تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور 40 رئيس دولة وملكاً


لأول مرة في تاريخ مصر، تستعد القاهرة لحدث عالمي غير مسبوق، إذ يُتوقع أن يشهد الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، يوم السبت المقبل، حضور نحو 40 رئيس دولة وملكاً ورئيس حكومة من مختلف أنحاء العالم.

وأكد المتحدث باسم الحكومة المصرية، محمد الحمصاني، أن الحفل سيُقام بمستوى تنظيمي استثنائي يوازي أهمية الحدث، مشيراً إلى أن المشاركة الدولية الواسعة تعكس المكانة الحضارية لمصر ودورها التاريخي في حماية التراث الإنساني.

وأوضح الحمصاني، في تصريحات تلفزيونية، أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تتولى الإشراف على الحفل بالتنسيق الكامل مع أجهزة الدولة، لضمان خروج الافتتاح بصورة مبهرة تليق باسم مصر والمتحف الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم.

وأشار المتحدث إلى أن الاستعدادات النهائية تجري على قدم وساق داخل المتحف والمناطق المحيطة به، مع تنفيذ ترتيبات مرورية جديدة لتيسير حركة الزوار والوفود الرسمية، لافتاً إلى أن الحدث سيكون أكبر من موكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم في أبريل 2021.

حضور دولي واسع
من المقرر أن يشهد حفل الافتتاح حضور عدد من رؤساء وملوك العالم، بعد أن سبقتهم زيارات لزعماء مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس فيتنام ورؤساء أنغولا وجزر القمر وسنغافورة وكبار المسؤولين الدوليين.

وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن المتحف ليس مجرد مقصد أثري، بل استثمار حضاري يروي قصة إرادة الدولة المصرية، وانتصار جديد يضاف لسجل الجمهورية الجديدة، يعزز مكانة مصر كقوة سياحية وثقافية واقتصادية إقليمياً وعالمياً.

يمتد المتحف المصري الكبير على مساحة تقترب من نصف مليون متر مربع عند سفح أهرامات الجيزة، وبتكلفة تتجاوز مليار دولار أميركي، بحسب تقرير صادر عن بوابة الأهرام الاقتصادية.

ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثّق التاريخ المصري منذ فجر الحضارة وحتى العصرين اليوناني والروماني، ليكون أكبر عرض متكامل للآثار المصرية في مكان واحد.

وأشار التقرير إلى أن الافتتاح المرتقب لا يحمل فقط بعداً سياحياً وأثرياً، بل يمتد إلى رمزية حضارية وإنسانية عميقة؛ إذ سيُعرض للمرة الأولى الكنز الكامل للفرعون توت عنخ آمون، الذي يضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية اكتُشفت داخل مقبرته الأسطورية، في عرض غير مسبوق عالمياً.

يقع المتحف المصري الكبير في محافظة الجيزة على بُعد نحو كيلومترين فقط من هضبة الأهرامات، ويُعد من أضخم المشروعات الثقافية في تاريخ مصر الحديث.

يتميّز موقعه الاستراتيجي بسهولة الوصول إليه سواء من مطار القاهرة الدولي أو من وسط العاصمة عبر شبكة الطرق الحديثة، ليصبح وجهة رئيسية على خريطة السياحة العالمية، مع توفير وسائل نقل مخصصة من أبرز النقاط الحيوية لتسهيل حركة الزوار.

ويمتد المتحف على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، ليكون أحد أكبر المتاحف في العالم المخصصة لحضارة واحدة.

ويضم المشروع قاعات عرض ضخمة، وساحات مفتوحة، ومنطقة ترفيهية وتجارية، إضافة إلى مركز ترميم متطور ومركز بحثي عالمي.

بهذا التصميم المتكامل يجمع المتحف المصري الكبير بين الثقافة والتعليم والترفيه، ليشكل صرحاً حضارياً عالمياً يربط بين عظمة الماضي وتطور الحاضر، ويجسد رؤية مصر لتقديم حضارتها للعالم بأسلوب عصري يليق بمكانتها التاريخية.