد من النجاح يصعب ويتعقد أكثر مع كل خطوة يزداد فيها رصيده فلن يقبل الجمهور الذي لا يرحم بأي خطوة عكسية خاصة لو كان هناك ترصد للنجم نفسه وهو ما تدركة “ريهام” جيداً فكانت المفاجأة بعد عامين مع طبقات أصحاب المال والنفوذ تأتي بـ “صدفة” من قلب الأجواء الشعبية من نوعية الـ “كاركتر” وهي نوعية من الشخصيات تتسم بالمبالغات في سماتها الداخلية والخارجية وهذه النوعية في الغالب تصنف في منطقة الخطر لأنها تحتاج لفنان موهوب وواعٍ يستطيع ملك زمامها والسيطرة عليها حتى تخرج بشكل صحيح بمبالغات محسوبة فلا تهرب منه الشخصية.

التفاصيل التي حرصت عليها “ريهام” في أسلوب الكلام وخفة الظل التلقائية واستخدام مفردات دارجة وتوظيفها مع الرسم الخارجي لـ “صدفة” نفسها هي خلطة النجاح الرئيسية التي جعلت من “صدفة” مَضحكة حقيقية بسيطة وسهلة بسهولة تحركاتها بين باقي الأبطال وتشابكها معهم وثقتها الشديدة بنفسها التي ليست لها أي مبرر فتأتي من هنا كوميديا الموقف وهي أقوى وأنجح أنواع الكوميديا التي تنتزع الضحكة وتعيش لفترات طويلة فالقاعدة أن “الإيفيه” يتقادم وقد يُنسى أما الموقف فلا يُنسى.

 الحقيقة أن نوعية الـ “لايت كوميدي” تليق كثيراً بـ “ريهام” وقريبة من شخصيتها ونجحت بها في أعمال عديدة مثل “رقم مجهول ــ هبة رجل الغراب ــ سيت كوم أحلى أوقات” وبطولتها الأولى “كارمن” فهي تجيدها بتلقائية وتجد نفسها بها فتتحرر من القيود التمثيلية وتقدم السهل الممتنع بما تملكه من تركيبتها في شخصية وخفة ظل ورنة صوت وأسلوب كلام .. شكل ولون خاص بها ومميز أجادت استخدامه وتوظيفه لتخرج “صدفة” لحم ودم.

النجاح الذي حققته “ريهام” هذه المرة يحتضنه ذراعان .. الأول التمثيل وهو موهبتها التي تجيدها وتحترفها أما الثاني فهو الإنتاج وهي العملية الأصعب والأهم  التي تدير العمل ككل وحجر الأساس لنتيجته النهائية وهنا نجاح “ريهام ــ المنتجة” التي استطاعت صناعة عمل كامل متكامل وتوفير كافة عوامل النجاح له بميزاينة معقولة بعيداً عن البذخ فمهمة الإنتاج ثقيلة في تحقيق معادلة النجاح الفني والمادي وهي لعبة جديدة أعلنت “ريهام” التحدي فيها ونجحت في تحقيق أهدافها الشخصية وأهداف الصناعة نفسها بمهارة فائقة.

تواجد كاتب مخضرم يجيد التوليفة الاجتماعية مثل “أيمن سلامة” عامل رئيسي في النجاح فنجاح أي عمل يبدأ من كتابته وأهم ما يميزه خطوطه الدرامية المتعددة بسهولة وشخصياته التي يجيد رسمها بروحها على الورق فتبقى سبباً لنجاح وبريق من يؤديها واستخدامه لمفردات من على لسان الجمهور وهو ما يجعل أعماله دائماً مميزة فالكوميديا في إطار موضوع اجتماعي يضع يده على مشكلات خطيرة ويدق أجراس التنبيه للآباء للانتباه إلى أبنائهم في سن المراهقة كوميديا معالجتها صعبة لكنها مهمة لتصل لجميع الفئات والأعمار وهو ما نجح فيه مسلسل “صدفة” تماماً.

المخرج “سامح عبد العزيز” بثقله وخبراته السينمائية والدرامية يستطيع دائماً تقديم أفضل صورة وأفضل حالة للممثل الذي يعمل معه وماهر بشكل غير عادي في ترجمة ورق العمل بأحداثه إلى صورة عالية الجودة بكل تفاصيلها وهو مكسب كبير ومهم وشريك رئيسي في نجاحات “ريهام” الأخيرة مع المؤلف “أيمن سلامة”.

“خالد الصاوي” وحش تمثيل يقدم بمنتهى القوة منتهى البساطة ووجوده بـ “صدفة” أعطى ثقلاً كبيراً وصنع حالة يجيدها تماماً “الصاوي” بأدائه الخاص أما المشاهد التي جمعته بـ “صدفة” فكانت كلها تدرس بتفاصيلها سواء من “خالد الصاوي” أو “ريهام حجاج” فجميع مشاهدهما ومواجهتما “ماستر سين”.

“رحاب الجمل” تعيد اكتشاف وصياغة نفسها في واحد من أقوى أدوارها الذي أعاد لها البريق مرة أخرى وبشكل جديد عليها بأداء مختلف وهنا تظهر أهمية توظيف إمكانيات الممثل.

“رباب ممتاز” التي تثبت في كل عمل تشارك فيه أنها تستحق مكانة أكبر بكثير بقوة وتوحش أداءها وثباتها وحضورها الطاغي الذي تنافس به نفسها فقط  .. “رباب” صاحبة خبرات تمثيلية كبيرة وطويلة بدأتها من المسرح وهو ما غلف أداءها بقوته وإجادتها للأدوار الشعبية يحتاج إعادة النظر لها والاهتمام بتوظيفها وتواجدها لأنها قوة وإضافة كبيرة لا يستهان بها.

أما “نور إيهاب” فبداية مرحلة جديدة من التمثيل والأداء الناضج الهادئ بثقة وثبات وظهرت في أفضل حالاتها ببريق مختلف واستغلت “صدفة” أفضل استغلال.

“عصام السقا” وشهادة ميلاد جديدة ونضوج واضح وتطور في الأداء يظهر فارقاً كبيراً عن كل ما قدمه من قبل ويحتاج “عصام” أن يبدأ من هذه النقطة التي يمكن أن تصبح نقطة تحول مهمة.

“رشدي الشامي” ممثل قدير وله بصمة وأصبح إضافة قوية لأي عمل يشارك فيه

“هشام إسماعيل” وفي ظهور مميز له مذاقه الخاص بأدائه وأسلوبه ويعطي ثقل للأدوار التي يقدمها فهو ممثل محترف و”مش سهل” له تركيبته الخاصة التي يلمع ويضيف بها حتى ولو كان ضيف شرف.

“فراس سعيد” حالة فنية خاصة شكلاً وموضوعاً لا ينافس أحد ولا هناك من ينافسه وأدواره صعب أن تفكر في بديل له فيها فهو يجيد في كل الأحوال.

“أحمد أبو زيد” موهبة لها مستقبل كبير .. خطواته هادئة بثبات ومع زيادة الخبرات سيكون في صفوف متقدمة في وقت قصير.

ومن الصحافة للتمثيل جاء “عمرو صحصاح” في مساحة استغلها بذكاء وقدم نفسه بشكل مختلف بعد عدة أدوار سابقة إلا أن شخصية “مصباح” تُعتبر البداية الحقيقية له في مرحلة جديدة تماماً قد تكون “وش الخير”.

أيضاً “عبير منير” بحضورها الخاص اللافت وجدت مساحة لتغيير جلدها وتقديم نفسها بشكل مختلف في عدد من الأدوار فتحت لها أبواب جديدة لا تعتمد على جمال ملامحها وشكلها الهادئ وهو أكبر مكاسبها طوال مشوارها.

الحقيقة أن كل الأعمال الخاصة بـ “ريهام ــ المنتجة” بها إعادة اكتشاف لكل النجوم المشاركين فيها وتقديمهم بشكل جديد أما صدفة فقد زاد فيها إعطاء فرص العمر لعدد كبير من الشباب والوجوه الجديدة التي تميزت وظهرت مواهبها بامتياز بلا استثناء وهي خطوة تُحسب للعمل والقائمين عليه في خدمة هي الأكبر للصناعة نفسها بضخ دماء جديدة أثبتت أنها جديرة بتلك الفرصة.

الأحدث والأهم هو الإنتاج الموسيقي لتتر المسلسل كلمات وألحان أحد أهم صناع الموسيقى “عزيز الشافعي” وتوزيع المميز “نادر حمدي” وغناء “مسلم – أوكا – ريهام” لأغنية “صدفة” أفضل أغنيات تترات رمضان على الإطلاق وبها صناعة للأغنية نفسها تجعلها تعيش وتستمر مستقلة.

بين “ريهام – الممثلة” و”ريهام – المنتجة” تجربة مثيرة في تفاصيلها ربما يترصد لها البعض إلا أنها بالرغم من حدة المنافسة الشرسة وفي الوقت الحاسم …

خطفت بهدف “صدفة” الفوز بموسم رمضان .. بالقاضية ممكن.