انطلاق عرض الفيلم السعودي حوجن في جدة ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي


على ما يقرب من الساعتين، التقي صناع السينما العرب والأجانب بالإعلاميين والنقاد في حفل افتتاح فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، قبل الإعلان عن بدء عرض فيلم افتتاح المهرجان بالفيلم السعودي “حوجن” المأخوذ عن روايه بنفس الاسم للكاتب السعودي إبراهيم عباس.

افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر بفيلم سعودي، رسالة تأكيد على اهتمام المملكة الشديد بالفن السابع والسعي وراء تأصيله بغزارة الإنتاج وضخامته والتوسع في افتتاح دور العرض، للوصول فيه وبه إلى آفاق بعيدة.

وعندما نعرف أن رواية “حوجن” المقتبس منها الفيلم -صدرت عام 2013- وزعت أكثر من 250 ألف نسخة باللغة العربية، وتم تحميل نسختها الالكترونية أكثر من 4 ملايين مرة، وترجمتها إلى 4 لغات حتى الآن، ستعرف انك أمام فيلم توفر له أول شروط النجاح الجماهيري، وهو القصة المثيرة التي حققت نجاحا كبيرا ولها جمهور كبير يتشوق لرؤية تجسيد أحداثها على الشاشة.

المخرج العراقي الشاب ياسر الياسري مخرج فيلم “حوجن” صاحب تجارب في السينما والتلفزيون والفيديو كليب، ومعروف بولعه بالتقنيات الحديثة في الإنتاج السينمائي، ومعالجة الموضوعات الشيقة غير المعتادة، كما ظهر في فيلمه “122” أول فيلم عربي بتقنية 4DX، دخل بنا في فيلمه الأحدث “حوجن” ليتنقل بنا بين عالمي البشر والجن، في فيلم توزعت بطولته بين بني البشر وكائنات ما ورائيه.

وخرج معنا بتجربة تستحق الاحترام كأول تجربة في إنتاج نوعية صعبة من الأفلام جديدة على السينما العربية، بكل ما تحمل من غرائبية في أحداثها، ومواقع وتقنيات تصويرها، وما تطلبه من أعمال جرافيكس وتلوين، وموسيقى تترجم الأحداث تمهد لها وتصاحبها لمضاعفة التأثير وإدخال المشاهد في العمل بكل حواسه.

كل هذه عناصر تقنية تحتاج لخبرة وممارسة طويلة، وحداثتها غفرت ما وقع فيه الفيلم من بعض الأخطاء مثل ضعف مشاهد الجرافيكس وتنفيذ المعارك، وظهور قدرات الجن واختفائها دون مبرر، كأن نرى الجني يسير في الطريق وفجأة يطير في الهواء ليعبر سور المنزل، فلماذا لا يذهب لمنزله طائرا من البداية؟!

والانفعال الزائد عن اللازم للموسيقى التصويرية التي وضعها خالد الكمار في بعض المشاهد، ناهيك عن عدم وحدتها طوال الأحداث مما يحرم المستمع من وجود خط موسيقى واحد للفيلم.

قدم فيلم “حوجن”، قصة من التراث الشعبي داخل إطار معاصر، تدور أحداثها جمعت بين الخيالي والرومانسي، حول “حوجن” وهو (جني طيب مؤمن) قام بدوره الفنان السعودي الشاب براء عالم، يعيش بين البشر في مدينة جدة، ويكتشف حقيقة نسبه الملكي وأنه من نسل جن النبي سليمان عليه السلام، لتبدأ رحلته ومغامراته في مواجهة الشر لاستعادة حقه، محاولاً الحفاظ على التوازن بين عالمه وعالم البشر، لكنه يقع في حب فتاة من عالم البشر اسمها “سوسن” قامت بدورها الفنانة السعودية نور الخضراء، وهي طالبة في كلية الطب.

شارك في بطولة الفيلم: نور الخضراء، وبراء عالم، ونايف الظفيري، والعنود سعود، ومنصور آش، ومجدي القاضي.

ولفت الفنان السعودي الشاب براء عالم، الذي قدم دور “حوجن” الأنظار، بأدائه الصادق وملامحه الهادئة التي تؤهله لبطولات سينمائية كفتى أول، يصلح بقوة لتقديم أدوار الأكشن والرومانسي، لينضم لقائمة نجوم السينما العربية.