يعتمد الناس في الماضي على الموارد المتوفرة محليًا لإعداد وجباتهم، مما جعل هذه الأطعمة تتميز بنكهة فريدة وطابع مميز يعكس البيئة الجغرافية والظروف الاقتصادية والاجتماعية. اليوم، تشهد هذه الأكلات عودةً ملحوظة على مستوى العالم، حيث ينجذب الناس إلى البساطة والحنين إلى الماضي
المطابخ العربية غنيّة بأكلات شعبية قديمة ما زالت تحتفظ بمكانتها رغم مرور الزمن، فهي تعبّر عن الهوية والموروث الثقافي في كل منطقة، وبعض هذه الوصفات ما زال يُحضَّر حتى اليوم كما كان يُحضَّر قديمًا، بينما أُدخلت تحسينات بسيطة على بعضها لتناسب العصر.
حصل المطبخ اللبناني على شهرة عالمية وبخاصة مشوياته وأطباق المقبلات المتنوعة التي تعرف بالمازة بفضل انتشار البنانيين في أنحاء المعمورة. ويعتبر الطعام اللبناني من أفضل الأطعمة الصحية لاستعماله المواد الصحية مثل زيت الزيتون الثوم الليمون الخضراوات المشكلة.
حلّ المطبخ اللبناني في المرتبة الـ35 عالمياً ضمن قائمة أفضل 100 مطبخ، متفوقاً على مطابخ دول تملك إمكانات مادية واستثمارية أكبر. هذا الإنجاز لا يعكس فقط غنى المطبخ اللبناني وتنوّعه، بل أيضاً قوّته الناعمة في تعزيز الهوية الثقافية وجذب السيّاح.
يضم المطبخ اللبناني تشكيلة واسعة ومنوعة من الأطعمة من مقبلات ومشاوي ومقالي ويخنة والتبولة، الكبة، الفتوش، وكمونة البندورة الجنوبية وورق العنب وغيرها من الأصناف اللذيذة مثل عصير الليموناضة المنعش والحلويات والمناقيش المكونة من العجين والفتنة .
https://www.instagram.com/p/DKXcu6WMdfI
الغمّة المشهور بالمناطق الجبلية بلبنان
معروفة كمان بإسم الفوارغ والكروش والكراعين، وأوقات بزيدوا عليها راس الغنم واللسانات، أكلة دسمة ومحرزة وصعبة بالتحضير
https://www.instagram.com/reel/Cw7SaOeMaE6
كبة الراهب
طريقة لذيذة لتحضير الكبة ومعروفة بمناطق الشمال وجبل لبنان، بتنعمل على شكل كريات أو طابات وأوقات بينزاد عليها الدبس، كتير بتشبع بفصل الشتا.
الكشك مع سلطة الهندبة
الكشك مشهور بكل لبنان، وكل منطقة عندها طريقتها، وهو بالأساس أكلة جبلية لأنها بتنعمل من لبن الماعز اللي بعيش بالجبل، بس الكشك بضيع المتن الأعلى وعاليه بحطوله زيت وبينرشّ فوق الهندبة الخضرا ليتحول لسلطة مميزة بالحامض والزيت والبصل المفروم وحبات الرمان اللفاني الحامضة.
ومن هذه الأكلات نقدم لكم الآتي:
المجدرة:
إذا مررتم يومًا ببيت شامي تفوح منه رائحة البصل المحمّر، فربما كانت المجدرة تُطهى هناك، فهي من أكثر الأأكلات الشامية ارتباطًا بالمائدة العائلية، تُطهى العدس في الماء حتى ينضج، ثم يُضاف إليه الأرز والملح، ويُترك الخليط على نار هادئة، يُحمّر البصل حتى يكتسب لونًا ذهبيًا، ويُضاف على الوجه، تُقدّم المجدرة غالبًا مع اللبن أو السلطة، وتبقى خيارًا مشبعًا وبسيطًا يعكس روح المطبخ الشامي.
الكسكسي:
في المغرب وتونس والجزائر، لا تكتمل جمعة عائلية بدون طبق كسكسي يتوسّط المائدة، الكسكسي يُعد من دقيق السميد المبخّر، ويُقدَّم مع مرق غني بالخضار واللحم أو الدجاج، يُرتب في طبق كبير، ويُزيَّن بالخضار المطهوة والحمص وقطع اللحم، نكهاته الدافئة وتوابله المتوازنة تجعله محببًا للصغار والكبار، ويظل هذا الطبق حاضرًا في المناسبات والأعياد وحتى في الأيام العادية، كوجبة تجمع العائلة على دفء الطعم والذكريات.
الدولمة العراقية:
الدولمة العراقية من الأطباق الغنية التي تتفنن فيها سيدات العراق، وتُحضّر من خضروات محشوة بالأرز واللحم مثل ورق العنب، الكوسا، الباذنجان والفلفل، وتُطهى ببطء في صلصة طماطم حمضية مع نكهة الليمون، تُرتّب المكونات في القدر، وتُطهى حتى تتجانس النكهات وتذوب الخضار، وتُقدَّم غالبًا في الولائم والمناسبات، وتُعد إحدى أكلات شعبية قديمة في العراق ارتبطت بالكرم والضيافة ودفء البيت العراقي.
المسقوف
واحد من الأطباق الأكثر شعبية في دولة العراق، هو طبق المسقوف حيث يستمد من بيئته النهرية، وهو عبارة عن سمك مشوي لذيذ.
ويتم صيد السمك النهري في نفس الوقت الذي يتم طهيه فيه، وبعدها يشق من جهة الظهر على طول السمكة حتى رأسها، ثم يتم فتحها لتخرج أحشاء السمكة.
وبعد ذلك يتم تنظيفها ويشق في جلد السمكة فتحتان أو ثلاثة، لوضع التوابل، وهنا يكون جاهز على الشواء.
وبالنسبة لأفضل أنواع السمك التي يمكن صيدها لتناول وجبة المسقوف تكون من السمك النهري نوع البني أو الشبوط.
سليق
يعتبر طبق سليق واحد من أهم وأشهر الأطباق التي توجد في مناطق الحجاز والطائف في المملكة العربية السعودية.
وهذه الأكلة عبارة عن كبسة الأرز الأبيض، وتضاف لها لحم الخروف أو الدجاج، بالإضافة إلى كل من الأرز والحليب، كما يتم إضافة معجون الطماطم، والبهارات وهي «قرفة وفلفل وقرنفل والهيل والكزبرة والزبدة»، فهي واحدة من الأكلات الدسمة الشهية.
الحنيذ
الحنيذ هو طبق تقليدي في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، خاصة في اليمن والسعودية، يُطهى فيه اللحم (مثل لحم الضأن) ببطء مع بهارات خاصة حتى يصبح طريًا جدًا.
يتميز بطريقة الطهي البطيء على نار هادئة، وأحيانًا في أفران تحت الأرض أو باستخدام قدر الضغط، لضمان نكهة فريدة وقوام يذوب في الفم. يُقدم الحنيذ عادة مع الأرز
بالإضافة إلى أنه يقوم العديد من المواطنين بتقديم الحنيذ في أغلب الأوقات على وجبة الإفطار.
الشلولو: مكون الملوخية
ببساطة مدهشة ومكونات لا تتجاوز أصابع اليد، يظهر الشلولو كأحد أقدم أطباق الصعيد المصري، يُحضَّر من مكون الملوخية الناشفة والثوم والشطة والليمون، وتُضاف إليه الماء البارد ليكون جاهزًا خلال دقائق، يُؤكل باردًا مع الخبز البلدي، خصوصًا في أيام الصيف، أو في صيام رمضان، ورغم بساطته، يتمتع الشلولو بنكهات قوية وتقاليد متجذّرة في البيوت الريفية، مما يجعله طبقًا لا يُشبه غيره في بساطته وروحه.
الفتة بالخل والثوم:
رائحة الثوم المحمّر في السمن البلدي وحدها كفيلة بإعلان حضور الفتة على المائدة، وهي من أشهر الأكلات المصرية المرتبطة بالأعياد والمناسبات، تُحضَّر من الخبز المحمّص والأرز وصوص الخل والثوم، وتُسكب الشوربة الساخنة فوق المزيج ليكتسب الطراوة والنكهة، ثم تُضاف “الطشة” على الوجه لتمنحه طعمه المميز، وتُقدَّم أحيانًا مع اللحم أو الكوارع، لتكتمل الوجبة بطابعها المصري الأصيل.
الكشري
من الأكلات الشعبية الشهيرة في مصر هي الكشري، هي أكلة مصرية قديمة، يتم تناولها منذ زمن، وتتكون من العدس والأرز والبصل المقلي مع الطماطم والمكرونة، فهو طبق لذيذ.
وأول من قام بذكرها في التاريخ، هو الرحالة العربي إبن بطوطة، وقتها ويتم تناقلها عبر الأجيال المختلفة، فلا يمكن أن يأتي سائح إلى مصر بدون تذوق طبق كشري فهو من أشهر الأكلات المصرية ذات القيمة الغذائية الجيدة بسبب احتوائها على عدد من المكونات الغذائية.
شوربة الحريرة:
شوربة الحريرة من أشهر الأكلات المغربية التي تُقدَّم على مائدة رمضان، وهي طبق دافئ ومغذي يجمع بين العدس، الحمص، الطماطم، الكرفس، الشعرية، والتوابل المغربية الغنية، تُطهى على نار هادئة، ويُضاف إليها البيض المخفوق في المرحلة الأخيرة، ويُقدَّم الطبق عادةً إلى جانب التمر وخبز الشراك، وقد بقيت الحريرة رمزًا للبيت المغربي في شهر الصيام، وهي من أكثر أكلات شعبية قديمة التي ما زالت محافظة على مكانتها رغم تطوّر الأذواق.
المقلوبة الفلسطينية:
تُعتبر المقلوبة الفلسطينية من أشهر الأكلات الشعبية هناك، فهي طبق متجذّر في المطبخ الفلسطيني، ويُحضّر في المناسبات كما في الأيام العادية، يُحبّها الكثيرون لطعمها الغني وشكلها الملفت عند التقديم، وهي أكثر من مجرد طعام، بل طقس عائلي يعبّر عن الترابط والدفء، تُحضّر المقلوبة من الأرز، وقطع اللحم أو الدجاج، وخضروات مقلية مثل الباذنجان أو القرنبيط أو البطاطس، تُرتّب المكونات في القدر بطبقات، ويُسكب فوقها المرق المُنكّه، ثم تُطهى على نار هادئة حتى ينضج الأرز وتتماسك الطبقات، تُقلَب في طبق التقديم بحذر لتظهر بشكلها الشهي المعروف، وتُقدّم ساخنة إلى جانب اللبن أو السلطة.



