طارق سعد يكتب: عودة “مِس ESS”


غالباً وفى كثير من الأحيان يكون النجاح مجرد حالة ترتبط بعناصره ومن أهم هذه العناصر هو المكان الذي تحقق فيه هذا النجاح وهي حالة متعارف عليها فكثيراً ما يصبح النجاح به حالة يصعب تكراراها خارجه وهناك أمثلة كثيرة في ذلك من الوسط الفني والإعلامي والغنائي أيضاَ فهناك نجوماً هجروا شركات الإنتاج التي صنعوا معها نجاحاتهم وعندما طلوا مع شركات أخرى خفت نجمهم وبطل مفعولهم وأيضاً هناك إعلاميون صنعوا نجاحات عندما طلوا عبر شاشة ما وعند انتقالهم لأخرى بطل مفعولهم أيضاً وعلى رأس هؤلاء “لبنى عسل – خيري رمضان – وائل الإبراشي” بالإضافة لسيدة الأزمات “ريهام سعيد” والمثير للجدل دائماً “توفيق عكاشة” فكل هؤلاء وغيرهم بمجرد تغير أماكنهم لم يحققوا أية نسبة من نجاحاتهم السابقة رغم زيادة الإمكانيات والتقنيات وعناصر الإبهار إلا أن المكان صانع حالة النجاح انتصر وهو ما حدث مع “طارق علام” عندما قرر العودة ببرنامجه صاحب النجاح التاريخي بالتليفزيون المصري “كلام من دهب” على شاشة إحدى الفضائيات ولكنه لم يحقق أي مردود ولم يشعر به أحد وكذلك عندما تنظر مثلاً  لـ”عكاشة” في صولاته وجولاته بقناته السابقة “الفراعين” الفقيرة فنياً وتراه اليوم على شاشة كبرى بنفس تفاصيله لن تجد من الـ “عُكش” إلا شبحاً يحاول مع “لوجو” الشاشة الجديدة بكل إمكانياتها ولكنه لا يستطيع!

 

وسط صخب كبير لهذه الـ “معجنة” الإعلامية تتسلل من بعيد في هدوء وثقة من قدمت عهداً لجمهورها بالسعادة وحملَّتها لنفسها أمانة ترفض فكرة التفريط فيها وقدمتها قرباناً لنجاحها فتفاجئ “إسعاد يونس” جمهورها بصفقة انتقالها من الشاشة التي صنعت فيها السعادة وأصبحت علامة لها وحالة متكاملة لنجمة كبيرة في إطلالتها الأولى على كرسي المذيع استمرت سنوات إلى شاشة أخرى ذات اسم ومضمون وسيادة تقدر المشاهد ويحترمها قد سعت في مفاوضات تخطت عاماً كاملاً وربما أكثر للفوز بالكنز البرامجي الأول على الشاشات أجمع فقد أصبح برنامج “صاحبة السعادة” هو البرنامج العائلي الرسمي تلتف حول الشاشة وقت عرضه العائلة والأسرة دون أي ملل وأصبح له تأثيراً مباشراً مبنى على الثقة وهو النجاح الصعب الذي استطاعت “إسعاد يونس” أن تحققه بما لم يستطع تحقيقه فطاحل الإعلاميين ممن يتشدقون بنجوميتهم ويضعون شروطهم فوصلت “إسعاد” لجميع الطبقات وجميع الأعمار والفئات لتبقى لهم الـ “إسعاد” الحقيقي  وتصنع من نجاحها حالة يسعى الكبار لاغتنامها فالشاشة التي تملك “سعادة إسعاد يونس” تملك السيطرة.

 

في الفترة الانتقالية لـ “صاحبة السعادة” إلى الشاشة الجديدة تخوف البعض من هذا التغيير وعلى حالة النجاح التى صنعتها مع الشاشة السابقة فكان السؤال الرئيسي “إسعاد هتعمل إيه بنفس البرنامج وآلا هيغيروا فيه؟!” فمن سبقوها في تلك الخطوة وقعوا وكانت حالة الحب التي ربطت المشاهد بـ “صاحبة السعادة” جعلته أكثر قلقاً فهل تستطيع استكمال نجاحها على شاشة جديدة أم أن البريق سينخفض وتسقط “السعادة” في الفخ؟!

 

الحقيقة أن شخص “إسعاد يونس” يعرف معنى المسؤولية أينما كانت ومهما كانت ضمانات النجاح وهو الرهان الأول والأخير عليها فانتظر جمهورها طلتها الجديدة بعد الإعلان عن صفقة انتقالها قبل بدء موسمها الجديد بأيام لتظهر بعدها بأسابيع “صاحبة السعادة” بعودة قوية تبدأها بنجم من العيار الثقيل “تامر حسني” ثم انفراد بحلقة مع العائدة للفن بضجة كبيرة “حلا شيحة” وتنتقل إلى المشاهد نفسه المستثار جدلاً بـ “دينا الشربيني” لتؤكد “إسعاد يونس” أنها داهية محنكة في صناعة المحتوى ونجاحه فبالرغم من أنها تقدم نفس “صاحبة السعادة” على شاشة جديدة إلا أنها بذكائها الحاد مع فريق عمل محترف يقوم بدور بطولي من خلف الكاميرات وتديره بجدارة استطاعت أن تذهب إلى هذه الشاشة بكامل جماهيرها فيتحول وقت العرض إلى “كومبليت” وتشاهدها وأنت تشعر أنك تتابع برنامجاً جديداً بكامل التفاصيل والإبهار والحقيقة أنك مازلت تتابع “صاحبة السعادة” بكامل قوته وقمته في حالة فريدة من نوعها عنوانها الرئيسي “إسعاد يونس”.

 

دائماً ما تثبت “إسعاد يونس” أنها كيان كامل مستقل بذاته يسير على الأرض بما يجعل مثلاً من بوليصة تأمين عليها عرض أول لأرقام فلكية لم تتردد من قبل فالنجاح الكبير والمتواصل والمتزايد الذي تحققه “إسعاد يونس” بتحفتها البرامجية “صاحبة السعادة” هو حالة استثنائية سيتوقف عندها التاريخ في هذه المنطقة كثيراً ويجعل منها علامة بارزة أمام أجيال كثيرة متعاقبة تنظر إليها باحترام ودهشة وانبهار.

 

“ESS” كما يناديها الأصدقاء وعشاقها استطاعت منفردة أن تكسر قوانين الطبيعة والمنطق وتخترقها فعادة ما يجتهد الشخص ليصنع تاريخاً لنفسه في مجاله ليتحدث عنه إلا أن “إسعاد يونس” تعزف منفردة وتكتب لنفسها “تواريخ” متعددة  لتتحدث عنها في كل المجالات “إذاعة – تمثيل – كتابة – إنتاج – تقديم البرامج” وأخيراً في مجال الـ “بيزنس” بعدما استطاعت أن تحصل على أحد الأسماء العالمية في الـ “آيس كريم” وتفتتح به مشروعاً خاصاً لتقدم نموذجاً في الوفاء والقدوة أفعالاً وليست فقط أقوالاً ونصائح ففي الوقت الذى يطير فيه النجوم خارج مصر ليفتتحون مشروعات تجارية قررت “إسعاد” بإرادتها الاستثمار في بلدها لتحقق له مكاسب كبيرة وعديدة مع مكسبها الشخصي لتضع “إسعاد” نفسها دون تخطيط مسبق أو مقصود على رأس أهم نجوم الحقبة الحديثة فإذا كانت هناك حالات تدرس فإن “إسعاد يونس” حالة تستحق العديد من الدراسات والأبحاث والرسائل العلمية المتخصصة.

 

ما تقدمه “إسعاد يونس” درساً قاسياً لكل النجوم الكبار في مختلف مجالاتهم وكذلك كل من أكلت الشهرة رؤوسهم لتضرب مثالاً كاشفاً لمن يحترم تاريخه ويقدم عملاً يحترم به نفسه أولاً قبل جماهيره أمام الكثير ممن جاءوا فقط لـ “لم فلوس” فينظر الجمهور إلى صفوف النجوم المتزاحمة بمختلف مواقعهم مشيراً إليها بحالة “عمرو دياب” ..  “يتعلموا يتعلموا … مالست دي يتعلموا”.

 

عودة “Ess – صاحبة السعادة” بعد إجازة طويلة جاءت مناسبة تماماً لتاريخها وتليق بحجم مكانتها التي جعلت منها خطراً داهماً على أى منافس في محيطها لتتحول “إسعاد يونس” بنجاحاتها العنقودية إلى أخطر نجمة في الزمن الحديث وتصبح عودتها عن جدارة …. “عودة مِس Ess”.