اكتشف المعالم التاريخية والاثرية في المملكة بمناسبة اليوم الوطني السعودي


تشمل المواقع التاريخية البارزة والاثرية في السعودية مدائن صالح (الحجر) في العلا، وحي الطريف في الدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، والفنون الصخرية في جبة والشويمس، وواحة الأحساء، ومنطقة حمى الثقافية بنجران، ومحمية عروق بني معارض، والمنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية، بالإضافة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتتنوع هذه المواقع بين المواقع النبطية، والحضارات القديمة، والمدن التاريخية، والمواقع الطبيعية ذات القيمة الثقافية العالية.

مواقع مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي:
موقع الحِجر (مدائن صالح)
: يمثل أكبر موقع محفوظ لحضارة الأنباط جنوب البتراء، وهو أول موقع سعودي يُدرج ضمن قائمة اليونسكو.
حي الطريف في الدرعية التاريخية: يمثل مركزاً تاريخياً هاماً وهو عاصمة الدولة السعودية الأولى.
جدة التاريخية (البلد): تضم العمارة التاريخية الفريدة، والمساجد القديمة، والحارات العريقة، وقد انضمت لقائمة اليونسكو في عام 2014.
الفنون الصخرية في جبة والشويمس: مواقع تضم نقوشاً ورسومات صخرية قديمة تعكس تاريخ الحضارات التي مرت بالمنطقة.
واحة الأحساء: تضم نظاماً بيئياً زراعياً فريداً يعكس تاريخ الاستيطان البشري في المنطقة.
منطقة حمى الثقافية بنجران: منطقة غنية بالنقوش الثمودية التي تحكي قصة الحياة في شبه الجزيرة العربية قديماً.
محمية عروق بني معارض: تُعد كنزاً بيئياً يجسد الحياة البرية الصحراوية وتنوعها، وهي مدرجة كقيمة عالمية.
المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية: موقع يبرز تاريخ وتطور حضارة الفاو في جنوب منطقة الرياض.
مواقع تاريخية أخرى هامة:
العلا
: مدينة قديمة تضم آثارات تاريخية هامة وموقع الحجر الأثري (مدائن صالح).
الرياض: تشمل شعيب الأديغم وأعالي شعيب الأديغم ورويغب.
مكة المكرمة والمدينة المنورة: مدينتان مقدستان تحملان أهمية روحانية وثقافية وتاريخية عميقة للإسلام.
جدة التاريخية: تتميز بأسواقها الشعبية، ومساجدها التاريخية مثل مسجد الباشا، ومساجد أخرى مثل مسجد عثمان بن عفان ومسجد الشافعي، وحاراتها مثل حارة المظلوم، حارة الشام، وحارة اليمن.
قرية أشيقر: تُعد نموذجاً للعمارة النجدية التقليدية، وتضم بيوتاً تاريخية وأسواقاً قديمة، وتتميز بنافذها وأبوابها الخشبية المنحوتة.

نبذة عن قرية آل ينفع الأثرية

على ارتفاع 2,600 متر فوق سطح البحر، وعلى بُعد 40 كيلومترًا جنوب غرب أبها، تتربّع قرية آل ينفع الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1,400 عام، كإحدى أقدم القرى التاريخية في منطقة عسير وأكثرها تفرّدًا من حيث الطابع المعماري والهوية الثقافية.

تضم القرية نحو 400 منزلًا تاريخيًا، و6 مساجد، و36 ممرًا قديمًا يربط بين الأحياء، إلى جانب مدرجات حجرية خلابة ومناطق زراعية تغذيها أكثر من 70 بئرًا، بينها 7 آبار منحوتة في الصخور.

وبفضل جهود الترميم خلال العامين الماضيين؛ تحوّلت القرية إلى مركز نابض للفنون المعاصرة، حيث جرى تأهيل الممرات والساحات بالحجر الطبيعي، وتركيب إنارة مستوحاة من الطراز التراثي، إضافة إلى نظام تصريف خشبي طبيعي لمياه الأمطار.

يمتزج في قرية آل ينفع سحر المكان واعتدال المناخ الناتج عن الأمطار والرياح الموسمية، لتصبح القرية وجهة ثقافية وسياحية تحتفي بجمال الماضي وتحتضن إبداع الحاضر.

آثار عمرها آلاف السنين في السعودية

آثار منطقة تبوك
ترجع الآثار المكتشفة في محافظة تيماء التابعة لمنطقة تبوك إلى العصر البرونزي والحضارات المدينية والآشورية والبابلية واللحيانية والنبطية، إذ كانت العاصمة التشغيلية للمملكة البابلية أثناء حكم الملك نابونيد، ومن المواقع الأثرية فيها “السور الكبير”، وهو مشيد من الحجارة واللبن ويحيط بالمدينة القديمة على امتداد 11 كلم، ويعود تاريخه إلى 1200 سنة ق.م. وتوضح المعثورات الأثرية فيها أنها تعود لعصور المديانيين والأدوميين في بداية الألفية الأولى قبل الميلاد. كما تحتوي المنطقة على نقوش تعود للقرن السادس قبل الميلاد، منها قصر الحمراء الذي يعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، واستخدم لممارسة الطقوس الدينية والسكن، إضافةً إلى بئر هداج التي يعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد، كما يوجد “قصر الرضم”، وهو مبنى ضخم يسمى الأبلق يعود إلى القرن الثالث الميلادي. ومن المواقع “أم سرف” جنوب تيماء، وهو كهف داخل جبل استخدم لممارسة الطقوس الدينية في عصور ما قبل التاريخ، وتحوي جدرانه رسومات لأبقار وحشية.

وتضم محافظة البدع مواقع أثرية، منها بئر السعيدني ومغاير شعيب، وهي واجهات مدافن منحوتة في الجبال، وتضم المدافن 360 مقبرة فردية وجماعية، تعود إلى الفترة الهلنستية.

آثار منطقة نجران
شهدت نجران فترةً طويلةً من الاستيطان في موقع الأخدود، واكتشفت أطلال الأخدود في قرية “القابل” على الضفة الجنوبية من وادي نجران، كما اكتشفت دلائل على مواقع استيطان بشري يعود تاريخها إلى العصر الميزوليتي منذ 50 ألف سنة، مثل بئر حمى، وهو في منطقة “حمى الثقافية” التي سُجلت كسادس المواقع الأثرية للسعودية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1442هـ/2021م. ويحتوي موقع حِمى على منطقة نقوش صخرية تقع على مساحة 557 كلم2، وتضم 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية المكتوبة بعدة نصوص قديمة، منها نقوش ثمودية، ونبطية، والمسند الجنوبي، والسريانية واليونانية، إلى جانب النقوش العربية المبكرة، التي تعد بدايات الخط العربي الحديث. وتمثل الآثار في موقع حِمى على شكل مُذيلات ومنشآت ومقابر ركامية، وورش لتصنيع الأدوات الحجرية، مثل الفؤوس والمدقّات ورؤوس السهام الحجرية.

آثار منطقة حائل
تعد مواقع النقوش الصخرية في جبة والشويمس بمنطقة حائل من المواقع الأثرية المهمة في المملكة، إذ تضم نحو 10 آلاف صورة منحوتة لمشاهد الصيد والحيوانات والشخصيات البشرية التي يعود تاريخها إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهي رابع المواقع الأثرية المسجلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1436هـ/2015م. ويعود تاريخ موقع جبة إلى العصر الحجري الجديد قبل 7 آلاف سنة. وعرف الموقع بالفنون الصخرية المنتشرة التي وثقت ثلاث فترات تاريخية بعيدة للمنطقة، وتُعرف الفترة الأقدم بفترة جبة المبكرة التي يعود تاريخها إلى 7 آلاف سنة. وتميزت النقوش في هذه الفترة بالرسومات البشرية والحيوانية، بينما تميزت الفترة الثانية أو الفترة الثمودية برسومات تصوّر الجمال، والخيول، والوعول، و النخيل، إلى جانب النقوش الثمودية، كما تمثل منحوتات الرجال وهم يركبون الجمال الفترة الأخيرة، وهي الفترة التي كانت خلالها تحمل القوافل بالبضائع.

ويحتوي موقع الشويمس جنوب غرب حائل على لوحات فنية منقوشة بدقة. وتشمل النقوش رسومات لجماعات وأفراد، وحيوانات، مثل الكلاب والحمير والفهود، والأسود والأبقار الوحشية. وتعود النقوش إلى ثلاث فترات مختلفة: الفترة الأولى في نهاية العصر الحجري ما بين 12 -14 ألف سنة، وتميزها رسومات الإنسان والحيوان بالحجم الطبيعي. الفترة الثانية لا تختلف كثيرًا عن الأولى إلا بما يسمى طبقة العتق التي تظهر فيها أقل كثافة. أما الفترة الثالثة، وهي الأحدث وتسمى بالفترة الثمودية، فتميزت برسومات لطيور النعام والإبل، إذ يضم أحد الأودية لوحةً تمثل مجموعةً من الإبل، يعود تاريخها إلى فترة لاحقة من العصر الحجري الحديث، إلى جانب نصوص كتابية ثمودية تتمثل في أسماء أشخاص، وآلهة، وعبارات تذكارية.

وتتضمن آثار حائل تمثال رجل المعاناة، وهو تمثال أثري من الحجر الرملي، من أشهر القطع الأثرية في السعودية، يحمل عينين غائرتين حزينتين، كما تبدو يده مرفوعةً ومعقودةً على القلب، وقد جرى اكتشافه عبر المسوحات والمعاينات الأثرية في قرية الكهفة التي تبعد 200 كلم جنوب مدينة حائل.

يبلغ عمر التمثال نحو 6 آلاف عام، ويعود إلى نهاية العصر الحجري الحديث، ويعد عملًا فنيًّا نادرًا لما يحمله من تعابير دقيقة، وأُجري عليه عدد من الدراسات والأبحاث العالمية المتخصصة في الآثار.

آثار المنطقة الشرقية
تشمل آثار المنطقة الشرقية موقع ثاج الأثري غرب مدينة الجبيل، ويضم آثار مدينة كاملة تحيط بها جدران وأربعة أبراج، وتوجد خمسة مستويات من الاستيطان البشري تعود إلى الفترة ما بين 500 – 300 سنة ق.م. ومن المعثورات البارزة تمثال “فتاة ثاج” وعثر عليه ضمن كنز ثاج، ووُجدت به عقود وتلبيسات من الذهب وتمثال صغير لفتاة، مع خاتمين من الذهب مرصعين بياقوت أحمر. ويعود تمثال الفتاة إلى القرن الأول الميلادي، وهو مصنوع من قار وحديد ورصاص، وارتفاعه 46 سم، عُثر عليه في مدفن عام 1998. وكشف العلماء السعوديون أن هذا المدفن يعود إلى ألفي عام، أي إلى الحقبة الهلنستية.

آثار منطقة جازان
تعد جازان مركزًا غنيًّا بالمواقع الأثرية التي تعود لحقب زمنية مختلفة، منها مدينة “عثر” غرب محافظة صبيا ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، إذ كانت أحد أسواق العرب المشهورة. ومن المواقع الأثرية موقع “السهي” التابع لمركز ديحمة، ويعود تاريخه إلى نحو 3000 سنة. والمعثورات في الموقع مشكّلة بأصداف بحرية ومجموعة من كسر الأواني الفخارية، كما يضم وادي مطر في جنوب جزيرة فرسان واجهات صخرية تحتوي على نقوش وكتابات حميرية. وفي قرية القصار بالجزيرة عثر على موقع “الكدمي” الذي يحتوي على أنقاض مبان قديمة ذات أحجار كبيرة، وبقايا أحجار تشبه إلى حد كبير الأعمدة الرومانية.

آثار منطقة الجوف
تعد الشويحطية في منطقة الجوف أقدم المواقع الأثرية التاريخية التي استوطنها البشر في الجزيرة العربية قبل ما يزيد على 1.3 مليون عام قبل الميلاد. وتقع على بعد 45 كلم تقريبًا إلى الشمال من مدينة سكاكا العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف، وتمتد في وادي واسع شمال قرية الشويحطية.

وتعود إلى عصر الألدوان في العصور الحجرية القديمة، إذ كشفت فرق المسح الميدانية عن 16 مستوطنة وجد على أرضها نحو 2000 قطعة من الأدوات الحجرية، كالسكاكين الحجرية والمطارق ورؤوس السهام وبعض الأدوات المتعددة الأسطح والكروية.