د.طارق سعد يكتب: يا بخت اللي عنده دياب!


في أية لعبة جماعية يبقى من الحظ وجود لاعب مهاري ضمن الفريق وهو اللاعب الذي يملك قدرة انتزاع الآهات من الجمهور بلمساته الساحرة الجمالية ومهاراته الفردية التي تحقق المتعة وأقصى استفادة للفريق ومدربه فيكونوا محظوظين بوجوده ومساهماته الدائمة في تحقيق المكسب وتتغنى به الجماهير ليصبح نجم الفريق المطلوب وجوده المستمر في التشكيل الأساسي وسيقوم هو باللازم.

التمثيل أيضاً لعبة جماعية شعبية مكتظة بالجماهير وأهم قوانينها “المتعة” مع المضمون والرسائل المستهدفة

وهو ما يلزم وجود اللاعب المهاري في كل عمل الذي يجذب بأدائه الجمهور ويراوغ ويمرر ويصنع الأهداف ويسجل وهي النوعية التي يعشقها الجمهور وتضيف للعمل طابع خاص يتحقق منه المتعة وينجح من خلاله في تمرير الرسائل فيتحقق النجاح الذي تقره الجماهير بالاحتفاء به والتغني بلاعبه المهاري.

“دياب” أحد أهم لاعبي الدراما من أصحاب المهارات الخاصة التي يملك أدواتها جيداً وتظهر في الأداء والتعبير بجانب الحضور الطاغي كمنحة ربانية وتركيز واهتمام والحرص على تقديم أعلى مستوى في كل مرة يظهر فيها فنجم الغناء صاحب الشعبية الكبرى والنجاحات الساحقة منذ وضعه قدمه في الدراما وهو يحقق نجاحات أكبر تضاف لرصيده كما تضاف لرصيد صناع هذه الأعمال وتاريخهم وهو ما يؤكده “دياب” في كل خطوة درامية بأنه من أصحاب المهارات الخاصة القادر على تقديم “القطايف واللطايف والحلويات” وصناعة المتعة بتلقائية وهدوء دون البحث عن افتعال بطولات أو “تريندات”ولكن بالموهبة والثقة والتركيز مع قوة الأداء نجح “دياب” في أن يكون “بطل نفسه” فهو البطل الحقيقي في أي عمل مهما كانت الأسماء التي تتصدر البطولة يبقى “دياب” بمهاراته الفردية الفارقة “بطل الحتة بتاعته” وهي منطقة العظماء من النجوم التي لا يستطيع أحد مجاراتهم فيها إلا لو كان من نفس الـ “قطعيًة” مثل “استيفان روستي وعبد السلام النابلسي وعادل أدهم وخالد صالح” وغيرهم من الكبار الذين استطاعوا أن يتصدروا بطولات الأعمال بـ “حتتهم” مع أبطال الأفيش.

“أسعد عبد رب النبي” ختم جديد من أختام جودة “دياب” في مسلسل “قلبي ومفتاحه” الذي يتصدر الأفيش الخاص به “مي عز الدين وآسر يس” بطولة العمل وفي الوقت الذي تبحث فيه ترتيبهما تكتشف أن “دياب” هو البطل الحقيقي للعمل متصدراً الأحداث متحكماً فيها تدور حوله يصنعها وتُصنع له كما كتبها المتميز “تامر محسن” على الورق وأخرجها على الشاشة واختار لها “دياب” الاختيار الأمثل ليتحمل هذه المسئولية بين نجمَي العمل باسميهما وكعادته دائماً “الكارت الكسبان” الذي يراهن عليه صناع الأعمال لتدعيمها وحقنها بالقوة وفي كل مرة يثبت فيها أنه ليس مجرد “كارت كسبان” ولكنه “أقوى كارت في مصر” محظوظ من يملكه و”يا بخته” لأنه سيضمن النجاح دون تفكير.

قدرة “دياب” على تجسيد أدوار الشر قد تبدو سهلة لإمكانياته كممثل ولكن بصمته هي الأصعب فتطويع الشر ليبقى “شر ديابي” هو أقوى مهاراته الفردية التي تميزه عن كل أقرانه على الساحة بل تخرجه من المنافسة تماماً ليظل “دياب” متميزاً بـ “الشر اللذيذ” الذي يبرع في تقديمه بقبوله الرباني اللا متناهي وخفة ظله المميزة وبصمة صوته القريبة إلى القلب وهي النوعية التي لا يستطيع أحد مجاراته فيها فالشر عند “دياب” معلمة .. هادئ وله منطق .. ترفض أسبابه ودوافعه ولكن في قانونه تجده منطقياً وهنا المهارة فأنت ترى شخصية مثل “أسعد” مندفع ومؤذي إلى حد الإجرام مقلق لكل من حوله لكنك ترى فيه في نفس الوقت الطيبة والـ “حنَية” بل يفاجئك بخوفه من ربنا الذي يتذكره في الأزمات فيبحث عن حل من خلاله .. كل التناقضات في شخصية واحدة من المفترض أن تكرهها وتشمئز منها ينقلب إحساسك معها تماماً بسبب روح “دياب” التي منحها لها وبصمته الشخصية التي صنعت درساً مهماً في وقته تماماً وهو أن الشر ليس بالـ “تجعير” ولكن الشر دائماً يصاحبه “تكتيك” ومراوغات فالشرير الحقيقي أفعال وليس أقوال و”حنجرة”.

أقوى ما يميز “دياب” ليس لون الشر الذي حقق به نجاحات تضعه في مناطق الكبار أصحاب المنطقة مثل “عادل أدهم واستيفان روستي”ولكن قوته الحقيقية في قدرته على تقديم الشر بكل أنواعه بتفاصيل مختلفة فكل شرير عند “دياب” مختلف عن الآخر وهو ما يجعله مالكاً لهذه المنطقة التي قد تكون فخاً كبيراً يقع فيه آخرون بالتكرار وهم يحملون “عدة الشرير” إلا أن “دياب” نجح في صناعة خصوصية لأشراره ليرسي قاعدة وهي أن “الشر الديابي” ليس مطلقاً ولكنه يحمل تفاصيل كثيرة ومتنوعة تخص أشراره على الشاشة.

الحقيقة أن شخصية “دياب” الفنية الممزوجة بشخصيته الطبيعية جعلت منه البطل الحقيقي لـ “قلبي ومفتاحه” فهو من النجوم الذين لهم سطوة بالـ “كاريزما” ومعها تمكنه من تقديم الشخصية بأدواته الخاصة التي تجبر المشاهد على التصفيق له بعد كل مشهد وانفعاله لنهاية مشهده ما يجعلك تنتظر مشهده القادم فأنت ترى “دياب” الشرير بابتسامة على وجهك وتفاعل مضاد ضد الشخصية ليمتلك هو حتى النهاية وتصفق أنت له في النهاية.

أي صانع عمل فني يتمنى وجود “دياب” في عمله لأنه سيفرق معه كثيراً فهو المهاري الهداف الذي سيحسم له النتيجة ويضمنها والعمل مازال حبراً على ورق مهما كان دون أن يشعر بأي قلق فالواقع الفني يقول ..