بقلم طارق سعد
“السيدات والسادة … نتمنى لكم أوقاتاً سعيدة وممتعة”
استطاع “عمرو دياب” خلال مشواره الفنى أن يبنى إمبراطوريته الفنية بنجاحاتها الحصينة بفكر وأسلوب وحسابات أعدها بنفسه وأصر عليها فهو يملك رؤية بعيدة المدى مكنته من تأسيس هذه الإمبراطورية على قواعد فولاذية وتحملها أعمدة لا تقبل حتى الاهتزاز فأصبح يمتلك القمة حتى وإن أتى إليها آخرون يظل متربعاً بمسافة قدرها “عمرو دياب”.
أهم الأعمدة التى حملت مشوار “الهضبة” هى اختفاؤه الدائم وصعوبة الوصول إليه والتى ترتقى للحلم ففكرة الوصول لـ “عمرو دياب” أو معرفة ما يفعله تعد من الأعمال الخارقة التى تجعل من صاحبها بطلاً أسطورياً لما حققه من إنجاز تاريخى … ورغم اختفاء “عمرو” الدائم إلا أنه ظل طوال مشواره متواجداً بقوة ولايغيب إسمه والحديث عنه بين الألبوم والآخر حتى وإن طالت المدة بينهما محتفظاً بالابتعاد حتى توقيت ظهور ألبومه محافظاً على أدائه “الاختفائى” الخاص به حتى وإن لاحقته أعتى الإشاعات.
فجأة وبدون مقدمات قرر “عمرو دياب” عمل تجديدات على إمبراطوريته فقام بإزالة أحد أهم الأعمدة وهدم الجدار الذى يفصله عن الجمهور والإعلام لتصبح المساحة مفتوحة يجتمع فيها من شاء وتنتقل أخباره وتتطاير هنا وهناك كل حسب تحليله ونظرته … فعلها “عمرو دياب” بنفسه وبشكل غير متوقع ووضع حياته الشخصية التى أحاط عليها طوال مشواره فى مقدمة الصورة لتتحول إلى محكى الجميع بدون أية محاولة منه للمواجهة …. ماذا يحدث؟؟!!
نعود بالشريط للخلف قليلاً وتحديداً للتوقيت الذى قامت فيه “شيرين” بإطلاق “تخريفة” مفاجئة وغير متوقعة فى فرح “كندة علوش وعمرو يوسف” عندما قالت “التانى ده خلاص راحت عليه” فى إسقاط على “عمرو دياب” لينتفض داخله “المارد الديابى” ومنذ هذه اللحظة وأصبح الظهور المكثف للـ “هضبة” متواصل بلا انقطاع والإشاعات التى تلاحقه تتناقل بحرية تامة وأصبح الحديث الأول فى كل الحوارات عن “عمرو دياب” وما يفعله لينشغل الجمهور كلياً بـ “الهضبة” ويتقزم حوله كل المنافسين فنجد أنفسنا أمام أكبر حملة دعائية وترويجية لألبومه الجديد الذى نجح فيها بإقتدار ليحترق الجميع ويظل “عمرو دياب”.
ذكاء ودهاء “الهضبة” جعلاه يدير الحرب بنفس أدواتها فبالرغم من أن الجميع قد يكون متأكداً من استحالة علاقته العاطفية من الفنانة التى “رشقت” فجأة فى الصورة إلا أن الجمهور وجد تسلية جديدة ومختلفة مع نجمه الذى كان ينتظر مجرد صورة جديدة شاردة له فأصبح يراه ليلاً نهاراً بأخبار متناثرة بين التأكيدات والنفى والدفاع والهجوم فى الوقت الذى قرر فيه “الهضبة” أن يترك “لجام” الإشاعة لترمح وتنتشر وتصول وتجول وهو يشاهدها ويستمتع بها بل يشرف عليها بنفسه وسط كل هذه الصخب وكأنك تلمحه بعيداً مبتسماً وهو يقول ” راحت عليه … هه “.
“برج الحوت” وهو نفس برج الفنانة الـ “راشقة” قدم خدماته للـ “هضبة” فى أغنية مختلفة ومميزة ساعدت على تحقيق مكاسب جديدة له ليتضاعف الإقبال على ألبومه بشكل “طوفانى” وتشتعل الحوارات ومواقع التواصل الاجتماعى ولا تهدأ مؤكدة علاقته بتلك الفنانة التى لا تهدأ هى الأخرى لتثير جمهوره أكثر حتى انتهى الاحتفاء بالألبوم فى أول حفل بعد صدوره ليخرج “الهضبة” على جمهوره من فوق المسرح وينفى علاقته بها بشكل مباشر غير قابل للشك للمرة الأولى وكأنه حقق غرضه الترويجى ولنعود إلى قواعدنا … ورغم نفيه بلسانه إلا أن بعض المواقع وصفحات التواصل ظلت فى اصطناع أخبار بشكل هيستيرى عن تلك العلاقة ومازالت ابتسامة “عمرو دياب” العريضة تملأ الصورة!
هذه الجولة حققت مكاسب عديدة للـ “هضبة” ولكنها حققت مكسباً أصيلاً للفنانة “الراشقة” بترديد اسمها ليلاً نهاراً مرتبطاً باسم النجم الأول عربياً وانتشار صور تجمعهما بعناوين مختلفة لتفرض وجودها بالقوة وتقفز لصدارة المشهد وهو أكبر انتشار تحققه منذ خروجها من محبسها بعد قضاء مدة عقوبتها فى قضية التعاطى الشهيرة!
“ملاهى عمرو دياب” التى فتحها لجمهوره بالمجان لم تنه ألعابها فكان هناك احتفالاً أكبر فى الانتظار … عيد ميلاد “الهضبة” والذى تصدرته بكل ثقة الفنانة “الراشقة” على إعتبار أنها صاحبة التنظيم وصاحبة صاحب الحفل لتنتشر صور الاحتفال وفيديو منه على مواقع التواصل ليؤكد الجميع زواجهما وتشتعل المواقع مرة أخرى ليظهر “عمرو” مرة أخرى ويفاجئهم بصورته مع “فريق عمل” فيلمه الجديد ليصنع منه الجمهور أكبر وأعلى “إيفيه” منذ سنوات طويلة ويصبح الأعلى رواجاً بين جميع الفئات ويخرج الكثير من الجمهور للـ “تحفيل” على الفنانة “الراشقة” خاصة فى وجود طليقته وعدم حضور زوجته الحالية لتعود المواقع وتبحث عنها لتبرر تلك العلاقة المروج لها بأنه منفصل عن زوجته ويمارس حقه فى الحياة!
هذه المرة لم يكتفى “الهضبة” بلعب الجمهور بإيفيه “فريق العمل”والترويج لفيلمه الجديد به فقرر أن يلعب معهم ليفاجأ جمهوره به فى أحد الأفراح التى ييحيها وهو يطلب من العريس أن يأتى ويصطحب معه “فريق عمله” قاصداً عروسته … ومازالت ابتسامة “عمرو دياب” العريضة تزين الصورة.
أعتقد وجزء كبير من الجمهور أن “عمرو دياب” يتمتع بالذكاء الكافى الذى لا ينقصه منه ما يجعل هذه العلاقة حقيقية فجمهوره يستكثر تاريخه الكبير على مشوار الفنانة “الراشقة” التى اكتسبت عداء الجمهور الـ “ديابى” الشرس فى عشق نجمه والغيرة عليه الذى تدفعه يقبل أن يتلاعب نجمه به على أن يرى هذه اللعبة تحولت لحقيقة.
“ملاهى عمرو دياب” التى نصبها لغرض فى نفسه وزينها بابتسامته العريضة والتى تحمل معانٍ كثيرة مع نظرته الثاقبة وضع بها من سحره الذى جعل جزء كبير يسير خلفه فى هذا الطريق رغم أن معظمهم قد يرى الحقيقة ولكنه يجد نفسه مشدوداً ولا يريد أن يفقد متعة الاستمتاع فى … “ملاهى عمرو دياب”!