إستضافت الاعلامية داليا داغر ضمن حلقة الأمس من برنامج “ضروري نحكي” الوزير الأسبق غسان عطالله والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر حيث تمّ مناقشة مسائل سياسية داخلية وخارجية، من بينها احتمال استقالة التيار الوطني الحر من المجلس، والشأن الحكومي بالإضافة الى موقع لبنان من المفاوضات الدائرة في المنطقة المحيطة به.
تتراكم الشهورُ فوق السنوات فوق أوجاع اللبنانيين، وقد بلغت ذروتها، فيما يواصل سعد الحريري الهروب … إلى الوراء.
الرئيس المكلف تأليف الحكومة بالشراكة مع رئيس الجمهورية، انشغل منذ اليوم الأول لتكليفه بتأليف السيناريوهات وإخراجها، مستهزئاً بعقول الناس. خدع كثيرين وصدقه كثيرون وأيده كثيرون، وهو جال على عواصم العالم متباهياً بما يخرجه من سيناريوهات. وأمام قوة ماكينته الاعلامية لم يكن من أحد أو شيء يعول عليه للمواجهة غير الوقت. وحده الوقت كان كفيلاً بتركه يفضح نفسه بنفسه، ليكتشف الأقربون قبل الأبعدين أنه ضلّلهم: من البطريركية المارونية بسيدها بشارة الراعي إلى النائب السابق وليد جنبلاط إلى الخارجيتين الروسية والفرنسية إلى اللواء عباس ابراهيم إلى كل من صدق – ولو لوهلة – أن رئيس الجمهورية يمكن أن يُسرّ بكل دقيقة تأخير في تشكيل الحكومة، أياً كانت الأسباب. مع الأخذ بالاعتبار أن حزب الله قد انتقل من موقف وسطيّ إلى موقف واضح وحاسم بدعوته للرئيس سعد الحريري إلى التوجه إلى قصر بعبدا، ليس لبضعة دقائق كما يفعل منذ سبعة أشهر إنما لكل الساعات المطلوبة من أجل التوافق مع رئيس الجمهورية على تشكيلة حكومية. هذا ما قاله حرفياً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حين تبنى موقف رئاسة الجمهورية التي لا تريد من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري غير وضع كل هذه السلبية جانباً والإفراج عن بعض الإيجابية.
وإذا كانت البطريركية والخارجيتان الروسية والفرنسية وجنبلاط وحزب الله قد استخلصوا العبر فإن الدور قد وصل أخيراً الى الرئيس نبيه بري، ليرفع الغطاء عن كل الكذب والخداع والتلفيق، ويبين للناس من يخترع الأوهام للمضي قدماً في عدم تشكيل حكومة، رغم كل ما يمر به الناس. والرئيس بري كان شاهداً في مجلسه على من مد يديه لا يداً واحدة للرئيس المكلف من أجل أن يشكل، ومن وقف هناك مفاخراً متباهياً مستلذاً بعدم التشكيل، من دون أدنى مراعاة أو اهتمام بمصير الناس وحاضرهم ومستقبلهم.
لم يكن أحد يريد أو يستطيع أن يفعل بسعد الحريري ما فعله هو بنفسه؛ أفقد نفسه بنفسه كل حلفاء وأصدقاء الداخل والخارج. إخراج سيء، إدارة سيئة، والأسوأ هو التنفيذ. لا في الشكل موفق ولا في المضمون، لكن … هذا ليس وقت الشماتة أبداً، التفكير بالناس يحول دون مجاراتهم باي شكل، من قريب أو بعيد.
التفكير بالناس يدفعنا إلى الترقب والسؤال في حلقتنا الليلة عما ينتظرنا في الأيام القليلة المقبلة سواء رفض الحريري التشكيل وتمسك في المقابل بالتكليف، أو اعتذر، أو عمل بنصيحة البطريركية المارونية وحزب الله وجنبلاط وصعد إلى بعبدا ليبحث جدياً في التشكيل مع رئيس الجمهورية.
في حلقتنا الليلة نستضيف كلًا من الوزير السابق غسان عطالله والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر.
عطالله: الاستقالة واردة…
أكّد الوزير الأسبق غسان عطالله انّ “لا معطيات عن ولادة الحكومة قريبا ويبدو ان الحريري رفض مبادرة الرئيس بري بل وضع طروحات جديدة من هنا جاءت زيارة الخليلين الى باسيل ولا يبدو هناك ايّ جو ايجابي؛ واذا لم يصعد الرئيس بري الى بعبدا خلال الـ24 ساعة فالأرجح انّ لا حكومة في القريب العاجل”.
وتابع: “نتمنّى وندعم الحريري لتشكيل الحكومة في القريب العاجل لكن في الواقع ومنذ الاستشارات الحريري اخذ التكليف وذهب وبشخصية الحريري ومن يحيط به لا اعتقد انّه قد يلجأ الى خيار الاعتذار”، مشيرا الى انّ “الحريري تهرّب من مبادرة روسية ومن اللقاء الذي طرحته باريس بالإضافة الى انّه يتحدّث مع كل طرف بلغة مختلفة”.
وقال: “يجب ان يكون لدينا علاقات جيّدة مع كل الدول المحيطة بنا، ولا اعتقد ان السعودية قد اغلقت أبوابها امام الوزراء اللبنانيين”.
وأضاف: “أؤكّد ان الجو بين باسيل والخليلين ايجابي وجاءت الزيارة بعد ان خلق الحريري المزيد من العرقلات”.
ولفت الى انّ “بعد 10 اشهر على عدم تشكيل الحكومة وترك البلاد للوصول الى أزمة اكبر بالتالي اي مسؤول يرى امامه مشهدا اسود وخيار الاستقالة من مجلس النواب سيكون واردا اذا بقيت كل الابواب مقفلة من اجل انتاج سلطة جديدة، ولا حديث مع القوات حتى الساعة من اجل الاستقالة من المجلس النواب لكنّهم قالوا انّهم سيستقيلون في حال تقدّم التيار بالإستقالة اولا”.
وختم: “نحن نتحضر للانتخابات النيابية المقبلة منذ 5 أشهر سواء حصلت في نهاية الصيف الحالي او في بداية الصيف المقبل ومكنتنا أصبحت شبه جائزة”.
عبد الساتر: الأسد لم يطلب تعويم نفوذه لا في لبنان
اعتبر المحلل السياسي فيصل عبد الساتر انّ “بيان رؤساء الحكومات السابقين غير ميسّر لولادة الحكومة ولا يحتاج اللبنانيون في هذه اللحظة الى مواقف سلبية”، مشدّدا على انّ “المشكلة عند الرئيس الحريري هي مشكلة خارجية بإمتياز ومن يقول غير ذلك يكون يحاول ان “يغطي الشمس بالغربال”.
وقال عبد الساتر انّ “السعودية تحاصر لبنان لكي تنتقم من الحريري بسبب ملفات لديه داخل المملكة لكن لا ذنب للبنانيين ليتحمّلوا ذلك”، داعيا بهاء الحريري الى تمويل المحكمة الدولية بدلا من ان يموّل الجمعيات.
واكد انّ “الرئيس عون لم يخالف الدستور وعندما اجّل الاستشارات النيابية كان يعلم انّنا سنصل الى هذه المرحلة التي نعيشها اليوم”، متمنيا ان لا يصل الرئيس بري الى حائط مسدود مع الرئيس الحريري ونادي رؤساء الحكومات السابقين هو تجمّع غير دستوري ولا يمكنهم ان يكونوا ملوكا اكثر من الملك”.
وقال: “التلاقي بين ايران والسعودية يصبّ في مصلحة كل المنطقة ويخفّف من حدّة المواجهة بين المحاور”.
وتابع: “لولا بيان جعجع التحريضي لما شفنا العراضات في الطرقات وجعجع “لم يحلق شواربه حتى الآن بل طوّل ذقنه” ويريد ان يربّي اللبنانيين”.
ولفت الى انّ “العلاقة بين حزب الله وسوريا لا تحتاج الى فحص دم والحزب لا يتدخل في اي قرار تريده سوريا فيما يخص علاقاتها مع الدول الخليجية او غيرها، ولبنان ليس ورقة لكي يستلمها علي المملوك وسوريا بعيدة عن هذه الأجواء على عكس ما يتمّ التداول به في بعض المواقع الاعلامية”.
واكّد انّ “بشار الأسد لم يطلب تعويم نفوذه لا في لبنان ولا في أيّ مكان آخر”.
وأضاف: “لا أؤمن بالسين سين وسوريا لن توفر اي مساعدة يطلبها لبنان في كافة المجالات وعلى كل المستويات، وغير صحيح انّ حزب الله قد شارك في الاجتماع الذي حصل بين رئيس المخابرات السعودية والرئيس بشار الأسد في دمشق”.
وختم، معتبرا انّ “استقالة التيار او القوات من المجلس لن تغير شيئا بل ستزيد من مشاكل البلد”.