ضروري نحكي مع داليا داغر ببحث تحليلي مع غسان سعود ورئيس بلدية التليل جوزف منصور عن كارثة عكار


كان من الضروري ان تُخصّص حلقة “ضروري نحكي” لهذا الأسبوع عن أحداث عكار الأليمة، حيث استضافت الاعلامية داليا داغر الصحافي غسان سعود الذي كشف بدوره الكثير من المعطيات حول الحادثة، بالإضافة الى مداخلات مع رئيس بلدية التليل جوزف منصور، والمسؤول الاعلامي في بلدية البيره السيد يوسف وهبة، ومدير قسم العناية الصحية في وزارة الصحة الدكتور جوزف حلو. وكان في الحلقة ايضا مداخلة مع الصحافي والكاتب السياسي جوني منيّر للحديث عن آخر المستجدات الحكومية.

مقدّمة الحلقة:

أيّهما أقسى: مشهد الناس يتدافعون فوق الصهريج في ذل ما بعده ذل، كما رأينا في الفيديو، أو مشهد الموت؟ القتل غير المعلن أو القتل المعلن؟ وما هي طبيعة هذا القاتل الذي يتبجح بالجريمة ويتاجر بها.

يتاجرون بنا ونحن أحياء، ويتاجرون بنا حين نموت.

يبحثون عن الموت مفترضين أنه يربحهم صوتا إنتخابيّا. يصنعون الموت مفترضين أنه يربحهم صوتا إنتخابيّا. ويحتفلون بالموت مفترضين أنه يربحهم صوتا إنتخابيا.

برنامجهم الانتخابي هو القيام بكل ما يلزم لإذلال الناس من جهة وتحريضهم في الاتجاه الخاطئ من جهة أخرى. وهكذا يمنعون التدقيق الجنائي، ويمنعون استعادة الأموال المنهوبة، ويمنعون إقرار أي قوانين إصلاحية، ويمنعون إقرار الكابيتال كونترول، ويمنعون انعقاد الحكومة رغم كل ما حصل ويحصل، ويمنعون إقرار البطاقة التمويلية، ويمنعون رفع الحصانات ثم يحاولون تحريض الناس على رئاسة الجمهورية، كأن الناس لا يسمعون ولا يرون من يمنع كل شيء من جهة ويتخذ منفرداً من دون تشاور مع أحد قرارات من شأنها تدمير كل ما تبقى من جهة أخرى.

عكار جرحنا الدائم لم تصل إلى ما وصلت إليه صدفة، ولا مجال هنا للتعميم من أجل تضييع المسؤوليات. عام 2005 قال تيار المستقبل إنه كان يود دائماً إنماء عكار لكن “السوري” منعه، لكن من منعه بعد عام 2005؟ “مين ما خلاه”؟؟؟ عكار بايعته بأكثرية مطلقة وهو عين كل صغير وكبير يخص عكار ولم تكن النتيجة إلا مزيد من الفقر والحرمان والإهمال لأن التيار الأزرق؛ “تيار المهربجية”، انشغل بالتحريض الطائفي عن الإنماء، وبالتدخل بشؤون الدول المجاورة عن المشاريع، وبالمتاجرة بالدماء بدل تأمين الاستثمارات الزراعية والصناعية والتكنولوجية والسياحية لأهل عكار. عكار انتخبتكم أنتم، وثقت بكم وأنتم كنتم رؤساء الحكومة في السنوات الخمسة عشر الماضية، لكنها لم ترَ منكم إلا الإهمال فوق الإهمال.

في ضروري نحكي الليلة نستضيف الصحافي غسان سعود للحديثِ عن انفجارِ عكار وتداعياتِ رفعِ الدعم ومستقبلِ الحكومة، ونأخذ مجموعةَ مداخلات من المحلل السياسي جوني منيّر في الشأن الحكومي، ورئيس قسم الوقايه الصحيه في وزارة الصحه  الدكتور جوزف حلو. المسؤول الاعلامي في بلديه البيره السيد يوسف وهبه، ورئيس بلدية تليل جوزف منصور.

سعود: البعريني يهرّب بغطاء من تيار المستقبل.. من عكار الى سوريا عبر وادي خالد!

اعتبر الصحافي غسان سعود انّ “عكار لم تنتخب “كلن يعني كلن” بل انتخبت فريقا واحدا هو تيار المستقبل ولم تر منه حتى اليوم اي شيء لا على صعيد الوظائف ولا على صعيد البنى التحتية وبالتالي لا يمكن لسعد الحريري ان يبكي بعد ما حصل في التليل”، مؤكّدا انّ “تيار المستقبل يمثل عكار سياسيا وبلديا واداريا”.

وفي حادثة التليل أيضا، لفت سعود الى انّ “صاحب الأرض من آل ابراهيم هو من التليل وهو شريك للنائب في تيار المستقبل طارق المرعبي في شركة مقاولات، وهو بدوره أجّر أرضه الى شخص هو شريك لنائبين في تيار المستقبل هما وليد البعريني ومحمد سليمان”.

وتابع: “النائب وليد البعريني “مهربجي” ولم يشغل وظيفة في حياته الا في التهريب وكان يهرب الدخان من نهر البارد الى سوريا ومنذ سنتين هو يهرّب المحروقات الى سوريا عبر وادي خالد التي تخضع لسلطة تيار المستقبل عبر النائب نصرالله”، مشيرا الى انّ “البعريني هو المهرب الرئيسي في عكار وكل المحروقات المخزنة في المنطقة تعود له”.

وسأل سعود: “مستأجر الأرض المحسوب على نائبي المستقبل موقوف منذ 4 أشهر، وبالتالي من حمى سياسيا مخزن المحروقات طيلة هذه المدّة؟ ولماذا تأخر الجيش في المداهمة 4 أشهر”؟

وأضاف: “الشهداء في الجيش الذين سقطوا في انفجار التليل العكارية كانوا خارج الخدمة. أما سعد الحريري فقد قدّم العراضة في بياناته عقب انفجار التليل من اجل حرف الأنظار عنه وعن نوابه وعن المسؤولية التي تقع على عاتق تياره وحاول البعض اتهام النائب اسعد درغام لكنه فشل بذلك طبعا”.

وبالإنتقال الى الاوضاع العامة في البلد، اكّد سعود انّ “الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري لا يريدان حكومة وهما ايضا لا يريدان رفع الحصانات ولا التدقيق الجنائي ولا استعادة الاموال المهربة”، معتبرا انّ “قرار رفع الدعم عن المحروقات اتخذه رياض سلامة لوحده، وقرار من هذا النوع هو قرار تدميري أمني بالكامل فلا العسكري ولا الدركي سيتمكّن من الإلتحاق بثكنته، فكيف يتخذ هذا القرار من دون الرجوع الى وزارتي الدفاع والداخلية؟

وتساءل سعود: “لماذا يحق للشعب اللبناني ان يراجع قراره بمن انتخب في الـ2018 ولا يحق لرئيس الجمهورية ان يراجع قراره بالتجديد لرياض سلامة؟ نعم ميشال عون جدّد لرياض سلامة وبعد سنة وجده “غير نافع” فألا يحق له اليوم رفع الصوت من أجل تغييره”؟

د.حلو: لا إصابات بطلقات نارية بين المصابين بحادثة تليل

أشار مدير قسم العناية الصحية في وزارة الصحة الدكتور جوزف حلو الى انّه “جرى نقل 3 جرحى حالتهم حرجة الى تركيا مساء اول من امس، ونعمل على نقل 6 آخرين الى الكويت”. ولفت الى انّ “عدد المصابين بحروق وصل الى 75 وحتى الآن هناك 52 مصابا في المستشفيات ولا إصابات بطلقات نارية”.

واكّد انّ “عدد العسكريين المصابين المتواجدين في المستشفيات هو 11 وليس عندي معطيات اذا كانوا في الخدمة او خارجها. امّا عدد ضحايا انفجار التليل هو 27 وهناك كيس يحتوي على أشلاء نأمل ان تعود لأحد الضحايا الذين سبق وتم تسجيلهم ونتمنى ان لا يرتفع العدد اكثر”.

الإنفجار حصل في خزّان آخر… معلومات جديدة عن انفجار تليل يكشفها رئيس البلدية

بدوره اكّد رئيس بلدية التليل جوزيف منصور أن الانفجار لم يحصل في الخزان الذي كان يعمل المواطنون على تعبئة البنزين منه بل في خزان آخر، مشيرا الى انّ “عناصر مخابرات الجيش كانت متواجدة لحظة انفجار التليل وأؤكّد انّه لم يحصل اي اطلاق نار.”

امّا المسؤول الاعلامي في بلدية البيره يوسف وهبه فقد شدّد في مداخلته على انّنا “لا نريد ان يُستغل دم شهدائنا وما حصل في عكار هو جريمة العصر، لذلك عملنا نحن كفعاليات المنطقة على قطع الطريق امام اي فتنة او اي استغلال، ونطالب بحقوق كل الجرحى ونحن مع الجيش كان ظالما او مظلوما”.

حكومة او فوضى…

وفي الشق الحكومي، كشف الكاتب السياسي جوني منيّر انّ “الجو في لقاء ميقاتي وعون الأخير لم يكن ايجابيا واذا بقي الوضع على حاله سيعتذر ميقاتي في نهاية الأسبوع”، معتبرا انّه “اذا لم تتشكل الحكومة، لن يتمكّن احد بما فيها القوى الامنية على ضبط الشارع والفوضى”، خاتما بأنّ “المجتمع الدولي “مستقتل” يريد حكومة في لبنان”.