نقاش عن مشاريع تمكين المرأة للانخراط في الحياة السياسية في لبنان في “ضروري نحكي”


في حلقة جديدة من برنامج “ضروري نحكي” عبر شاشة “OTV” أطلّت ليل الاثنين الإعلامية داليا داغر بحلقة عنوانها ” تمكين دور المرأة وانخراطها في الحياة السياسية”، حيث دار نقاش عن المشاريع التي تمكّن المرأة من الانخراط في الحياة السياسية في لبنان، والدور الذي تلعبه في الاحزاب. وتطرّقت الحلقة التي استضافت فيها داغر نائب رئيس التيار الوطني للشؤون الادارية مارتين نجم، ومنسقة مصلحة المرأة في تيار المستقبل مي طبال، والناشطات جويل أبوفرحات، حياة مرشاد وريتا شقير الى مشاريع القوانين لحماية المرأة من العنف، والى نسبة الجرائم بحقهنّ مؤخرا.

مقدّمة الحلقة:

تضيع المبادرة تلو الأخرى، ومعها تضيع الفرص. مبادرات تولد ميتة لأن الرئيس المكلف سعد الحريري حاسم وواضح وجازم في عدم نيته تشكيل حكومة، تماماً كما لم يكن يريد من قبل إقرار أي إصلاح للاستفادة من مؤتمر سيدر أو تأمين الكهرباء أو إيقاف الانهيار قبل وقوعه. وفي السابق كنا نرى جهداً جباراً لتحميل العهد المسؤولية وإلصاق العرقلة والتأخير به رغم أنه أكثر المتضررين؛ أما اليوم فلم يعد أحد يكبد نفسه عناء إشاعة الأكاذيب. والصورة هنا صارت واضحة للجميع: الحريري لا يريد تشكيل حكومة، رغم كل ما يحصل وسوف يحصل في البلد. والمؤسف هنا أن المنطقة تتجه نحو تفاهمات إقليمية ودولية جديدة كان يفترض أن نستفيد منها. إلا أننا نكبنا صراحة بمن يريدنا أن ندفع ثمن الحب والانتقام. فإذا اختلفوا سارع إلى توريطنا في خلافاتهم وإذا اتفقوا جلس منتظراً يراقب عودة علاقاتهم إلى طبيعتها فيما هي مقطوعة معنا.

هذا في السياسة والمعيشة أيضاً. فما يحصل في السياسة من تمسك بالفراغ في هذا الظرف بالذات هو أشبه بصبّ الزيت على نار الأزمة المعيشية التي يجري العمل على مستويات رفيعة جدا لتأمين أكبر انفجار لها، ظناً من بعض السياسيين أنها ستصيب فريقا دون آخر، فيما هي ستلحق ضرراً كبيراً على امتداد البلاد.

حلقتنا الليلة التي تأتي بين يوم المرأة العالمي وعيد الأم أردناها خارج السياق العام، نريدها حلقة بعيدة عن التجاذبات والخلافات والانقسامات. حلقة نسلط فيها الضوء على نجاحات المرأة اللبنانية من جهة، وزيادة التحديات اليوم من جهة أخرى. أين تقف المرأة الحزبية والمرأة غير الحزبية، ودورها في حماية الاستقرار الأمني وإعادة البناء … إذا سمح المكلفون بذلك طبعاً. وإذا كانت الحلقة الليلة تتزامن أيضاً مع ذكرى 14 آذار فإننا نستفيد من المناسبة للتأكيد أن الوقت كان كفيل بالتمييز بين السيادي وغير السيادي رغم كل الضجيج الإعلامي، تماما كما تكفل الوقت بإظهار من هو 14 آذار الحقيقي والراسخ والمؤمن بقضيته ومن هو 14 آذار المسرحيّ والمُتاجر بالشعارات. ولا شك في هذا السياق أن من قال إن معركة التحرر أصعب بكثير من معركة التحرير كان يعرف جيداً ماذا يقول.

نجم: قضايا المرأة ليست اولوية اليوم في المجلس النيابي

اكّدت نجم في بداية الحلقة أنّ “التيار الوطني الحرّ لم يطالب بالثلث المعطّل ولا بأيّ شيء آخر وعدد الوزراء والحقائب هي تفاصيل بالنسبة الينا ويبقى الأهمّ برنامج الحكومة العتيدة”، سائلة عن “لماذا لم ينفّذ الرئيس المكلف سعد الحريري الاصلاحات المطلوبة منه في اول حكومتين ترأسهما في عهد الرئيس ميشال عون”؟

ورأت نجم انّ “قصر بعبدا اقرب للرئيس الحريري من كل الجولات التي يقوم بها في الخارج، وسنتحرك شعبيا واعلاميا وتشريعيا وسياسيا لندفع باتجاه تشكيل الحكومة”، معتبرة انّ “الانفجار المعيشي يطال كل الناس بما فيهم جمهور التيار ونسعى الى تشجيع الناس على سياسة المشاريع الانتاجية”.

ودعت نجم “نواب تيار المستقبل الى التصويت على مشاريع القوانين التي تقدّم بها التيار الوطني الحر التي من شأنها المساهمة في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة”. وفي موضوع قضايا المرأة ونسبة مشاركتها في الحياة السياسية في لبنان، قالت: “نعوّل على ان يزيد عدد النساء المشاركات في الحياة السياسية سواء في المجلس النيابي او في الوزارات”، معتبرة انّ “قضايا المرأة اللبنانية ليست اولوية اليوم في المجلس النيابي بسبب قلّة عدد النواب النساء في المجلس”.

طبّال: تواجد المرأة في صنع القرار أثبت فعاليته

بدورها، أشارت منسقة مصلحة المرأة في تيار المستقبل مي طبّال الى انّ “الرئيس الحريري صعد الى قصر بعبدا 18 مرة لتشكيل الحكومة لكنّه واجه الكثير من العراقيل التي لا تزال موجودة حتى الآن”، لافتة الى انّ “الرئيس عون لم يقبل بأي من الأسماء التي قدّمها له الحريري والمشكلة اليوم انّ الصهر هو الرئيس الظلّ للأسف، وما نفع وزير بالزايد ووزير بالناقص في حال انهار البلد”؟

واكّدت طبّال انّ “الرئيس الشهيد رفيق الحريري أنهى الحرب وبنى لبنان في الـ15 سنة الاولى التي يتهمون فيها الحريرية السياسية انها أوصلت لبنان الى هنا”، ودعت “الرئيس عون الى أخذ المبادرة من اجل تأليف الحكومة لكي يقول التاريخ انّ الرئيس عون انقذ لبنان وليس العكس”.

وشدّدت طبّال على انّ “تواجد المرأة في مراكز صنع القرار في كافة الاحزاب اثبت فعاليته، وعلى كل إمرأة تتعرّض للعنف مهما كان شكله ان ترفع الصوت وعلى الكتل النيابية ان تدرس جدّيا قانون الأحوال الشخصية وكل القوانين المتعلقة بحقوق المرأة”.

أبو فرحات: بدأنا تحضير 40 سيّدة لإنتخابات 2022

من ناحيتها، لفتت مؤسسة جمعية “فيفتي فيفتي”، الناشطة جويل أبو فرحات الى انّه “من المفروض ان يكون هناك خطة وطنية شاملة تعمل عليها الاحزاب اللبنانية وبإرادة صلبة من اجل المناصفة بين الرجل والمرأة. والكوتا النسائية تصلّح الخلل فيما يخصّ تمثيل المرأة في البرلمان اللبناني وتعطي المرأة حقها في دور سياسي لبناء الوطن والمجتمع”.

وكشفت أبو فرحات انّ “76 حكومة منذ الاستقلال حتى الآن لم تشارك فيها المرأة الا بـ8 فقط لذلك هي بحاجة الى دعم قانوني”، مشيرة الى انّ “لدينا عدد من الرجال الداعمين لكل المشاريع والنشاطات التي نقوم بها من اجل دعم المرأة في الحقل السياسي”.

وتابعت: “المطلوب من الاحزاب السياسية ان تضع لوائح انتخابية للمناصفة بين الرجال والنساء فمن غير المسموح ان نرى احزابا ليس لديهم مرشحات وعليهم ان يعملوا جيدا لدفع المرأة نحو الحياة السياسية”.

وأضافت: “نحن بصدد تقديم مشروع قانون عن الكوتا النسائية التصاعدية تحضيرا للإنتخابات النيابية 2022 من اجل تحقيق المناصفة بين الرجل والمرأة”، خاتمة مداخلتها بأنّ “مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت المرأة في حملاتها الانتخابية بعد أن كان التمويل المادي يشكّل عقبة أمام ترشّحها ونحن اليوم نعمل مع 40 سيّدة تحضيرا للانتخابات المقبلة”.

مرشاد: لدينا نواب مشرّعين بعقلية ذكورية

امّا الصحافية والناشطة في حقوق المرأة حياة مرشاد، فرأت في مداخلتها انّ “المرأة اللبنانية تتعرّض كل يوم الى العنف سواء الجسدي او النفسي او السياسي او الفكري”، معتبرة انّ “المشكلة ليست فقط بالقوانين التي تحمي المرأة من العنف بل في تطبيقها وللأسف هناك مجرمون قتلوا نساء منذ 10 سنوات وهم اليوم احرار خارج السجون؛ فأهمّ شيء اليوم هو المحاسبة للحدّ من العنف بحق النساء اللبنانيات”.

وشدّدت مرشاد على انّ “الأحزاب السياسية ليس لديها مواقف واضحة من قضايا المرأة وحقوقها، وبالرغم من أنّ لدينا شركاء في المجلس النيابي بشكل غير شمولي، للأسف لا يزال لدينا نواب مشرّعين بعقلية ذكورية وطائفية”.

وتابعت: “لن نتخلى عن حقنا بأن يكون لدينا دولة قوانين ولا مفرّ من العمل على إصلاح كل المشاريع التي تهتمّ بالمرأة وحقوقها وقضاياها”.

وختمت: “شبعنا من ان نكون مواطنين درجة ثانية في هذا الوطن بظلّ هذه الدولة وهذا النظام”.

شقير: حضانة الأم للأطفال هو حق للطفل قبل المرأة

ورأت الناشطة في حقوق المرأة ريتا شقير انّه “من الضروري ان توافق الاحزاب اليوم على سلّة من القوانين المطروحة في مجلس النواب لحماية المرأة وحقوقها”، مؤكّدة انّ “حضانة الأم للأطفال هو حق للطفل قبل المرأة والنضال في هذا المسار هو واجب على الجميع بما فيهم النساء”.