تتعرض الكثيرات للحساسية عند استخدام منتج جديد، ويحدث ذلك عندما يتفاعل الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي مع أي مادة غريبة. ولمعرفة مسببات الحساسية التي تتفاعلين معها، عليكِ إجراء اختبار حساسية الجلد أو الدم، حيث يساعدكِ على تحديد السبب، عن طريق تعريض بشرتك لكميات ضئيلة من مسببات الحساسية المحتملة. وبناء على النتائج، يمكن لطبيبك أن يقترح الخطة العلاجية.
يساعدك اختبار حساسية الجلد على تحديد سبب الحساسية لديكِ، إذ إنه المعيار الذهبي لتحديد المادة، التي يعاني الشخص حساسية تجاهها، ويتم استخدامه، بالإضافة إلى التاريخ الطبي؛ لتشكيل تشخيص دقيق.
وتسبب أشياء مختلفة، مثل: العفن، ووبر الحيوانات الأليفة، ولسعات النحل، والفول السوداني، في إصابة بعض الأشخاص بالحساسية، وقد يأخذ التفاعل شكل طفح جلدي، أو حكة، أو صعوبة في التنفس، أو غثيان، وغير ذلك. ولتجنب التعرض للحساسية، عليك الخضوع لاختبار رد فعل الجلد، وهو اختبار سريع وحساس ومحدد وآمن وغير مكلف نسبياً.
ويتم استخدام شكل سائل مركّز من مسببات الحساسية الشائعة لإجراء هذا الاختبار، ويحدد طبيبكِ مسببات الحساسية عن طريق تعريض بشرتك لمسببات الحساسية، وتم إجراء أول اختبار لحساسية الجلد من قِبَل الطبيب البريطاني، تشارلز بلاكلي، عام 1869، حيث قام بوضع حبوب لقاح العشب على جرح سطحي صغير، وقام بتوثيق النتائج.
وتساعد هذه الاختبارات في تشخيص حالات الحساسية، ووضع خطط العلاج، إذ يمكنكِ إجراء اختبار الجلد إذا شعرتِ بأن الأعراض الجلدية نتيجة للحساسية.
يساعد اختبار حساسية الجلد على تشخيص مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، مثل: حمى القش، والربو، والتهاب الجلد، والحساسية الغذائية، وحساسية البنسلين، وحساسية سم النحل، وما إلى ذلك. وتشمل الأعراض الشائعة للحساسية ما يلي:
- الصداع.
- صعوبة التنفس، أو السعال المزمن.
- الحكة أو الطفح الجلدي.
- العيون الدامعة.
- التهاب الحلق.
- تورم الوجه أو الشفتين أو اللسان.
- ضيق الصدر أو الحلق.
- الغثيان.
- آلام وتشنجات في البطن.
- الجلد الشاحب.
- النبض الضعيف.
- الدوخة.
وعلى الرغم من أن اختبارات الجلد عادة تكون آمنة للبالغين والرضع، فإن طبيبكِ قد ينصحكِ بعدم القيام بها إذا كنت:
- حساسة للغاية لبعض المواد.
- تتناولين الأدوية التي قد تتداخل مع نتائج الاختبار، مثل: مضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب، وأدوية حرقة المعدة.
- تعانين حالة جلدية حادة، مثل: الإكزيما أو الصدفية.
أنواع اختبارات حساسية الجلد:
- اختبار وخز الجلد:
هو اختبار الحساسية الأكثر شيوعاً، فهو يحدد الحساسية تجاه حبوب اللقاح والعفن ووبر الحيوانات الأليفة وعث الغبار والأطعمة. في هذا الاختبار، يتم وخز جلدكِ بما يراوح بين 10 و50 من مسببات الحساسية المحتملة، وهناك طريقة أخرى للقيام بذلك، هي ترك المستخلص المثير للحساسية على بشرتكِ بعد ثقب المنطقة بخفة؛ حتى يدخل السائل إلى بشرتكِ، وقد تلاحظين ظهور الأعراض خلال 10-15 دقيقة.
وفي بعض الأحيان، أثناء اختبار وخز الجلد، قد يقوم طبيبك أيضًا بخدش مواد، مثل: الهيستامين أو الجليسرين على جلدكِ؛ لمعرفة ما إذا كان لديه رد فعل قياسي أو حساسية، ويُعرف هذا باسم اختبار خدش الجلد.
اختبار البقعة:
يحدد اختبار البقعة سبب حساسية الجلد مثل التهاب الجلد التماسي، ويتم الاحتفاظ بالرقعة التي تحتوي على المادة المسببة للحساسية على جلدك بضمادة لمدة 48 ساعة، وتتم إزالتها للتحقق من وجود طفح جلدي، أو أي ردود فعل أخرى، ويساعدك هذا الاختبار على اكتشاف الحساسية المتأخرة، وقد تتعرضين لـ20-30 مستخلصًا من مسببات الحساسية المحتملة خلال هذا الاختبار.
اختبار الجلد داخل الأدمة:
في اختبار الجلد داخل الأدمة، يتم حقن كميات صغيرة من مسببات الحساسية في الطبقة الخارجية من الجلد، ثم تفحص المنطقة بعد 15 دقيقة بحثًا عن أي تفاعلات.
كيفية الاستعداد لاختبار حساسية الجلد:
قبل إجراء اختبار حساسية الجلد، قد يسأل طبيبكِ عن تاريخكِ الطبي، والعلامات والأعراض، وكيفية علاجها عادةً، وسيساعد ذلك الطبيب على تحديد ما إذا كانت الحساسية موجودة في عائلتكِ، أو إذا كانت رد فعل تحسسي، أو أي شيء آخر، وقد يقوم بفحصك جسديًا لتحليل الأسباب والأعراض الإضافية.
ويجب التوقف عن تناول أدوية، مثل مضادات الهيستامين، قبل 7 أيام من الاختبار.
ومن المهم، أيضاً، التحدث مع أخصائي الحساسية أو طبيبكِ حول جميع الوصفات الطبية الحالية، والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية؛ لمعرفة الأدوية التي يمكن أن تتداخل مع اختباركِ، حيث يمكن لهذه الأدوية أن توقف استجابة جهازك المناعي لمسببات الحساسية، وتؤثر في النتائج.
ما الذي يجب أن تتوقعيه أثناء اختبار حساسية الجلد؟
سيجري طبيبك الاختبار بناء على الأعراض الخاصة بكِ، وسيظهر جسمك ردود فعل في موقع الاختبار. وإذا كانت لديك حساسية تجاه أي مسببات للحساسية، فسيقوم الطبيب بتسجيل جميع ملاحظات الاختبار.
قد تكون لديكِ أعراض خفيفة، مثل:
· حكة الجلد.
· العيون الدامعة.
· الاحتقان.
· الاحمرار.
وقد تختفي الأعراض خلال ساعة أو ساعتين بعد الاختبار.
الآثار الجانبية لاختبار حساسية الجلد:
أكبر خطر تنطوي عليه اختبارات حساسية الجلد، هو احتمال حدوث تفاعل الحساسية المفرطة، ومع ذلك لا داعي للقلق؛ لأن طبيبكِ سيكون مستعدًا لعلاجه، وقد تحتاجين إلى رعاية طارئة؛ إذا واجهت رد فعل شديداً أثناء اختبار الحساسية.
اختبار الجلد داخل الأدمة لديه خطر أعلى للإصابة بالحساسية المفرطة بسبب ارتفاع تركيز المواد المسببة للحساسية، وعندما يتم إدخال مسبب للحساسية إلى الجلد، قد تسبب الخلايا البدينة أكثر من مجرد رد فعل موضعي، وقد يقوم أخصائي الرعاية الصحية بإجراء اختبارات اضطرابات الجلد، مثل: الخزعة، أو اختبارات الدم؛ لتشخيص الأمراض الجلدية المعقدة.