عادل إمام والدرس القاسي لـ يسرا


كتب : طارق سعد

لم يتوقع النجم الكبير “عادل إمام” أو حتى يخطر بباله أثناء تحضيره وتجهيزه لمسلسله قبل رمضان أنه سيتحول به من مجرد مسلسل درامى ينتظره الملايين بتجربته الجديدة إلى “درس” يلقنه للكبار قبل الصغار فـ “العوالم الخفية” لم تكن بمسلسله فقط ولكنها كانت عند “الزعيم” نفسه.

 

عودة “الزعيم” بشكل جديد ومختلف كانت مطلب جماهيرى لسنوات سابقة اعتمد فيها على المؤلف الواحد الذى استنفد فيها رصيده مع الزعيم ولدى الجماهير والنقاد أيضاً فكان السؤال الدائم “إمتى هنشوف عادل إمام من غير يوسف معاطى” بعدما تحول الثنائى لأمر واقع لا يقبل المناقشة عند “الزعيم” ولكن بعد مسلسله “عفاريت عدلى علام” الذى قدمه العام الماضى تحول المطلب الجماهيرى لأمر جماهيرى للحفاظ على تاريخ نجم كبير منحته هذه الجماهير الغفيرة الزعامة وتفاجأت بها تتآكل على شاشة التليفزيون!

 

رغم كل الهجوم من أجل انفصال “عادل إمام” عن كاتبه المفضل وتقديم تجربة جديدة بروح مختلفة إلا أنه لم يتوقع أحد بعد كل هذا العناد الطويل أن ينتفض “الزعيم” ويقدم أكبر مغامرة فى تاريخه بسيناريو لـ 3 شباب فى شكل ورشة كتابة اتخذت من الغموض والإثارة والتشويق عنواناً لعودته مجدداً بـ “نيولوك”  جرئ جرأة تناسب مكانته باعتبارها مغامرة محسوبة ومدروسة جيداً مؤكد قادها “رامى عادل إمام” كمنتج هذه المرة بجانب مهام الإخراج فعين الإنتاج ترى أبعد بكثير من عين المخرج منفرداً فاستطاع تجميع أدوات ومكونات جديدة  يُخرج بها والده من الإطار الذى يدور فيه إلى منطقة مختلفة بتفاصيل مختلفة وهو ما دفعه كمخرج أن يقدم هو نفسه أسلوباً إخراجياً جديداً يبتعد به عن “منطقة الأمان” التى كان يحرص أن يضع فيها والده ويتحرر من قيودها ويقدم “عادل إمام” بأداء يرتقى لاسمه وتاريخه ويحقق نجاحاً كبيراً مع حلقاته الأولى على مستوى الجماهير والنقاد.

 

مع توالى الأحداث وتصاعدها  يتأكد لك أن “عادل إمام” أمسك أخيراً بسيناريو قوى ومتماسك خال من الثغرات ويشع حيوية وهو ما قابله “رامى” بإيقاع سريع ولاهث يبرز التفاصيل التى كتبتها المجموعة بحرفية شديدة وحبكة محكمة قد تدفع مجموعة العمل كاملة لتقديم تجربة جديدة فى العام القادم بعدما نالت ثقة “الزعيم”.

 

السؤال الذى تبحث عنه الآن … ما علاقة هذه التجربة بـ “يسرا”؟

 

صحيح ما قام به “عادل إمام” قدم درساً مهماً فى أهمية تجديد الدماء والالتفات إلى الشباب ممن يملكون طاقات وإبداعات جديدة وأهمية تقديمها برعاية الكبار ولكن هذا الدرس ودون قصد أو ترتيب “لطش” فى نجمة كبيرة بحجم “يسرا” بشكل خاطف وكأنه كان فى انتظارها بعد خروجها على الجمهور بإعلان عن أحد التجمعات السكنية الجديدة الراقية والموصوفة للكبار تبدأ فيه كلامها بأنها عندما يعرض عليها عمل أول ما تنظر إليه الأسماء فلو كانت كبيرة تقبل مباشرة دون تفكير وهو ما استفز كثير من المتابعين  خاصة أن أعمالها الأخيرة والتى حققت نجاحاً كبيراً كانت بأسماء جديدة وليس كبار “الكار” وبجانبها “الزعيم” تاركاً أحد الكبار ويستعيد زعامته بمجموعة واعدة من الشباب ربما كان أقصى طموحهم التواجد على الساحة بأعمال تنال إشادة وليس “عادل إمام” مرة واحدة!

 

لم تنتبه “يسرا” بتاريخها الطويل وبـ “حسن نية” لهذه السقطة الإعلانية التى تؤثر على مصداقيتها بجملة خالية من الواقعية غرضها فقط الاستهلاك الإعلانى لصالح التجمع السكنى قصد الإعلان والمفترض أن النجوم الكبار الأكثر حرصاً على هذه المصداقية ووعياً بالمسئولية التى يحملونها تجاه جماهيرهم متعددة الأجيال لينتهى الإعلان ويظهر “عادل إمام” بمسلسله يعطى درساً قاسياً ليس باسم واحد خارج الكبار بل ثلاثة!

 

أصبح الواقع الآن يفرض على الجميع الحكم على العمل من جودته لا من الاسم المكتوب عليه فكم من الكبار بأسمائهم فقط قدموا أعمالاً بلا مضمون لمجرد أن الاسم كبير فى مقابل كثير من الأعمال لاقت نجاحاً كبيراً و منها مدوياً كتبها أو أخرجها جيلاً جديداً منطلقاً متمرداً على سطوة الكبار فى درس يحتاج الجميع إلى التركيز فيه والإصغاء إليه وأخذ العبرة لمن يعتبر.