رئيس بلدية الغبيري معن خليل في ضروري نحكي: نستطيع أن نصنع الفرق طالما أن البلدية قريبة من الناس


الصحة النفسية، تداعيات الإقفال وحياة الحجر على مجتمعنا المنهك معيشياً وغيرها من المواضيع التي فرضت نفسها على حياتنا الاجتماعية وكان لها واضح التأير، كانت محطّ نقاش حلقة هذا الأسبوع من ضروري نحكي الاختصاصي بالطب النفسي الاجتماعي الدكتور وديع نجا.

وكان في الحلقة مداخلة مع الصحافي حسان الحسن للحديث عن تطورات السياسة على الساحتين المحلية والإقليمية، ومداخلة مع رئيس بلدية الغبيري معن خليل وعضو مجلس بلدية مغدوشة فؤاد حنا للحديث عن مواجهة البلديات لأزمة كورونا في ظل ارتفاع أعداد الإصابات وعجز الدولة.

مقدمة ضروري نحكي

استهلّت الإعلامية داليا داغر برنامجها بالقول: “من لم يُصب، رأى من أصيب طبعًا. وعليه لم نعد نحتاج إلى التحذير أو التوعية أو التخويف؛ فها هي النعوات وأخبار المرضى تملأ الجدران وهي يفترض أن تشكل أكبر حافز للخشية والانتباه لمن تعنيه صحته وصحة أهله”. وأضافت: “أما في السياسة فالواضح أن هناك من يراهن على الخارج لكسر إرادة الداخل، مفترضاً كما دائماً أن بوسعه الاستقواء بالخارج لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، في الداخل”.

وختمت داغر: “وإذا كانت رهانات الحريري ومن معه كبيرة على الخارج فإن الأكيد أن معادلات الداخل ثابتة وراسخة ولا يهزها شيء من كل هذه الاتصالات، وما على من ينوي تشكيل حكومة سوى الاعتراف بجميع القوى والأحجام من دون استثناء. وهو ما ستخلص إليه الجولة الجديدة من المحاولات القديمة نفسها، مع التأكيد دائماً أن ما عجزوا عن أخذه بالحرب لن يحصلوا عليه بالسلم”.

د. وديع نجا

تحدث الاختصاصي في الطب النفسي الاجتماعي الدكتور وديع نجا عن أهمية العزاء والوقوف إلى جانب من يفقد قريباً لتخطّي الحزن “ولو كان هذا الدور افتراضياً”. وأضاف: “الدراسات العالمية جميعها أثبتت أن العزلة تفاقم المشاكل الصحية، ومعدلات الانتحار تظهر عادة في صفوف الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة، وربما اتصال قد يساعد شخصاً ما على الشعور بأنه ليس وحيداً وأن هناك من يقف لجانبه ويسأل عنه”.

وأشار نجا إلى أهمية أن يشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم ليسوا مذنبين بل هم ضحية منظومة سياسية أوصلتنا إلى هذه الظروف ولا ذنب لهم بكل ما يحصل. ورأى أنه “يجب تقليص الوقت الذي نقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي في فترة الحجر، ونعرف أن نميز بين ما هو صحيح من الأخبار وما هو غير صحيح”، مع ضرورة ممارسة الرياضة خلال الحجر، والحفاظ على وقت النوم، وتنويع نشاطاتنا، وألّا نقع ضحية للكحول أو المخدرات لتخطي الضغوطات التي نعيشها “يجب أن نعرف أننا لسنا لوحدنا بل العالم كلّه يعاني من هذه الأزمة”.

ولفت الدكتور نجا إلى تأثير الضائقة المادية على الأشخاص فهي تضغط على الدماغ وتسبب مشاكل صحية. لكنه يميّز بين الزعل والكآبة “فالزعل ليس كآبة والكآبة ليست زعلاً، بل هي مرض، وعندما تبدأ تسيطر علينا وتؤثر على يومياتنا وإنتاجيتنا لا بد من زيارة الطبيب للتقييم”، مضيفاً: “علاج الكآبة مهم جداً وعدم تلقيه بشكل مناسب يتسبب بمشاكل صحية، وعدم تلقي العلاج يرفع نسبة الوفيات 2,5% بين الأشخاص الذين يعانون من الكآبة”.

ودعا نجا اللبنانيين إلى عدم التوجّس من كل ما نعيشه “فالإنسان لديه قدرة هائلة على التأقلم وعادة ما يخرج من أي اختبار أقوى من قبل، فبيدنا أن نخلق نظام حياة خاص بنا يريحنا ويجعلنا نتأقلم بصورة أفضل مع الظروف”.

وفي موضوع العنف الأسري، أكد الاختصاصي في الطب النفسي الاجتماعي الدكتور وديع نجا أنه لا يجب تبرير عنف الرجل في المنزل بأنه مرض نفسي، ممكن أن يكون اضطراب بالشخصية لكن ليس مرضاً نفسياً “فالمرأة يجب أن تتشجع وتبلّغ عن حالات العنف ولا يجب أن تحمّل نفسها الذنب أو تبرّر العنف بأي طريقة فهي ضحية” وتابع: “التربية، المدرسة والبيئة تلعب دوراً أساسياً في شخصية الرجل المعنّف وكذلك في شخصية المرأة التي تبرّر العنف أو تتأقلم معه”.

وعن الأطفال في فترة الحجر قال نجا: “من الضروري إلهاء الأطفال بنشاطات مختلفة كي نساعدهم في تخطي هذه الأزمة، ولا بدّ من الشرح المفصّل لهم حول الفيروس ونعرّفهم لماذا هذا الفيروس مؤذٍ ولماذا قد يتسبب بالموت، ومن الضروري أيضاً أن نبدأ بتوعية الطفل على الموت من عمر الـ 8 سنوات”. وتوجّه بالنصيحة للأهالي لتنظيم الوقت الذي يقضيه الطفل على الشاشات الافتراضية “فيجب أن نكون نحن قدوة ومثالاً لأولادنا فلا نستعمل هواتفنا على الطعام أو عندما نجلس مع بعضنا البعض لأن أطفالنا يقلدوننا، وأثبتت الدراسات أن الشاشات الافتراضية تؤثر على تركيز الطفل بشكلٍ سلبي”.

وختم دكتور نجا: “الجانب الإيجابي لكل ما عشناه هو أننا أصبحنا أكثر وعياً تجاه أهمية البيئة وأهمية العائلة، وأساس كل شيء في المنزل هو الحوار واحترام مساحة معينة لكل شخص يسكن هذه المساحة التي تسمى منزل”.

الصحافي حسان الحسن

وفي الموضوع السياسي أكد الصحافي حسان الحسن أن المستجد الوحيد اليوم في الملف الحكومي هو إعادة تحريكه من جديد “لكن لا يمكننا القول أن هناك معطيات أو مؤشرات ملموسة تؤكد أننا وصلنا لخرق في جدار أزمة التشكيل”.

وأضاف: “ممنوع كسر الرئيس عون، وهذا قرار من حزب الله، وإعادة تقييم وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وُضعت على سكة التنفيذ، وهذه الوثيقة ليست كلاماً مُنزلاً بل يمكن إعادة تقييمها ومواءمتها مع الظروف الجديدة”.

وفي إطار موقف حزب الله من الرئيس المكلف سعد الحريري قال الحسن: “حزب لا يعارض دعم الحريري لصعوبة تكليف شخص آخر في ظل الظروف الضاغطة، لاسيما أن نموذج حكومة الرئيس حسان دياب قد فشل بسبب بعض الوزراء الذين لم ينجحوا بالملفات التي حملوها” وتابع: “حزب الله مصرّ على المحافظة على توازن البلد، والحريري يمتلك تمثيلاً شعبياً كبيراً، ولا بد من إعادة تدوير الزوايا بما يتلاقى مع المبادرة الفرنسية في مكانٍ ما لوقف الانهيار”.

وختم: “لا حكومة سريعاً، والرئيس عون لن يقبل بتركيبة حكومية لا يكون في رأس أولوياتها التدقيق الجنائي”.

رئيس بلدية الغبيري معن خليل

وفي الحديث عن دور البلديات في مواجهة كورونا أكد رئيس بلدية الغبيري معن خليل

في مداخلة عبر ضروري نحكي أنه “كلما كانت حركة البلدية قريبة من الناس، وكلما كان الجو في المجلس البلدي متآلف، تنضج المشاريع أسرع وتكون مقبولة لدى المجتمع أكثر”.

وأضاف: ” منذ بداية كورونا كان لدينا نشاطات عديدة لمواكبة الأزمة، بدأناها بالتوعية واليوم نستكملها بمركز حجر وفحص المرضى في البيوت وتأمين أجهزة الأكسجين للمرضى، بالإضافة إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية الموجودة في نطاق البلدية”.

وأشار خليل إلى أن البلدية استطاعت تأمين 17 جهاز أكسجين، وكشف عن 13 جهازاً آخر سيتم تأمينها خلال أيام “لتكون موجودة في بيوت الناس بخدمة المحتاجين لها من ذوي الحالات الصحية الحرجة، فهناك عشرات المرضى والمحجورين اليوم كلهم مسؤولية البلدية”.

وفي رسالة إلى رؤساء البلديات قال خليل: “قانون البلديات واسع جداً ودور البلدية مهم جداً في مواجهة التحديات، ونستطيع أن نصنع الفرق طالما أن البلدية قريبة من الناس“.

عضو مجلس بلدية مغدوشة فؤاد حنا

وأكد عضو مجلس بلدية مغدوشة فؤاد حنا بدوره أنه منذ بداية أزمة كورونا أنشأت بلدية مغدوشة خلية أزمة وبدأت بتأمين مراكز للحجر “وشكلنا لجنة تمريضية لتأمين المستلزمات الطبية للمرضى في بيوتهم، أو في مراكز الحجر، بالإضافة إلى لجنة لوجستية تؤمن لهم باقي المستلزمات”. وأضاف: “حضّرنا نفسنا للأسوأ مع ارتفاع أعداد الإصابات وبدأنا بتأمين أجهزة أكسجين للبلدة”.

وختم حنا: “كنا نشرف على تأمين أماكن للمرضى في المستشفيات، ونعمل على تأمين جميع المستلزمات الصحية لأي مريض في حال فشلنا بتأمين سرير له في مستشفى لنستطيع تطبيبه في مركز الحجر”.