النائب ايدي معلوف يبحث مع داليا داغر في برنامج “ضروري نحكي” المستجدات الحكومية


إستضافت الاعلامية داليا داغر في حلقة الأمس من برنامج “ضروري نحكي” عبر شاشة الـ”OTV”، عضو تكتّل “لبنان القوي” النائب ايدي معلوف حيث بحثت معه في آخر المستجدات الحكومية على ضوء الزيارة الاخيرة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى موسكو وكواليسها، وعشية زيارة وزير خارجية فرنسا الى بيروت جان ايف لودريان. وفي الاطار الحكومي ايضا، كانت مداخلة للكاتبة السياسية غادة حلاوي.
معيشيا، تناولت الحلقة في قسم منها، موضوع رفع الدعم والمرحلة المقبلين عليها، فيما اختتمت داغر الحلقة مع الناشط السياسي والمحامي طوني الشدياق حيث تمّ التطرّق لآخر المسارات القضائية في البلاد أبرزها الخطوات التي اتخذتها القاضية غادة عون والقاضية أماني سلامة.

مقدّمة الحلقة:
لم يكن هناك تأثير للعقوبات السياسية الأميركية، ولن يكون هناك تأثير لأيّ عقوبات سياسية أخرى من أيّ دولة جاءت.
واهم جداً من يعتقد أنه بمساواته بين الفاسد وغير الفاسد إنما يؤسس لحل. لقد سبق للمواطن اللبنانيّ أن ميز بين السياديّ الحقيقيّ والمرتهنين للخارج رغم كل التشويش الاعلامي، وهذا المواطن يميز اليوم بين الفاسد وغير الفاسد، ومن يضع نفسه بتصرف القضاء ومن يتهرب من هذا القضاء، والفاشل وغير الفاشل، ومن يريد تشكيل حكومة لأن عهده على المحك ومن لا يريد تشكيل حكومة “نكاية” بالعهد مهما كانت تكلفة ذلك عليه وعلى المواطن اللبناني.
ولا نفع لأي مبادرة لا تنطلق من هنا.
سبق لآخرين أن جربوا العقوبات السياسية، ورأينا النتيجة. تماماً كما سبق لآخرين تجربة الفضائيات التلفزيونية والتغريدات والبيانات والمؤتمرات والحصار الاقتصادي في الكثير من الدول، القريبة والبعيدة، من دون تحقيق شيء يذكر من أهدافهم السياسية.
المعطيات التي نناقشها الليلة مع ضيوفنا تؤكد وجود عمل روسي جدي ودؤوب ينطلق من كون روسيا هي الدولة العظمى الوحيدة الموجودة بثقل كبير في المنطقة، فيما الدول الأخرى تُنظّر من بعيد. وروسيا هي الوحيدة التي تخشى على مصالحها، بعكسهم، من أي تهديد جديّ للاستقرار اللبناني لاعتقاد الروس أن الاستقرار في لبنان وسوريا مرتبطين ببعض.
وهي، بعكسهم أيضاً، تقف على مسافة واحدة وواضحة من كل الأفرقاء اللبنانيين، وتتواصل معهم كلهم بدل من أن تنحاز لبعض منهم وتقاطع بعضاً آخر وتهدد فئة منهم بالعقوبات.
مع العلم ان روسيا، بعكسهم أيضاً وأيضاً، تنظر إلى لبنان كجزء – اقتصادي وأمني وسياسي – من المنطقة وليس كجزيرة معزولة، وهو ما يفتح أمام البلد افاقاً اقتصادية لنهوض حقيقيّ وغير وهميّ.
في ظل معلومات تؤكد حصول بحث استراتيجيّ معمق بين القيادة الروسية وقيادة التيار الوطني الحر، تجاوز بسرعة نميمة البعض وفبركاتهم والشائعات الصفراء، ليركز على ملفات حيوية وأساسية جداً للبنان من النفط والغاز والكهرباء إلى الشبكة الخدماتية الضرورية للعب دور مركزيّ في إعادة إعمار سوريا، ويكفي في هذا السياق القول إن الروسي حين يفكر بمرفأ بيروت أو طرابلس مثلاً فإنه لا يفكر به كمرفأ لبنانيّ فقط إنما كمرفأ لكل من لبنان وسوريا والأردن والعراق، وهو ما يضاعف الأهمية الاقتصادية لكل مرفق عشرات المرات، ويعيد للبنان الدور الاقتصادي المفقود.
في حلقتنا الليلة نبحث في معطيات موسكو، وفي مصير المبادرة الفرنسية بعد الانحياز الفرنسي المفضوح في مساواة الفاسد مع غير الفاسد، والفاشل مع غير الفاشل، ومن لا يريد تشكيل حكومة مع من يريد تشكيل حكومة، وفي مصير الدعم بعد انتهاء شهر رمضان وفي عودة المفاوضات لترسيم الحدود.

معلوف: “التهديد ما بيمشي معنا”…
رأى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ايدي معلوف في مستهلّ الحلقة انّ “عنوان المبادرة الفرنسية عنوان ممتاز لكن على مدار الأشهر الماضية وُضع عليها عدّة علامات استفهام بسبب عدم وضوحها، ولا نشعر ان الفرنسيين يعطون اهمية كبيرة للموضوع الاصلاحي في لبنان وبالرغم من ان تشكيل الحكومة هو اولوية اليوم الّا ان تنفيذ الاصلاحات واجراء التحقيق الجنائي هو الأهمّ”، سائلا في خضمّ الحديث عن عقوبات فرنسية مرتقبة على مسؤولين لبنانيين: “كيف يمكن لأحد أن يأتي ويلزمنا بشروطه في داخل وطننا ويفرض علينا عقوبات اذا ما تماشينا معها”؟
وقال معلوف: “نحن مع المبادرة الفرنسية المطروحة ولكن “التهديد ما بيمشي معنا” ونتمنّى حقا ان تكون العقوبات الفرنسية موجّهة فعلا صوب المسؤولين الفاسدين؛ فالأفضلية التي تتمتّع بها فرنسا في لبنان لا يمكن ان تُترجم الا بالعدل ومصلحة لبنان تفوق اي مصلحة دولة اجنبية اخرى سواء كانت فرنسية او غيرها”.
واكّد معلوف انّه من “غير الصحيح انّنا نصوّب فقط على تيار المستقبل في موضوع الفساد، بل حتى حركة امل والحزب الاشتراكي، وهناك فريق سياسي في البلد تهرّب من تنفيذ الاصلاحات والتحقيق الجنائي في نفس اهمية تشكيل الحكومة بالنسبة الينا”، لافتا الى انّ “هناك محاولة من قبل الرئيس المكلف اقتناص صلاحيات جديدة مستغلا الوضع الذي يمرّ به لبنان”.
وأشار معلوف الى انّ “من أبرز المشاكل التي تواجه الحريري اليوم هي المشكلة السعودية، وهو يعتقد انّه اذا شكل حكومة كان له فيها النصف + 1 يمكن ان يسوّق لها في المملكة والدول الخليجية الاخرى واذا لحقت فرنسا بالحريري بهذا المسار ستفشل وإياه”، مؤكّدا انّ “الحريري وفريقه السياسي عرقلا الاجتماع الذي دعت اليه باريس في الفترة الاخيرة”.
وعن زيارة لودريان الى بيروت هذا الأسبوع والحديث عن حصر جولته بين بعبدا وعين التينة، قال معلوف: “من الممكن ان يتغيّر برنامج وزير الخارجية الفرنسية في لبنان في ايّ وقت وهناك امتعاض من تيار المستقبل من البرنامج الحالي”، مشدّدا على انّ “المبادرة الفرنسية لا يمكن ان تنجح الا اذا كانت عادلة والعقوبات غير العادلة والتي “لا تضع الاصبع على الجرح” تعني نهاية المبادرة”.
وعن تحرك القضاء الغربي في ملف رياض سلامة، اعتبر معلوف انّه “لا يوجد دخان من دون نار”، ولكن التحقيق الجنائي يوفّر علينا كل هذا المسار”، لافتا الى انّ “مع بداية العهد كل الافرقاء كانوا موافقين على التجديد لرياض سلامة من دون استثناء وعدم موافقتنا حينها لم تكن تشكّل فارقا”. وتابع: “من يقف وراء رياض سلامة يقولون له “اوعا توقع” لأن في حال سقط سلامة “ستكرّ السبحة” من بعده”.
وأضاف نائب “لبنان القوي”: هناك شبح في البلد وهناك جزء من الاعلام فاسد ولو كان وزير البيئة الحالي تابع للتيار الوطني الحر لكان تعرّض لأبشع الحملات بعد مسألة الأسماك النافقة في بحيرة القرعون”، وسأل: “هل يمكن لأحد ان يجيبنا عن سبب هذا الصمت الاعلامي والشعبي حيال هذا الملف”؟

المبادرة الروسية: ماذا في كواليس زيارة باسيل؟
رأى معلوف انّ “لروسيا مشروع أوسع من لبنان وتشكيل حكومة لبنانية، وهي في هذا المشروع تلتقي مع مقترح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بإنشاء سوق مشرقية مشتركة بين لبنان وسوريا والاردن والعراق ودولة فلسطين عند قيامها وهذا ما جرى الحديث عنه في زيارة باسيل الاخيرة الى موسكو”، مشدّدا على انّنا “لا يمكن ان ننطلق بأفق اقتصادية جديدة خصوصا مع دخول روسيا الى الخط بنفس نهج الهدر والفساد الذي انطلقنا منه بعد فترة الحرب الاهلية”.
وأردف: “لا بدّ من موافقة اميركية على الدور الذي تلعبه روسيا في المنطقة، تحديدا في سوريا ولبنان، ولا أستبعد اعتذار الحريري بعد مشهد التقارب الاقليمي لا سيمّا بين السعودية ودول الخليج من جهة وسوريا من جهة اخرى”.
واكّد انّ “عودة النازحين السوريين من لبنان تشكّل اولوية لدى روسيا وجرى التباحث في هذا الملف مع باسيل في موسكو مؤخرا”، لافتا الى انّ “هذا الملف سيتحرّك بعد الانتخابات الرئاسية السورية مباشرة”.
وتوجّه معلوف للرئيس المكلف بالقول: “هل لديك بعد دولة تريد زيارتها؟ عليك زيارة بعبدا لحلّ ازمة تشكيل الحكومة”، مشيرا أنّ “لا أحد لديه الحماس للتشكيلة الحكومية التي يطرحها الحريري منذ 4 أشهر”.
وللأفرقاء المسيحيين، سألهم معلوف: “هل أنتم مع ان يسمّي الحريري الوزراء المسيحيين في الحكومة؟ واذا كان لدينا خلاف بالسياسة هل من الضروري ان نتخلى عن الثوابت المشتركة”؟

كرة “رفع الدعم” بين الحريري ودياب…
وختم معلوف حديثه، بتأكيده انّنا مقبلون على رفع الدعم، والحريري يحاول ان يرمي هذه الكرة على الرئيس دياب، فيما الأخير يحاول ان يرميها على الحكومة الجديدة، كاشفا انّ “تفاصيل خطة رفع الدعم ليست جاهزة بعد، والبطاقة التمويلية ستشمل اللبنانيين حصرا”.

حلاوي: هل سيتبنّى الحريري التحقيق الجنائي وخطّة رفع الدعم؟
من ناحيتها، ترى الكاتبة السياسية غادة حلاوي انّ “هناك ربطا بين تشكيل الحكومة وبعض الاحداث الاقليمية التي تحصل في الوقت الراهن، من بينها المفاوضات الايرانية الاميركية والمفاوضات السعودية الايرانية وللأسف هناك غياب لأي خطوات داخلية من طرف الرئيس المكلف”.
وقالت حلاوي ضمن مداخلتها في البرنامج: “لا يمكن لأحد ان ينكر الحيثية التي يتمتّع بها الحريري لدى الطائفة السنية لذلك ارى سبب تمسّك الثنائي الشيعي بتكليفه لتشكيل الحكومة. ومشكلة البديل عن سعد الحريري هي مشكلة داخل الطائفة السنية اولا”.
واعتبرت حلاوي انّ “كل ما يقوم به الرئيس عون اليوم هو المحافظة على دور المسيحيين في بناء الدولة لذلك هو يستغرب هجوم بعض المسيحيين عليه”، مشيرة الى انّ “تشكيل حكومة جديدة لن يكون الحل لأزمات لبنان والسؤال الأكبر هل الحريري سيتبنّى التحقيق الجنائي وخطة رفع الدعم؟”

الشدياق: الاوليغارشية حوّلت اللبنانيين الى مرتزقة
بدوره، اكّد الناشط السياسي والمحامي طوني الشدياق انّنا “امام معضلة كبيرة انتجتها الاوليغارشية التي احكمت قبضتها على النظام اللبناني وهذه الاوليغارشية حوّلت المواطنين اللبنانيين الى مرتزقة امام المصارف”، معتبرا انّ “اذا تراجع القضاء في معركته من اجل قيام الدولة فلينسى اللبنانيون اي حكومة واي حلّ آخر”.