الناقدة والطبال!


 

طارق سعد

 

( كسرة نفس ميت مليون مصري مش مفروض تعدي بالساهل وصاحب فكرة إرسال جوقة العوالم والقوادين لازم يتعاقب ويقعدوه على كرسي كهربائى أو يبعتوه لفرج أما أفراد الجوقة بتوع ياللا بقى وخمسة مواه وشركاه فالمصريين لازم يستقبلوهم في المطار بالقباقيب والأحذية القديمة ماهو الموضوع مش لازم يعدي كده بدون مسائلة).

 

قبل الاندهاش والصدمة تمهل .. فمؤكد وحتماً لن يُكتب هنا حرفاً واحداً من هذا النشاز الذي تخطى كل الحدود ولكن هذه الكلمات الصادمة القاتلة للأسف الشديد الدافع للحسرة استخدمتها الناقدة الفنية الكبيرة “ماجدة خير الله” بدعوى تعبيرها عن غضبها ورفضها لسفر وفد الفنانين وبعض الإعلاميين لروسيا لتشجيع ومساندة المنتخب المصرى في مباراته أمام روسيا صاحبة الأرض فى كأس العالم وتحميلهم بوجودهم خسارة المباراة التي ترتب عليها الخروج الرسمي من البطولة!

 

تخيل أن ناقدة من المفترض أنها كبيرة وصاحبة تاريخ نقدي طويل ومصنفة كواحدة من أهم وكبار النقاد تستخدم الطعن في الشرف والسُمعة والأخلاق لمجرد أنها قررت أن ترفض تواجد مجموعة من النجوم المصريين بجانب معسكر المنتخب … قررت أن تشوه وتوصم أبناء بلدها أمام الجميع بالداخل والخارج فتصفهم بالقوادين والعوالم وزادت من الوصف بـ “شمامين وأنجاس” فهل هذا يعقل؟! قوادين وعوالم؟! شمامين وأنجاس؟! “يا وقعة سودة”!

 

هل يتحمل العقل استيعاب هذا الكلام؟! وإن تحمله .. هل يتقبله؟! قطعاً وقولاً واحداً مستحيل .. فتحت أي ظرف وبغض النظر عن الاختلاف في سبب سفر المجموعة أو طريقة سفرها فالموضوع كاملاً ينحصر في هذا التواجد فقط لا غير وبغض النظر سواء تتفق أو تختلف مع شخصيات ضمن المجموعة المسافرة أو حتى مع الجميع لا يعطيك ذلك الحق في وصفهم بهذه الأوصاف المشينة والتي تخطت جميع الخطوط الحمراء … تخطت السب والقذف متجاوزة إلى تشويه صورة بلد بأكملها أمام الشرق والغرب فهل مصر يا أستاذة بلداً للقوادين والعوالم والشمامين لترسلهم شركة وطنية لتشجيع المنتخب؟!

 

ليس هناك مبرر واحد منطقي لهذه التعبيرات الساقطة ولا يوجد من بين المجموعة المسافرة من يحملون فى أشخاصهم أو أفعالهم هذا الانحطاط الذى وصفتهم به السيدة “ماجدة” التى لن تضف هذه الكلمات لها أي مجد سواء على المستوى المهني أو الشخصي أو حتى الجماهيري.

 

لم تنتبه السيدة “ماجدة” لزاوية عكسية وهي .. ماذا لو كانت دفعتها الحماسة مستقلة أو بدعوة للسفر لمشاهدة منتخبها الوطني في كأس العالم بعد 28 عام من الغياب وتفاجأت بأحد زملائها يصفها ضمن المسافرين بنفس الأوصاف “قوادين وعوالم” أو بالأسوأ من ذلك؟! هل فكرت في هذا الإحساس وهذه الصورة التي تم تصديرها للجمهور “برة وجوة”؟! هل تفهمت معنى وتبعات تحريضها على العنف ضد النجوم في المطار ومطالبتها باستقبالهم بالأحذية والقباقيب؟!أم أنها تقصف هكذا دون تفكير أو حسابات وليذهب الجميع إلى الجحيم؟!

الحقيقة أن ما فعلته “الناقدة” هو نصف الكارثة أما النصف الثاني فكان كفيل به “الطبال” الذي هيأت له المسرح فنزل بطبلته بكل أنواع النشاز المعروف وغير المعروف وللأسف من هذه النوعية ميكروبات ضارة تستوطن جسد المجتمع فهؤلاء رحبوا بكلام “الناقدة” وهللوا له بل زادوا عليه ما تقشعر له الأبدان وتتقزز منه النفوس فى حق مجموعة من المصريين أولاً وأخيراً قبل أي تصنيف مهني ليشاهد القاصي والداني هذه الحفلة الماجنة التي إستُحل فيها عرض وسُمعة أشخاص لمجرد سفرهم لتشجيع المنتخب بغض النظر عن التنظيم هناك فالمسئول عنه حتماً إدارة معسكر المنتخب لينكشف وجه آخر قبيح لجزء غير قليل من هذا المجتمع المبتلى بهؤلاء!

 

الغريب والمدهش أن “الناقدة” وخلفها القطيع “الطبال” تفرغوا لسب كل من يخرج ويبرر سفره للتشجيع وعلى رأسهم فنان كبير بقدر “شريف منير” أخذ منها كما يقال ” من المنقى يا خيار” فحقيقي فنان مجرم ليظهر ويدافع عن سُمعة وشرف مجموعة الفنانين تم تقطيعهم أمام الملايين لتقام عليه “حفلة” ليلاً نهاراً في مشهد مخز للأسف تقوده “ناقدة” مفترض أنها كانت تعى حجم المسئولية التى تحملها بعد طول هذا العمر وأن كلماتها يجب أن تكون بالميزان ومحكومة لا أن تتحول لـ “مصفاة” من الثغرات فتصبح لقمة سائغة للنقد والانتقاد فتفقد سلاحها الرئيسي وتصبح هدفاً سهلاً وهي تقدم كلماتها للأعداء والمتربصين صيداً ثميناً!

 

الكبير يجب أن يكون قدوة ويجتهد في الحفاظ على ذلك لا أن يبيح المحظورات للصغار ويجعلها درساً لهم فيُخرج لنا جيلاً جديداً بلا محاذير ولا حدود أو خطوط حمراء خاصة مع الدخلاء على الوسط الذى اكتظ بهم في السنوات الأخيرة وأصبح يتألم منهم.

 

أخيراً وفي سؤال وجودي ………..

 

هل سنستطيع أن نصلح ما أفسدناه بأيادينا .. أم سنترك المركب حتى تغرق بنا جميعاً؟!