لا شك أن مسلسل “لام شمسية” حقق نجاحاً غير مسبوق على كل المستويات خاصة بجرأة القضية التي ناقشها وهي التحرش بالأطفال في سابقة غير معهودة وهو ما جعله المسلسل الأكثر جماهيرية هذا الموسم بسبب تصنيفه كمسلسل اجتماعي من الطراز الأول واهتمام كل الأسر بالقضية المطروحة لحساسيتها الشديدة بعدما انتابهم القلق والخوف على أطفالهم وأطفال عائلاتهم.
الحقيقة أن “محمد شاهين” قدم أفضل وأقوى وأهم أدواره الفنية ليس فقط في إطار المسلسل ولكن على مستواه الشخصي فظهر في أعلى درجات تركيزه ودقة تفاصيله في التعبير سواء بالوجه أو الجسد ومن يتابع “شاهين” في أعماله الأخيرة سيتأكد من حالة نضوج غير طبيعية قد وصل إليها جاءت بمجهود كبير وعمل متواصل طور به من نفسه كثيراً حتى أصبح “شاهين” مصدر ثقة للجمهور في أي عمل يشارك فيه.
قد يكون النجاح المصاحب لمسلسل “لام شمسية” طبيعياً لأن صناعه من أمهر الموجودين على الساحة ونجومه من المميزين أيضاً وقدموا مباراة فنية في قضية شديدة الحساسية دون أي ابتذال أو خدش للحياء وهو ما يحسب تماماً لأصحاب العمل ولكن الأمير غير الطبيعي هو التطابق شبه الكامل بين تفاصيل دقيقة في “وسام” وبين نفس التفاصيل في شخصية المتهم الحقيقي في قضية مدرسة “الكرمة” التي تفجرت
“بعد عرض المسلسل” ويظهر ذلك في “الهيئة – الوقفة – تركيبة اللبس – تقارب لون الجاكيت وتفصيلته – النظرة – رفعة الحاجب – زاوية توجيه الرأس”!
التشابه جاء أيضاً في مناطق عديدة من الأحداث حتى تواجد “الوسامين” في المدرسة جاء انتداباً من الخارج فالحقيقي “مدير مالي” أما الدرامي فهو دكتور في الجامعة!
الأغرب هو التطابق بين اسم الولد الضحية في المسلسل واسمه الحقيقي “يس” ما يدفعنا للتساؤل المهم وهو كيف تجمعت كل هذه التشابهات بهذه التفاصيل بهذه الدقة والمسلسل تم عرضه قبل ظهور القضية للنور بشهر ونصف ونذهب لنفس النهاية وكأنه منقول عنها؟! وهو ما يسلمنا للسؤال الأخطر …
هل كان صناع العمل يمتلكون أية معلومات سابقة عن الجريمة وقاموا بتوظيفها في العمل أو أن العمل نفسه تم صناعته تمهيداً لإعادة فتح القضية كظهير لتجييش رأي عام؟!
أو أن الموضوع كاملاً مجرد صدفة إبداعية ستعود بنا من جديد إلى البداية ونسأل .. هل من المعقول تجمع هذا الكم من الصُدَف في هذه التفاصيل بهذه الدقة استناداً لقاعدة “تعدد الصُدَف في حدث واحد يدعو للشك”؟َ
ما هو سر العلاقة الغامضة بين “وسام” لام شمسية و “وسام” الكرمة؟!
من المعروف أن الفن مرآة للواقع يرصد منه ويعكسه على الشاشة لكن أن يظهر على الشاشة أولاً بكل تفاصيله دون أية إشارة للحدث أو ملفه فهو أمر لم يحدث من قبل ويحتاج لتفسير حقيقي دون مواءمات!