النائب زياد أسود والوزير الأسبق زياد بارود والنائب السابق مصطفى علّوش في ضروري نحكي مع داليا داغر


بعد الجلسة الاخيرة لمجلس النواب التي ناقش فيها رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فيما خصّ الجمود في ملف تشكيل الحكومة، كان لا بدّ من الاطّلاع على كواليس هذه الجلسة، بالإضافة الى خلفية القرار الذي صدر عنها. وانطلاقا من هنا استضافت الاعلامية داليا داغر في حلقة الأمس من برنامج “ضروري نحكي” عبر شاشة الـ”OTV” عضو تكتّل “لبنان القوي” النائب زياد أسود، إضافة الى مداخلتين: الاولى مع الوزير الأسبق زياد بارود التي تحدّث عن دستورية رسالة الرئيس عون، امّا الثانية فكانت مع نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علّوش.

المقدّمة:
الأسبوع الماضي كان واحداً من أكثر الأسابيع المليئة بالأحداث، من فلسطين إلى تنحي وزير الخارجية إلى الانتخابات الرئاسية السورية إلى جلسة المجلس النيابي. أحداثٌ سيكون لها تداعيات حتمية في الأيام المقبلة.
فمع الاقتراب من انجاز التفاهم الإيراني – الأوروبي الأميركي، كانت دوائر الاستخبارات العالمية تتحدث عن احتمال كبير لنشوب حرب سريعة بين لبنان وإسرائيل، تحاول بموجبها الأخيرة أن تستهدف الصواريخ ذات الرؤوس الذكية التي يملكها حزب الله، إلا أن التطورات الفلسطينية أطاحت بهذا الاحتمال. وقد ألحق الحدث الفلسطيني ضرراً كبيراً بموقع اسرائيل ومكانتها في الطبخة الحاصلة لإعادة رسم التوازنات في المنطقة، بعد تراجع قدرتها على التهديد والوعيد.
أما انتخابات الرئاسة السورية فتحولت إلى موعد مبدئي للإعلان الرسميّ عن الانعطافة العربية الكبرى، وهو ما سيكون له تبعات محلية كثيرة، في ظل قرار سعوديّ محلي واضح بالانفتاح على جميع الأفرقاء الذين يبدون استعداداً لمبادلتهم الود، بدل الاكتفاء بحليف واحد أو حليفين. ويكفي في هذا السياق الملاحظة أن المحسوبين على النظام السوري باتوا يحسبون اليوم على سوريا والسعودية معًا ويقاربون كل الملفات من منطلق “سين سين” فيما المحسوبين فقط على السعودية لا يعرفون ماذا يفعلون ويواصلون التصرف كما لو أنهم يعيشون قبل ستة أو سبعة أشهر.
بدورها أتت جلسة المجلس النيابي لتحقق هدفين: أولاً، القول للرأي العام إن هذه هي حدود صلاحيات رئاسة الجمهورية، وكرة التشكيل ليست في ملعبه. وثانياً، قطع الطريق على كل الأكاذيب الجديدة بشأن المواعيد الوهمية للإعتذار وغيره. والواضح في هذا السياق أن ما من نية سواء عند الرئيس المكلف أو عند رئيس المجلس لاستباق التفاهمات في المنطقة أو السير بوتيرتها المتسارعة على الأقل، إنما النية واضحة بانتظار التفاهم الخارجي، وهو ما يوافق عليه حزب الله أيضاً، فيما يقلق بشأنه النائب السابق وليد جنبلاط.
مع العلم أن هذا الخارج اليوم هو غيره قبل سنوات، فما بعد الحرب على سوريا ليس كما قبلها بالنسبة للقيادة السورية في علاقتها مع الكثير من الأفرقاء اللبنانيين، وكذلك الأمر بالنسبة للقيادة السعودية التي أعادت النظر بالكثير ممن دعمتهم سابقًا.
في حلقتنا الليلة، نستضيف النائب زياد أسود لنناقش معه في هذا كله، متوقفين عند كل ما يواجه المواطن من تحديات بعد قرار الحريري المضي قدمًا في عدم تشكيل الحكومة. وفي الحلقة مداخلتان مع كل من الوزير السابق زياد بارود والنائب السابق مصطفى علوش.

أسود: الحريري “قلّل تهذيب” مع الرئيس عون.. ومجلس النواب يُدار بطريقة متخلّفة
رأى عضو تكتّل “لبنان القوي” النائب زياد أسود انّ “هناك الكثير من المعدّات الصحية مخبّأة في الكثير من المستودعات بالمقابل هناك مستوصفات ومستشفيات بحاجة إليها وعلى من يدير مؤسسات الدولة خاصة تلك المعنية بمساعدة الناس ان لا يكون لديه عقلا ميليشياويا”، معتبرا انّ “ادارة مجلس النواب الحالية لا يمكنها مواجهة الأزمة بهذه العقلية المتخلفة”.
وأكّد أسود انّه “لا يوجد قرار لدى الدولة اللبنانية من اجل مساعدة المواطنين وحل الأزمة التي تعصف بنا، واللبناني مهدّد بلقمة الخبز وبصحته من أجل سلب القرار منه وهناك مكنات تعمل على خلق حالة من الإرباك على مواقع التواصل”.
وشدّد على أنّ “رسالة الرئيس عون كانت واضحة جدا ولا يوجد حكومة منذ 30 سنة حتى اليوم اختذلت دور رئيس الجمهورية والقاعدة التي خلقها الحريري بطريقة تأليف الحكومة هدفها عدم التشكيل”.
وتابع أسود: “بالرغم من كلّ ما يمثّل الحريري الا انّه بإنتظار شهر 7 او 8 اي فترة التسويات في المنطقة من أجل السير في تكليف الحكومة لذلك جاء موقفه متشنجا في الجلسة الاخيرة لمجلس النواب”.
وقال: “الحريري “قلّل تهذيب” مع الرئيس عون وهو لم يحترمه ولم يحترم ما يمثّله”، مضيفا انّ “كل الممارسات الحكومية والسياسات المالية والطائف وقوانين الانتخاب بُنيت على ما هو باطل”.
وأشار أسود الى أنّ “الحريري لا يمكنه نفي ما يُقال عن انّ السعودية لا تريده تشكيل الحكومة”، لافتا الى انّ “لا نقاش عميق لدينا من اجل الاستقالة من مجلس النواب وما يجمع التيار بحزب الله اليوم أقلّ من السابق”.
وأردف قائلا: “لم أر يوما المدرسة التي خرج منها الحريري حمت المسيحيين بل العكس تماما ولا يحدّثنا احد عن الإعتدال”.
وكشف أسود أنّ “الحريري يعرقل مسار تمويل البطاقة التموينية لأنّه يريد بأي طريقة كانت العودة الى رئاسة الحكومة”، خاتما حديثه بأنّ “رياض سلامة يغشّ الشعب ولا أعرف لماذا لا يقول للمودعين انّ اموالهم “طارت” وليس وحده من يتحمّل مسؤولية الازمة التي وصلنا اليها”.

بارود: رسالة الرئيس عون هي من صلب صلاحياته الدستورية
بدوره لفت الوزير الأسبق زياد بارود في مداخلة له الى انّ “الدستور في الفترة الاخيرة هو الواجهة وفي خلفيته صراع سياسي وصلاحيات رئيس الجمهورية لا تنتقص من صلاحيات الرئيس المكلف ونحن بحاجة اليوم التوافق بين الرئيسين لتشكيل الحكومة”، مشيرا الى انّ “ما يحصل اليوم اشتباك سياسي وليس اشتباكا دستوريا والرسالة هي من صلب صلاحيات الرئيس عون الدستورية والمادة 53 تكفل ذلك فهل شتيمة ان يلجأ رئيس الجمهورية الى الدستور؟”
وقال: “اعتقد ان هدف الرئيس عون من الرسالة هو تحريك الجمود في عملية تشكيل الحكومة والردّ على هذه الرسالة جاء في السياسة”.
وتابع: “على المستوى الدستوري الاستقالة من مجلس النواب لا تحلّ الأزمة السياسية في البلد بل ستزيد من التعطيل في مؤسسات الدولة”.
وأضاف: “عدم تحديد مهل لتشكيل الحكومات هي إحدى الثغرات الدستورية وأستغرب من ردود الفعل عند الحديث عن تعديلات دستورية”.

علّوش: الحريري طلب منّا عدم التعليق على كلام جنبلاط
من جهته شدّد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علّوش على انّه “ولا يوم كان مطلوبا من الرئيس عون ان يكون فقط موقّعا على مرسوم تأليف الحكومة”، كاشفا انّ “الرئيس الحريري طلب منّا عدم التعليق على كلام جنبلاط وعلينا العمل داخليا من اجل تأليف الحكومة”.
وختم: “يجب ان يكون بشار الأسد في السجن اقلّه بالنسبة لي وليس لنا علاقة في ايّ مصالحة تحصل او ستحصل بين سوريا والسعودية”.