ضروري نحكي: جواد يكشف أسرار عودة الحريري.. وسلامة يتوقع وصول الدولار إلى 20 ألف


اللبناني أسير الدولار وتقلباته، العقوبات تلاحق لقمة عيشه، ويتسابق المتسابقون لنعي لبنان، أين أصبحت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي؟ متى تنتهي؟ وهل من حلولٍ تلوح في الأفق، أم أن المشهد أكثر سوداويةً من أسواق التلاعب بسعر الصرف…؟ ملفات عديدة طرحتها الإعلامية داليا داغر على طاولة ضروري نحكي هذا الأسبوع، وناقشت التطورات المالية والاقتصادية مع الخبير الاقتصادي في الشركات المتعثرة سامر سلامة، بالإضافة لآخر أسرار اللقاءات السياسية وخلط الأوراق على وقع  قانون قيصر مع الصحافي غسان جواد.

أكدت داغر في مقدمة برنامجها أننا: “حين نخسرُ الأملَ نخسرُ كلَ شيء؛ هم يعلمون ذلك جيداً، وكلُ ما يفعلونه هدفُه: النيلُ من الأمل. حين يوحون أن ما من حلٍ أبداً لما نواجهُه اليومَ، حين يسارعون إلى الاستهزاءِ بكلِ من يقولُ إن ثمةَ ما يمكنُ فعلُه، حين يغتالونَ الفرصَ في مهدِها؛ كلُ ذلك يحصلُ بدقةٍ ووفقَ منهجيةٍ علميةٍ وهدفُه الوحيد: اقتلاعُ الأمل”.

وأضافت: “النفقُ مظلمٌ صحيح، لكن البكاءَ على الأطلالِ والندبَ لن يوصلَنا إلى آخر هذا النفق ولن يضيئَه. النفقُ مظلمٌ صحيح، لكنها فرصةٌ لمن أقفلوا مصانعَهم أو أهملوا أرضَهم بسببِ استسهالِ الاستيراد. إنها فرصةُ كلِ من يعتبرُ أن النموذجَ الاقتصاديَ الذي حكمنا لثلاثةِ عقودٍ كان سيئًا جداً ولا بدّ من تقديمِ نموذجٍ آخر”.

وختمت: “المسؤوليةُ مسؤوليتُنا؛ مسؤوليةُ كلِ مواطنٍ؛ لا نحتاجُ لمن يخبرُنا عن مشاكلِنا، هذه نعرفُها. نحتاجُ لمن يخرجُنا منها. نحتاجُ إلى تحفيزِ بعضِنا البعض بدلَ تيئيسِ بعضِنا البعض. نزرعُ، نصنعُ، نسوّقُ إنتاجَنا في الداخلِ والخارج، نتساعدُ وننتصر”.

الصحافي غسان جواد

ورأى الصحافي غسان جواد بدايةً أن حوار بعبدا هو رسالة توحي بأنه لا يزال هناك قوى قادرة على الحوار ويمكنها أو تحاول استرجاع ثقة الناس، وأي رفض للمشاركة بالحوار ليس فيه ضرر سياسي للرئيس ميشال عون أو لرئيس مجلس النواب نبيه بري بل هو ضرر معنوي ينعكس على اتساع الهوّة على صعيد الثقة بين المواطن والدولة.

ويفسر جواد كل ما يتعرض له لبنان من ضغوط بهدف واحد، وهو تركيع لبنان وسحب سلاح المقاومة لفرض شروط جديدة في مقدمتها توطين الفلسطينيين والحصول على تنازلات في موضوع الحدود البحرية.

وعن عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى السلطة مرة ثانية، أشار جواد إلى أن الحريري استقال وفقاً لرغبة إقليمية دولية تناغمت مع ما كان يحصل في الشارع، واليوم بعد أن هدأت الأوضاع قليلاً بدأ بالتعاطي مع الموضوع وكأن هناك من أخرجه من السلطة “فمشكلة الحريري ليست مع أي طرف داخلي بل مشكلته خارجية، لأن قيمة الحريري في الدعم العربي والدولي وإذا لم يدعموه لا يستطيع أن يفعل شيئاً للبلد، ونحن انتظرنا سيدر سنة ونصف بعد الانتخابات ولم نحصل عليه، وعندما أشعل حزب الله للحريري العشرة قال أنه يعرف بالآتي إلى البلد ولا يريد أن يتحمل كامل المسؤولية”.

وأضاف جواد: “خيار الصين جدي ونحن لدينا مشكلة في الكهرباء والبنى والتحتية، فلنبدأ من مكانٍ ما، والاتجاه شرقاً لا يعني التخلي عن الغرب، ولا الحكومة ولا حزب الله بوارد تغيير النظام الاقتصادي اللبناني، فالصين هي أكبر شريك تجاري لأميركا التي ستضع العصي في الدواليب، ولذك لنحسم خيارنا وليكن هذا الطرح البديل بمثابة ورقة ضغط أقله تجاه الدول الأخرى التي ترفض مساعدتنا”.

وأكد جواد أن لدينا 3 أشهر “صعبين” وصولاً للانتخابات الرئاسية الأميركية، وسنكون في مرحلة عض أصابع في الاشتباك الاقليمي، وأمام ضغط إضافي، ولا ينفي التخوف القائم من أن “يخطئ الإسرائيلي بحساباته ويوجه ضربة للبنان”، ويختم: “لنلتف على بعضنا البعض داخلياً لزيادة مناعة البلد، فلدينا خيارات عديدة للخروج من هذا النفق، ولا زلت أؤمن بأن الرئيس ميشال عون قادر أن يمرّ بنا إلى الجمهورية الثالثة، لا سيما مع عوامل القوة التي يتمتع بها البلد وهي جيش، شعب ومقاومة”.

الخبير الاقتصادي سامر سلامة

وفي الوضع الاقتصادي وآخر المستجدات المالية، أشار الخبير الاقتصادي في الشركات المتعثرة سامر سلامة بدوره إلى أن تأخر الإجراءات اللازمة يزيد التدهور الاقتصادي والمالي في لبنان، فكل شهر يمر يخسر لبنان 3 مليار دولار، وأكثر من 40 مليار دولار خرجت من لبنان منذ 17 تشرين الماضي.

ويسأل عن الإجراءات الصارمة التي تأخرت وفي مقدمتها قرار منع بيع المصارف لسندات اليوروبوندز للخارج، وهي العملية التي تكلفنا مليارات الدولارات “فنحن عائمين على الانهيار ومن بيده الحل لإنقاذنا يقف متفرجاً علينا ويتنظر الظروف التي تناسبه، وفي حال استمرينا على هذا الوضع سيصل سعر صرف الدولار إلى 20 ألف ليرة نهاية العام، لأن اقتصادنا الذي انهار هو الذي أفقد الليرة قيمتها وليس التلاعب بسعر الصرف”.

فالمصرف المركزي ضخ 36 مليار دولار في 20 سنة للحفاظ على الليرة 1500 وهي قيمتها الحقيقية 2700. كما يكشف سلامة، ويضيف: “في الـ 82 انهارت الليرة لأن اقتصادنا انهار وارتفعت يومها ألف مرة، وبالتالي ما عشناه في الثمانينات كان أسوأ بكثير من الذي نعيشه اليوم” وبالتالي لدينا فرصة النهوض “ويمكننا أن نعيد سعر الصرف إلى 3000 ليرة في  3 أشهرعبر إلغاء قرارَي حصر التحاويل من خارج لبنان إلى الداخل بالليرة، واحتكار ودائع الناس الدولارية ودفعها حصراً بالليرة، وعبر اتباع الشفافية بسعر الصرف وتوحيده على سعر السوق، لأن هذه القرارات تساهم بزيادة الطلب على الدولار والضغط على الليرة، وهي قرارات تضرب الليرة، ويمكن إعادة سعر الصرف إلى 1500 خلال 3 سنوات عبر تعزيز اقتصادنا، والأمر ليس بمستحيل”.

فالمصارف خلال الـ 10 سنوات الماضية كانت تتلاعب بودائع الناس وتقامر بها مع المصرف المركزي، وتطمّع المودعين عبر زيادة الفوائد التي تجاوزت الـ 14 % ، وحزب المصارف، برأي سلامة هو الحزب الأقوى اليوم ويمنع الدولة من اتخاذ قرارات لإنقاذ الشعب “فلماذا لا يتم دفع ودائع الناس بالدولار من الاحتياطي الذي يبلغ 20 مليار، وهي لا تساوي أكثر من 330 مليون دولار، بينما قام المصرف المركزي بتديين المصارف 8.8 مليار دولار من ودائع الناس؟!”.

وطالب سلامة بأن نتفق داخلياً على الخطة التي يجب اتباعها قبل الذهاب إلى صندوق النقد “لأن لا صندوق النقد ولا الصين ولا سيدر ولا أي أحد سيعطي لبنان ليرةً واحدة إذا لم يعرفوا كيف ستصرف الأموال”.

ابراهيم كنعان

ورداً على تفاوت الأرقام الحاصل بين الحكومة والمصرف المركزي، في ما يخص التفاوض مع صندوق النقد، والأرقام التي تدقق فيها لجنة المال والموازنة، علّق النائب ابراهيم كنعان عبر مداخلة، على ذلك بقوله: “أهم عمل يقوم به المجلس النيابي هو التحقيق البرلماني، وبعد أن رأينا تفاوت الأرقام بقيمة 120 ألف مليار بين أرقام الحكومة والمصرف المركزي، وهما طرفان مشاركان في عملية التفاوض مع صندوق النقد، كان لا بدّ من إيجاد مقاربات مشتركة تحصّن الوفد اللبناني خلال التفاوض كي لا يفقد لبنان فرصة التمويل”.

وتخلّل الحلقة تقرير خاص عن صندوق النقد الدولي وآخر المفاوضات مع الخبير الاقتصادي شربل قرداحي، وتقرير عن الشاب العشريني جيريمي الذي خسر رجله بسبب حادث سير، ويحتاج لطرف اصطناعي بكلفة 35 ألف دولار ليعود لحياته الطبيعية، ضمن حملة سطوح بيروت المستمرة بعطاءاتها في الظروف الصعبة.