النائب سليم عون في ضروري نحكي: الحل لا يمكن أن يأتي إلا من داخل النظام اللبناني نفسه


إشكالية التشكيل الحكومي، من يعرقل.. من يسهّل.. ومن يدفع الثمن؟ إلى أي مرحلة وصلت الخلافات بين تيارَي المستقبل والوطني الحر؟ وبعد 16 سنة عن الاغتيال الذي غيّر وجه لبنان الحديث، ماذا بقي من القضية ومن 14 آذار… هذه المواضيع وأكثر بحثتها الإعلامية داليا داغر مع النائب سليم عون والنائب السابق مصطفى علوش في حلقة هذا الأسبوع من ضروري نحكي.

مقدمة ضروري نحكي

استهلّت داغر برنامجها بالقول: “في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري كنا ننتظر مراجعة للسياسات الاقتصادية والمالية التي أغرقت البلد بالدين وبعثرت أموال المودعين؛ كنا ننتظر أخذ العبر من تلك السياسات … كنا ننتظر مراجعة نقدية تحتمها الظروف الاقتصادية، ونقداً ذاتياً يتيح للجماعة الحريرية الاقتناع أخيراً بمفهوم الشراكة ومندرجاتها… لكن لا هذه تحققت ولا تلك”.

وأضافت: “خرجت الذكرى من سياقها الوطني العام ليتمّ إدخالها في زواريب التشكيل؛ كانت مناسبة للبناء فتمّ تحويلها إلى مناسبة إضافية للهدم؛ للتفرقة بدل الجمع، للانقسام بدل التوحد”.

وختمت داغر: “من الواضح أن أكثرية مجلس النواب سلمت أمر تشكيل الحكومة لمن يسلم أمره بالكامل للخارج، في انتظار أن يقرر الخارج إنقاذ البلد أو عدمه. وهي معادلة كان يمكن التسليم بها لولا وجود أفرقاء آخرين يؤمنون بحرية هذا البلد وسيادته واستقلاله من جهة وعدم وجوب انتظار الاملاءات الخارجية من جهة أخرى، خصوصاً حين يتعلق الأمر بإنقاذ أو عدم انقاذ البلد بكل ناسه”.

النائب سليم عون

عضو تكتل لبنان القوي النائب سليم عون أكد أن في لبنان لا غالب ولا مغلوب، فهذه تركيبة لبنان وهي ربما العلّة التي نعيشها، لكن الأكيد يجب أن نتعاطى معها بشكل جيد لأن التعاطي معها بشكل سيء لا تحمد عقباه، كونها فيدرالية مشوّهة ونوع من العشائرية “الحل لا يمكن أن يأتي إلا من داخل النظام نفسه“.

وأضاف: “ما أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم هو السياسات المالية المتبعة على مدى السنوات الماضية، فلم يسبق لنا في تشكيل الحكومات أن رضي حزب الله بقرار عدم إشراكه بقرار خارجي، بل كان حزب الله عندما يتم الحديث معه داخلياً بطريقة أخوية لائقة يسمّي وزراء غير محزّبين في إطار تسهيل التشكيل، ولذلك طريقة المعالجة هي الأساس”.

وأشار عون: “مشينا بحكومة اختصاصيين لكن أنا بالفعل ضدها، فمن يدير سياسة البلد، في النهاية هناك ملفات سياسية مثل ترسيم الحدود، اللاجئين وصفقة القرن”.

وعن التشكيلة الحكومية التي حملها الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا، قال عون: “لا يستطيع الحريري بعد 16 جلسة أن يقدم اقتراحاً سمّى فيه الشيعة والدروز وزراءهم، وسمّى الحريري الأسماء السُنة بينما قدم للرئيس 6 أسماء من بينهم 1 للطاشناق، واختار له (أي الحريري) من بينهم 4 أسماء، وسمّى الخامس تحت حجة أنه اسم اقترحه الرئيس في جلسات سابقة”. مضيفاً: “هذا الاقتراح بمثابة ورقة المعلاق، ولا يستطيع أن يخرج بهكذا اقتراح ويصعّد بهذه الطريقة بينما كنا في مرحلة مدّ اليد”.

وسأل النائب سليم عون: “لماذا الخوف من الثلث المعطل ونحن مع حلفائنا نشكل أكثر من النصف وليس فقط الثلث، علماً أنه لم يسبق لنا أن طالبنا بالثلث المعطل، وكل ما طالبنا به هو وحدة المعايير، وهم يرفضون وحدة المعايير أيّاً كانت لأن أي معيار موحّد سيصل بهم إلى  هاجس الثلث المعطل نفسه لأننا أكثرية وهذه حقيقة”.

وتعليقاً على موقف النائب في تكتل الجمهورية القوية سيزار المعلوف الأخير، حول ما يحصل في إشكالية التشكيل، قال عون: “من يعرف النائب سيزار المعلوف يعرف أنه جريء وصريح، وهذا موقف مُقدّر منه، فهو إنسان حر، وحافظ برأيه هذا على رئاسة الجمهورية كنائب مسيحي حريص على عدم المس بصلاحيات الرئيس، فهو لم ينقل البارودة أبداً بل هذا هو كما عرفناه دائماً حرّ وصريح”.

النائب السابق مصطفى علوش

وبدوره نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أكد أن لبنان بلد مفلس، ولا بدّ من مدّ اليد لنساعد الشعب اللبناني على تخطي هذه المرحلة، وشروط المساعدة حتى الآن هي حكومة من دون حزب الله. وأضاف: “نؤمن بقدرات هذا البلد لكن الاقتصاد مرتبط بشيء واحد هو الاستثمارات وارتفاع الناتج القومي وكلنا نعلم أن النمو بدأ بالتراجع منذ العام 2011 لحظة الانقلاب على حكومة الحريري.. لا أحد يتمنى مدّ اليد للخارج لإنقاذ بلده لكن من لديه حلّ آخر؟”.

وسأل علّوش: “لماذا لا يُترك للحريري أن يؤلف تشكيلته ويُترك لمجلس النواب تقييم هذه التشكيلة، وفي النهاية جميعنا مرجعيتنا مجلس النواب. وصلنا لنقطة اللاعودة ولدينا بلد مقطوع نفسه ويحتاج لأكسجين وما ينقذنا فقط هو اللجوء للمساعدات الدولية”.

ولفت إلى أن التسوية الرئاسية هي التي خلقت المشكلة الكبيرة بين الحريري والسعودية “والحريري حتى الساعة يحمل (جميلة) الرئيس عون ووقوفه بجانبه بعد الاستقالة، لكن في السياسة قد يختلف حتى الأشقّاء”.

“فالشتائم المباشرة وغير المباشرة من حزب الله ضد السعودية على مدى العشر سنوات الماضية هي التي أوصلت السعودية إلى رفض حكومة فيها حزب الله، لكن فيما لو كان الحريري ينتظر الضوء الأخضر من السعوديين، لماذا لا يبادر الرئيس عون وليتفاهم مع الحريري على تشكيلة معينة ولنرى رأي السعودية بهذه التشكيلة؟”.

وأكد علوش أن التدقيق المالي طُرح في حكومة السنيورة منذ العام 2008 “ونحن مع التدقيق المالي 100% ولذلك لا داعي للمزايدة في هذا الموضوع، فالتدقيق الجنائي (على راسنا) لكن نحن نحاول عدم منح السيطرة على الحكومة المقبلة لأي طرف من الأطراف”.

وعن الثلث المعطل قال علوش: “يمكن أن نسميه ثلث معطل، ثلث ضامن، وثلث غادر، وكلنا يتذكر ما حصل في العام 2011، يوم انقلب باسيل على حكومة الحريري بحجة شهود الزور في قضية الشهيد الحريري، والمفارقة أن هذه الحجة لم تذكر في حكومة ميقاتي ولا بعد إرساء التسوية الرئاسية حتى، لأن في الحقيقة القرار كان من إيران التي كانت تشعر بفائض القوة حينها”.

وختم علوش: “الحريري يعتبر أن الطاشناق في حال وجود أي أزمة سيصوت باتجاه معروف، وقصة التشكيل لا نكايات ولا نكات”.

د. صادق النابلسي

وفي مداخلة له عبر سكايب أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الشيخ الدكتور صادق النابلسي أن الحريري يريد تعويم مكاسبه السياسية والمالية والشعبية التي تآكلت بسبب ظروف معينة عبر السنوات الماضية. “فقد تغيّرت الموازين اليوم كمّياً وكيفياً وعلى الحريري أن يقبل بالتوازنات الحالية كما كان راضياً بها في السابق عندما كانت لصالحه”.

وأضاف: “حزب الله مكون أساسي في البلد ويجب أن يشارك في هذه الحكومة، ونحن أمام مشهد جديد في المنطقة، حتى أميركا تعترف بذلك. وعلى جميع الأفرقاء أن يعترفوا بالموازنات التي يرسو عليها الإقليم، لكن وضع المزيد من العراقيل لن يؤدي إلى أي نتيجة بل سيكون البلد منفتحاً أكثر على الأزمات”.

بروفيسور باخوس طنوس

وفي موضوع اللقاحات، أكد بروفيسور باخوس طنوس رئيس قسم الأبحاث في مستشفى ماساشوستس العام في أميركا، في مداخلة عبر سكايب، أننا نحتاج إلى تلقيح 60 % من الناس حول العالم لنبدأ باستعادة حياتنا الطبيعية تدريجياً. “فكل اللقاحات فعّالة، ويجب أن نأخذ أي لقاح يتوفّر لنا”.

وختم: “عندما نتحدث عن فعالية 70% هذا مؤشر إيجابي ويكفي أن نعلم أن لقاح الإنفلونزا العادي الذي نأخذه فعاليته لا تتجاوز الـ 60%”.