طارق سعد يكتب: النجوم .. والفانز المسعورة!


لا نجم دون جمهور .. قاعدة أساسية لا تحتمل النقاش فالجمهور هو الظهير الأول للنجم ليحصل على هذا اللقب .. لا يوجد نجم بلا جمهور والذي يحصل عليه بتحقيق نجاحات متتالية أو تحقيق جماهيرية استثنائية بنجاح مفاجئ.

النجاح الجماهيري لأي فنان يسير بالتوازي دائماً مع نجاحه الإعلامي والصحفي فليس بالجمهور وحده يحيا الفنان ولكن بدعم الصحافة والإعلام له والتي تحتفي بنجاح أعماله وتنذره وتحذره في حال فشله أو حتى تراجعه لخطوات عما حققه.

الأرشيف الصحفي والإعلامي لأي فنان هو ظهيره الأول الذي يمتد لأجيال متعاقبة فأذواق الجمهور تتغير مع الوقت والجمهور نفسه يتبدل في هذا التعاقب ولكن الثابت الوحيد والمستمر الذي يحفظ للفنان تاريخه هو ذلك الأرشيف الذي يتحول لواجهة الفنان ومرجع لكل مشواره لذلك يحرص أغلب الفنانين والنجوم على علاقاتهم بالصحافة والإعلام وعلى التواجد بشكل مستمر في دائرتهم والتعامل مع النقد الهادف والبناء لتطوير أداءهم واختياراتهم الفنية.

التطور التكنولوجي في السنوات الأخيرة ساعد كثيراً في هذا الانتشار بعد سيطرة الـ “سوشيال ميديا” التي أصبحت محركاً هاماً وروجاً رئيسياً للفن والصحافة والإعلام والمجتمع وكل المجالات فأصبح الفنانين والنجوم يعتمدون عليها اعتماداً رئيسياً من خلال حساباتهم الخاصة وصفحاتهم الرسمية وينشرون لجماهيرهم من خلالها كل جديد من أعمال ولقاءات وحوارات لتتحول الـ “سوشيال ميديا” لسلاح من نوعية خاصة .. ولكن سلاح ذو حدين.

للأسف تحولت “سوشيال ميديا” النجوم في الآونة الأخيرة من وسيلة ترويج إلى ساحات قتال واقتتال بعدما قرر هؤلاء صنع جيوش افتراضية خاصة بهم لتكثيف الدعاية لهم وأيضاً لحمايتهم وبدلاً من أن تكون هذه المنصات توحيداً للجمهور تحولت لبلطجة وإرهاب و”قلة أدب” بعدما قرر بعض النجوم شراء جيوشاً افتراضية وتمويلها وتسليحها لتحمي تواجده بأية طريقة خاصة غير المشروعة!

اكتشف هؤلاء مؤخراً أن كلمة “أولتراس” أصبحت مشبوهة فاستبدلوها بـ “فانز” وهي كلمة انجليزية تعني محبين ليقوم هؤلاء الـ “فانز” بإنشاء صفحات و”جروبات” باسم الفنان بشكل غير رسمي وذلك بجانب صفحته الرسمية ليقوم بعض من هؤلاء النجوم بإطلاق هذه الـ “فانز” كالكلاب المسعورة على كل من يخالفهم الرأي من جمهور أو إعلاميين أو صحفيين أو نقاد بل بكل فُجر يمارسون أقذر أنواع البلطجة والإرهاب والابتزاز والتشهير حتى لا ينطق أحد إلا بما يحلو لهم ويصدقوا هم عليه أضف إلى ذلك إطلاقهم على زملائهم من الفنانين وجماهيرهم لزوم تكسير العظام في منافسة غير شريفة!

للأسف أصبح بعض النجوم يسيرون محاطين ببلطجية افتراضيين منطلقين كالكلاب المسعورة تنهش في كل اتجاه من يقترب منهم وعند مراجعة هؤلاء النجوم لما يحدث ينفون صلتهم بهم ويؤكدون أنهم لا يملكون غير صفحتهم الرسمية أما ما يحمل أسمائهم من صفحات و”جروبات” ممن يمارسون البلطجة والإرهاب الإلكتروني كلجان ما هم إلا محبين “فانز” يحبون نجمهم بطريقتهم ويتصرفون بتلقائية!

للأسف أيضاً هناك بعض من هؤلاء البلطجية الافتراضيين يقومون بأفعالهم الإرهابية على الـ “سوشيال ميديا” كنوع من التجويد لكسب رضاء نجمهم أو نجمتهم في الوقت الذي لا يعرف هؤلاء النجوم حقيقة ما يدور خلف ظهرهم من هذه الفئة الضالة مما يؤثر على صورتهم أمام جمهورهم الحقيقي وكذلك المساندة الصحفية والإعلامية لهم.

الحقيقة أن هناك من النجوم يكتشف عداءً مفاجئاً من جمهور أو إعلاميين أو صحفيين أو نقاد ويدخل في مصادمات معهم وخسارتهم متسائلاً عن السبب وراء ذلك وهو لا يعلم أن السبب حقيقي هو “الفانز” المسعور!

أصبح مهماً أن يأخذ النجوم وقفة حقيقية مع هذه الظاهرة التي تحولت لوباء وأن تتحرك الجهات الأمنية المسئولة عن المراقبات الإلكترونية وتطبيق قانون إرهاب إلكتروني مماثلاً لما يطبق في الحياة العامة على من يمارسون أعمال البلطجة والإرهاب والتهديد ضد حرية الرأي ويمنعون أصحاب الكلمة من ممارسة عملهم المهني تحت شعار الـ “فانز” حتى نضع حداً لهذه المهزلة من بلطجة افتراضية أصبحت مهنة من لا مهنة له من “مقاطيع السوشيال ميديا”.