في مثل هذا اليوم رحل احمد زكي.. هذه ادواره بالتقمص.. والفيلم الذي اغضب احمد زكي من الجمهور


رحل عن عالمنا الفنان المصري أحمد زكي منذ 17 عاماً في مثل هذا اليوم الموافق 27 مارس من عام 2005 ، متأثرا بإصابته بمرض سرطان الرئة.

وُلد أحمد زكي عام 1949 بمدينة الزقازيق، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973 بتقدير امتياز، وكانت مسرحية “هالو شلبي” هي بداية تعرف الجمهور عليه، عندما جسد دور “جرسون” الفندق الذي يتقن تقليد النجوم، ويبحث عن فرصة لاكتشافه فنيا وكان آنذاك لا يزال طالبا في معهد.

مسيرة فنه استمرت لما يقارب الـ30 عاما، قدم خلالها 55 فيلما ومسلسلين وثلاث مسرحيات، ومن أشهر أعماله: مسرحية العيال كبرت، فيلم ناصر 56، أيام السادات، أرض الخوف، وزوجة رجل مهم والمعروف عنه انه مُقلد بارع.

في عام 1990، صدر فيلم “كابوريا” من بطولة أحمد زكي وإخراج خيري بشارة، الذي تسبب برد فعل الجمهور على الفيلم في غضب أحمد زكي، حيث شعر أن المشاهدين خرجوا من قاعات السينما دون أن يدركوا رسالة الفيلم، وبدلا من ذلك خرجوا بـ”قصة شعر” جديدة، قلدها معظم الشباب في ذلك الوقت، وأصبح اسمها المتداول هو “كابوريا”.

البريء 1986: آلة لخدمة القمع يمثل الفيلم التعاون السياسي الأول بين أحمد زكي والمؤلف المصري وحيد حامد والمخرج المصري عاطف الطيب، الفيلم تم تأليفه بعد أن استوحى وحيد حامد فكرته من جندي ضربه شخصيا خلال مظاهرات يناير/كانون الثاني 1977 التي عرفت عقب ذلك بانتفاضة الخبز.

زوجة رجل مهم 1988: الأثر النفسي للسلطة في فيلم “زوجة رجل مهم” يقدم المخرج محمد خان فيلمه السياسي الأهم، يبتعد خان برفقة المؤلف رؤوف توفيق عن المباشرة، فلا يتناولان السلطة بمفهومها الواسع، ولكنهما يخلقان بورتريها شخصيا لتأثير السلطة في النفس البشرية.

فيلم “الإمبراطور” عام 1990، وهو الفيلم الذي يتناول رحلة صعود (زينهم)، شاب نزل مصر هاربًا من (الصعيد) بحثًا عن لقمة العيش، يصعد في عالم الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات

الهروب 1991: عن لعبة الإلهاء والتصفية في عام 1991 صنع أحمد زكي فيلمه السياسي الثاني مع عاطف الطيب، يشاركهما هذه المرة الكاتب مصطفى محرم، تدور أحداث الفيلم حول منتصر، الشاب الصعيدي الذي ينهي خدمته العسكرية ليعمل مع زميله في الجيش في مكتب سفريات، يكتشف منتصر عقب ذلك أن هذا المكتب ما هو إلا واجهة لعملية نصب على العمال الحالمين بلقمة العيش في الخليج.

ضد الحكومة 1992: عن المجرمين الكبار لا الصغار
في فيلمه السياسي الثالث مع عاطف الطيب يقدم أحمد زكي شخصية “مصطفى خلف” المحامي الفاسد الذي تدفعه قضية حادثة قطار وأتوبيس مدرسي إلى مقاضاة الحكومة.

معالي الوزير 2002: وزير الصدفة وأحلام الفساد في “معالي الوزير” يعود أحمد زكي إلى التعاون مع المؤلف وحيد حامد في فيلم من إخراج سمير سيف، عن حكاية “رأفت رستم” وزير الصدفة، الرجل الذي وصل لمنصبه نتيجة تشابه أسماء غير مقصود، لكنه تمسك بمنصبه وأجاد ألعاب السلطة حتى أصبح أقوى رموزها.

حليم فيلم مصري من إنتاج عام 2005 وصدر عام 2006 (بسبب وفاة بطله أحمد زكي) ومن إخراج شريف عرفة وبطولة أحمد زكي، يحكي عن قصة حياة المطرب عبد الحليم حافظ.

الفيلم عبارة عن حوار بين حليم (أحمد زكي) ورمزي، أحد الإعلاميين بالإذاعة المصرية (جمال سليمان).

ويعد الفيلم آخر أفلام أحمد زكي والذي توفي قبل إنهائه. ولم يحقق الفيلم النجاح المتوقع منه، من حيث الشعبية والإيرادات، إذ حل في المركز السابع في سباق أفلام عام 2006. وبلغ إجمالي إيرادات الفيلم 5.9 مليون جنيه مصري، مقابل تكلفة إنتاج بلغت 18 مليونا.

أطلق عدد من النقاد هذا اللقب على زكي بعد تقديمه فيلمين يرصدان السيرة الذاتية للرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات.

ويركز فيلم “ناصر 56″، الذي عُرِض عام 2006، على فترة وجيزة من حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، وهي الأشهر التي سبقت تأميم قناة السويس في يوليو/تموز عام 1956.

لكن إنتاج وعرض الفيلم لم يكن بالسهولة التي قد يبدو عليها الأمر، إذ مُنع من العرض لمدة عام كامل بأمر من “مسؤولين في الدولة”.

ويروي عمرو الليثي، نجل ممدوح الليثي المنتج المنفذ للفيلم ورئيس قطاع الإنتاج آنذاك، أن والده تلقى مكالمة من أحد المسؤولين قبل عرض الفيلم للتأكد من محتواه.

وحقق الفيلم نجاحاً غير متوقع، إذ نفدت التذاكر سريعا من دور العرض، ما اضطُر فريق العمل، ومن بينهم زكي، للجلوس على الأرض في العرض الخاص من شدة الزحام.

ومالبث أن صدر قرار بوقف عرض الفيلم. وقال كاتب السيناريو محفوظ عبدالرحمن، في حوار تليفزيوني قبل وفاته عام 2017، إن الرئيس السابق، حسني مبارك، كان وراء قرار منع العرض. وقال بعد مشاهدته “هل يحكم عبدالناصر مصر الآن؟”.

لكن تلك التجربة لم تثن زكي عن تقديم سيرة الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 2001، في فيلم “أيام السادات”.

وكان الفيلم هو التجربة الإنتاجية الوحيدة لزكي، والتي نجحت وحققت إيرادات بلغت حوالي الضعف، إذ كانت تكلفة الإنتاج ستة ملايين جنيه مصري، في حين تجاوزت إيراداته وقت عرضه 11 مليوناً.

وتم تصوير الفيلم في وقت وجيز، حوالي 11 أسبوعا. ويبدو أن زكي تعلم فيه من تجربته الأولى مع فيلم “ناصر 56″، إذ خصص جزءاً في الحوار للثناء على دور مبارك في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

ويبدو أن زكي اندمج في تجسيد الشخصيات السياسية، فقدم في ديسمبر/كانون الأول فيلم “معالي الوزير”، الذي جسد فيه شخصية وزير فاسد قادته الصدفة إلى الوصول لمنصبه، لكنه نجح في البقاء فيه.

ولم تكن هذه هي التجربة الأولى لزكي مع أعمال السير الذاتية، إذ قدم دور الأديب المصري، طه حسين، في مسلسل “الأيام” في بداية مشواره الفني عام 1979.

وثمة أدورا ثانوية بالغة الأهمية في مشوار أحمد زكي، على رأسها دور الجندي البسيط في فيلم “البريء” عام 1986، والأبن المثقف في مسرحية “العيال كبرت” عام 1979، والشاب الخجول في مسرحية “مدرسة المشاغبين” عام 1973.

وتزيد أعمال أحمد زكي على 90 عملا، ما بين السينما والتليفزيون والمسرح، والأعمال الإذاعية في بداية مشواره الفني.