جمال سليمان ينتقد بعض المذيعين ويكشف عن قلة اعماله بمصر وتفاصيل تعامله مع احمد زكي


حل الفنان السوري الكبير جمال سليمان ضيفا على برنامج “أسرار النجوم” من تقديم إنجي علي عبر محطة نجوم إف إم.

استقبلت إنجي علي ضيفها عند دخوله إلى المحطة، ودار بينهما حديث حول سبب قلة ظهوره الإعلامي.

ذكر جمال سليمان عدة أسباب من بينها جهل بعض المذيعين بقيمة الضيف، وترديدهم لأسئلة مكررة وبديهية تبدو كما لو كانت استخفاف بالضيف، إلى جانب انشغاله بالعمل وضبابية الرؤية، مشيرا إلى أن موقفه السياسي من الأوضاع في سوريا له دور هام في قلة الظهور الإعلامي.

وأعرب سليمان، عن ضيقه من ترديد شائعات وفاة الفنانين التي تخرج بين الحين والأخر، والتي طالته مؤخرا وكتب على إثرها منشور ساخر عبر صفحته على «فيسبوك» ليقول فيه «حزنت لنبأ رحيلي المبكر».

وقال سليمان في حواره مع إنجي على، يوم الخميس، عبر برنامج «أسرار النجوم»: «كنت جالسا في مكتبي وكلمني الأستاذ أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، ورسالته على قد ما أفرحتني أحزنتني، وأقارن بين موقفه وموقف الأستاذ زهير رمضان، نقيب الممثلين السوريين، واللي لو كان نبأ وفاتي صحيحا كان أصبح سعيدا، بسبب الوضاعة في التفكير واللاوطنية واللإنسانية وهي تفاصيل تافهة في المشهد السوري المأساوي بشكل عام، وكان أول مرة أسمع حد يكتب عن نبأ وفاتي على السوشيال ميديا وهذا يتكرر مع نجوم كبار وهي حاجة بشعة جدا، أنا لا أشعر بشيء وأتضايق على أهلي وأصدقائي، وأشقائي على ما يتصلوا بي ويتأكدوا فيه مثلا دقائق مؤلمة جدا لكي يصلوا لي، والواحد يسال نفسه ما هي الدوافع وراء شخص يريد كتابة هذا الأمر».

وأضاف: «الصحافة الصفراء مثلا لو تحدثوا عن خناقات بين ممثلين ومنتجين هذا ما أفهمه في هذا النوع، ولكن لا أفهم شخص يخترع نبأ من لا شيء فيكون مثلا دخان قادم من نار ما، ولكن أنا شخص شغال وكنت في اجتماع بالأمم المتحدة ثم عدت وأتحدث عن أعمال جديدة ولم أزر مستشفى أو دكتور لكي أزور شخص ما، ما المحتوى داخل هذا الشخص الذي اخترع هذا النبأ الكاذب، الواحد مينفعش يتعامل معه إلا بنوع من السخرية ولهذا كتبت على حسابي (حزنت لنبأ رحيلي المبكر)».

وتابع: «سبب قلة أعمالي في مصر جاءت بسبب ظروف الإنتاج الصعبة وعدد الأعمال انخفض وكان فيه إعادة رسم خريطة للإنتاج الفني في مصر، ودخلنا في فترة فوضى أجور، وفيه محاولة لتنظيمها وإلى أي مدى جاءت على حساب كثير من الفنانين المصريين وأنا ضيف في مصر ولا أعتب على أحد، ورأيي الشخصي لا أحب يمر شهر رمضان يأتي ولا نرى يحيى الفخراني على الشاشة هو قيمة وذاكرة كبيرة، وما هي مصادر معرفتنا لنقول الجمهور عايز إيه؟ والسوشيال ميديا صارت هي الحكم، ونأخذ بالنا السوشيال ميديا بتاعت مين هل الناس فوق الـ40 سنة وهما نشطاء في هذا العالم لكي نعرف عايزين إيه، ولكن الحقيقة الأقل في السن هم الأكثرية ومتواجدين على السوشيال ميديا ولهم رأيهم طبعا، ولكن فيه أجيال أكبر متواجدين بالفعل ولكن ليس بنفس الكثافة».

وأردف: «ولما يقولون لك الناس عايزين الموضوعات الفلانية فأول سؤال أساله كيف عرفت هذا؟ وماذا تقصد بالجمهور، نحن متنوعين ولا يمكن نعتبر أن الذوق ابن المدينة نفس ذوق ابن القرية، وابن المكان الساحلي والبحري، أو من لديه دكتوراة في الفيزياء أو من يزرع والشخص البسيط، هل لم تنتبه على أن مسلسل (أرطغرل) كان له متابعة كبيرة جدا ولم تحلل هذا، وقاعد بتحلل لي مراهقين يحبون قصة شعر وأغاني معينة، ولكن لم تدرس لماذا تابع الناس مسلسل تركي يحكي عن تأسيس الإمبراطورية العثمانية قبل محمد الفاتح؟ هناك مشكلة تنامي الخطر التركي والإيراني على الأمة العربية وليس الدراما فقط، وأنت شايف المسلسلات التركية عزت العالم العربي، وانتقلوا من مسلسل شخص زوجته بتخونه 90 حلقة، لإعادة رواية التاريخ من وجهة نظر معينة، فما ردك هنا، وأنا لا أحب فن التلفيق لأسباب سياسية وعليك رواية التاريخ على حقيقته من غير لف ودوران، إذا كنت ستعتمد على الوكيل الإعلاني يقرر هذا فلن يحدث، والمعلن مهم وله أهمية كبرى ويجب أن يقوم بعمله ومن غيره الصناعة صعب تستمر، ولكن يجب وجود صانعي وراسمي الاستراتيجيات».

واستطرد: «الفن أساسي في الاستقرار الاجتماعي وتحفيز الناس في صنع مستقبل أفضل، وهو كلام سهل يقال في جمل ولكن لكي يجب أن يترجم لواقع وإنتاج محتاج ناس من راسمي الاستراتيجيات وميزانيات وكتاب مبدعين، ولكن الآن فيه ارتجال كثيرا، ومحتاجين تاريخي ورومانسي وتشويقي، ولدينا رصيد من الإنتاج الروائي العظيم الذي يصلح لكي يكون قاعدة لأعظم الأعمال الجيد، ودائما ما نسمع جملة إن مفيش أفكار وموضوعات، وأنا أخر حاجة كنت أقرأها هي (سيدة الزمالك) وهي يجب أن تقدم كمسلسل بشكل رائع».

وأكمل سليمان: «لما أقول يلزمني سنويا 5 أعمال فوق العادي أو استثنائية للتاريخ وتظل تعرض لـ20 سنة مثل (رأفت الهجان) و(لن أعيش في جلباب أبي) وأرابيسك، وفيه ناس تعود وتراها مرة ثانية وناس تراها للمرة الأولى، ولا تزال أفلام الأسود والأبيض نراها، وفي عمل استثنائي اسمه (ليلة سقوط غرناطة) ويجب أن يعاد صناعته الآن، وسنويا لازم نعمل روايات ما بين سياسية وتاريخية ورمانتيكية، وأطلب من لجنة أساتذة ونقاد يرشحوا لي هذه الروايات، فأولا سأوصل الأدب للناس العاديين الذين لا يقرأوها وأرفع ذائقة المشاهد وأثير قضايا مهمة في ذهن الناس».

وأكمل: «لازم نعمل نقاش لكي نعمل نهضة فنية في الاتجاه الذي نريده، ويكون هناك سعة أفق كبيرة والاتفاق على الخطوط العريضة، ولا أعتقد أحد سوف يختلف على الهوية الوطنية تتعرض لضغوط شديدة في عالم السوشيال ميديا، واللغة العربية تتعرض لعملية إزالة من عقول الناس بشكل خطير، وأمنع ابني أن لي يقرأ دون تشكيل وهو أساس الموضع، واللغة أساس الهوية الوطنية، وكل لغات العالم تحت تهديد اللغة الإنجليزية لأنها لغة السوشيال ميديا وهذا ليس عليه خلاف، الشيء الأساسي أنك تحببي الناس باللغة من خلال العمل الفني والبرامج التعليمية أونلاين ونجعلها مجانية، تعلم مضامين الشجاعة والصدق من القصص التي كنا نقرأها من زمان، المهم يكون لديك المجلس الذي يرسم الخطوط العريضة ثم نتحول للخطوات التنفيذية».

وأكد: «مش عشان أنا النجم يحضر معي جيش من المساعدين، وحتى في سوريا قيل عني كلام فظيع وإني لن أسافر إلا بطائرة خاصة أو سيطلب مبالغ كبيرة، وأحيانا الناس تبني أحكامها على أشياء غير حقيقية، وسمعت كلام عني من وراء خلفي إن بتدخل بكل حاجة وهو كلام غير صحيح، أنا تربيت في مدرسة على أن الفن عمل جماعي وكلنا نفيد بعض».

وعن تعاونه مع أحمد زكي وذكرياته معه في فيلم “حليم”، قال: “أول مرة رأيته في غرفة المكياج لكي أعرفه على نفسي لم أكن جئت لمصر من قبل وقدمت أعمالا معروفة، ولكنه طلع شايف أعمالي وبقينا أصدقاء وأصحاب، وقلت له الناس منقسمين عند عبدالناصر والسادات وإزاي عملت الشخصيتين من نوع من التأييد والإيجابية، فقال لي عشان الاثنين كملوا بعض وعبدالناصر أول مصر يحكم مصر من مئات السنين ومش مختلفين عن بعض زي ما يتخيلهم الناس وما عملوا عبدالناصر كمله السادات من عملية تحرير الأرض، وبعد يومين المذيع يسأل عبدالحيم أنت غنيت لجمال ثم للسادات، فأحمد زكي مش المكتوب ولكن نفس الجواب السابق الذي طرحته عليه، وأنا قاعد بصراحة كان فيه تماهي هائل بين زكي وعبدالحليم، ورأيي أحمد زكي من الناحية النفسية سيرته تشبه سيرة عبدالحليم نفس الخلفية الاجتماعية والاثنين لديهم مرض قاتل، وهو ممثل غير تقني ولكن أحاسيسه رائعة وهو أثر عليه واستنفزه، ورأيي عبدالحليم مش أعظم صوت ولكن أعظم إحساس، وكأنه كان يؤدي نفسه وكأنهم بيدافعوا عن بعض في الفيلم وامتزجوا بطريقة رهيبة، وهذا هو المهم في تجسيد الشخصية وإيصالها لي، كل الأعمال العالمية بها سيرة ذاتية مطربين أو سياسيين كلها تتحدث عن روح الشخصية والأهم العصر الذي عاشه هذه الشخصية”.

وعن نقطة ضعفه، أشار: “ثقتي المفرطة بالأخرين وافتراضي حسن النية، وأكثر عمل قدمته وأرهقتني كان (حدائق الشيطان) وأنا سوري والإعلام كله كان يتنبأ بفشلي وأيضا مسلسل (صلاح الدين)”.

وأردف: “كل حاجة في سوريا وحشتني، والأماكن التي كنت معتادا أجلس بها، ونحن نناضل لكي توقف الحرب وتطبيق لمجلس أمن الدولي ويتكلم عن انتقال سياسي لدولة مستقلة غير طائفية، ولما يبقى فيه فساد واستبداد فالناس تتراجع لطائفتها وعائلتا فتصير تطغى على الهوية الأساسية، ولم يهددوني فقط ولكن حطموا بيتي، وتوقفت حاليا التهديدات ولكن بعضها يأتي لي على السوشيال ميديا وتعمل لصالح الأجهزة في سوريا ويشنوا علي حملات والناس صارت واعية ولا أحذف تعليقاتهم لكي ترى الناس العقلية لهذا النظام، وبعد هذا السنوان ظهر من يعمل لصالح بلده ولصالح نفسه، وأنا لا بطل ولا أي شيء ولم أخرج في أي مظاهرة ولم أحرض في الخروج عليها وقلت أرفعوا شعار (الشعب يريد الإصلاح) وليس إسقاط النظام ولا تقلدوا أحد، وكنت أدعوا لحوار وطني، وزهير مراد قال مستعدين للتصالح مع الإرهابيين ولكن لن نتصالح مع جمال سليمان، وأشكره لأنه طلع شخص ربيب النظام ويقول هذا، ويمجدوا الإرهابيين عكس من يدعوا للسلم، وأنا مستمر على هذا والدول تبحث عن مصالحها والناس يدفعون الثمن”.