غرق مشروع النقابة فى وحل أحمد موسى!


طارق سعد
هل أصبح “أحمد موسى” دولة داخل الدولة ؟!

هل تحول “أحمد موسى” من مجرد مذيع لـ “مركز قوة”؟!

هل أصبح المشاهد أسيراً لـ “أحمد موسى”؟!

 

أسئلة مباشرة تدور بين الجمهور والمتابعين بعد أزماته المتلاحقة وهروبه فى كل مرة من العقاب وعدم المساس به رغم أن أزماته المتعددة كلها نتاج أخطاء كارثية كفيلة بعزل صاحبها عن الحياة عموماً وليس فقط عن شاشة التليفزيون إلا أنه دائماً فى مأمن بعيداً عن المساءلة وهناك من ينوب عنه فى تحمل التبعات والعقاب كـ “كبش فداء” فسقطات “موسى” دائماً حاضر لها “اللى يشيل الليلة”!!!

 

يتفق جمهور المتابعون والمتخصصون والأكاديميون أن المهنية الإعلامية تتبرأ من أفعال “موسى” وأدائه على الشاشة فهى حقيقة علمية وأكاديمية غير قابلة للشك أو المناقشة فانتقاله من أوراق الصحافة إلى شاشة التليفزيون كان يجب أن يكون هناك من يجيزه لا أن يُفرض التواجد فقط بشبكة العلاقات الأمنية والقانونية والمال والأعمال ليتحول الصحفى إلى إعلامى ليس هذا فقط بل أيضاً صاحب حصانة تحت أى ظرف أو كارثة تجد أمامه لافتة سميكة وعريضة “ممنوع الاقتراب”!

 

الحقيقة أن كل سقطات “أحمد موسى” بما فيها فيديو “لعبة البلاى ستيشن” كعملية عسكرية روسية والتصفية الـ “لا أخلاقية” للمخرج خالد يوسف بصور مفبركة أيضاً وٌضعت فى كفة وسقطته فى التلاعب بالأمن القومى بإذاعة تسجيل “مفبرك” كعادته لأحد شهداء الواجب الأمنى من ضباط الداخلية فى مواجهة الإرهاب فى عملية الواحات فى كفة أخرى بعيدة تماماً تستحق التوقف والحساب بكل قوة وصرامة خاصة بعد إصدار الداخلية المصرية بياناً حاداً فى مواجهة هذا التسجيل لتؤكد على زيفه وكان المتوقع هو الحساب العسير والحازم كأمر بديهى ومنطقى لذا خرجت “نقابة الإعلاميين” التى أسسها ويترأسها “حمدى الكنيسى” أحد رموز الإعلام المصرى ببيان عاجل بتحويل “موسى” للتحقيق وإيقافه عن العمل الإعلامى بل ومتابعة الشق الجنائى أمام النيابة العامة ليهلل جمهور المتابعين بلا استثناء لانتصار المهنية أخيراً ووضع حد لـ “هرتلة” القنوات الخاصة لتأتى الصدمة فوراً دون انتظار بـ “كرسى فى الكلوب” …. ماذا حدث؟!

 

خرج مالك القناة التى يعمل بها ليؤكد أن “أحمد موسى” متواجد ولن يتوقف ولن يتوقف برنامجه ضارباً بقرار النقابة والنقابة نفسها عرض الحائط وطوله وزواياه أيضاً .. وما زاد الكارثة مصيبة هو خروج رئيس المجلس الأعلى لتنظيم لإعلام ليؤكد أنه فقط صاحب الحق الأصيل فى التعامل مع الإعلاميين … فماذا ستفعل يا صاحب هذا الحق …. سيستمر “موسى” وليحترق الجميع!

 

ماذا يحدث؟! وما هى قوة “أحمد موسى” التى تجعله فوق الحساب والجميع يرضخ له ومن أين يستمدها؟! … دائماً ما يٌتهم “موسى” أنه محسوب على الجهاز الأمنى كداعم رئيسى له ولكن ها هو الجهاز الأمنى نفسه يصدر بياناً حاداً ضد سقطته الكارثية ويهيب بتحرى الدقة ويصف فعلته بأنها مثيرة للبلبلة وهو ما يستوجب قانوناً المحاكمة … ليعود نفس التساؤل السابق ويتكرر مرات ومرات وبجانبه عدد لا نهائى من علامات الاستفهام والتعجب.

 

كان الأجدر بالقناة التى يعمل بها أن تتحمل مسئوليتها الأدبية أولاً ثم الإعلامية وتقوم هى بالتحقيق وتطبيق ميثاق الشرف الإعلامى كما حدث مع “ريهام سعيد” فى موقف مشابه بقناة عملها إلا أنها فضلت الانزلاق فى الطريق العكسى ورفض أى حساب أو عقاب لمذيعها لتتحول أصابع اتهام جمهور المتابعين على جميع المستويات مشيرة للقناة التى تحتضنه ومسئوليها بالكامل  فهذه المرة ليست بالهينة بل تمس اعتبارات أمنية وأيضاً تذبح أهالى شهداء الواجب بتسجيل مزيف ومفبرك عن أولادهم خاصة بعد ما تكتشف أن نفس التسجيل قادم من قنوات ومواقع الجماعة الإرهابية ورفض عرضه العديد من الإعلاميين!

 

ما زاد من حالة الاحتقان هو إيقاف المذيعة “مروج إبراهيم” التى تعمل فى قناة منافسة بعد أزمتها بإساءة الحوار مع ضيفها لتقوم القناة باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها من منطلق مهنى لخطأ واضح حتى بعد اعتذارها ليصطدم الجمهور بابتسامة “أحمد موسى” تملأ الشاشة فى ظهوره ببرنامجه فى موعده يعترف بفبركة التسجيل ووصفه بأنه “مدسوس” عليه وهو بشر وأخطأ وسيكون هناك حساباً قوياً للمسئول عن ذلك ــ”اللى هيشيل الليلة”ــ وليذهب الجميع بالمهنية بـ “مروج” إلى الجحيم!

 

المدهش أن “أحمد موسى” من الحالات النادرة التى اجتمع عليها جميع الأطياف بمختلف ميولهم وانتماءاتهم فالجميع يشعر أنه “عبء” عليهم فإن كان “مينا موحد القطرين” فـ “موسى” وحد كل الأقطار! … حتى وإن كان قد قدم حلقات كثيرة فى صالح الوطن فى فترة ما كانت بالفعل أرض خصبة لوجوده أو قام بعمل وطنى من خلال دوره وعمله فبالتأكيد لن يكون فى حجم أو قيمة الدور الذى لعبه “توفيق عكاشة” ورغم ذلك نال عقابه عن سقطة لن تغتفر … فليكن لنا فى الـ “عٌكش” عبرة.

 

واقعياً أثبتت نقابة الإعلاميين فى هذه الأزمة أنها بالفعل مازالت “مشروعاً” باعتبارها لجنة تأسيسية لم ترتق لكونها نقابة فعلية جديرة بحماية ميثاق الشرف الإعلامى وحق المشاهد فى مشاهدة تحترمه وسقطت هيبتها فى الـ “وحل” بعد فشلها فى اتخاذ أى إجراء مع “أحمد موسى” بل عدم إعارة قرارها بإيقافه أى اعتبار لتؤكد أن قرار إنشاء النقابة باللجنة التأسيسية التى لم تستقر حتى فى مقر خاص بها كان بهدف إنهاء الـ “صداع” المتكرر بطلب إنشاءها.

 

أعتقد أن “مشروع” نقابة الإعلاميين يحتاج على رأسه محارب يحمل الشراسة الكافية لتطبيق القواعد المهنية وإنزال العقاب بمن يستحق مهما كان وضعه ونفوذه لا أن تتحجج هزلياً بعدم تنفيذ القرار بسبب عدم وجود من يستلم منك إخطار الإيقاف فى القناة وإلا ستتحول أموال أصحاب القنوات الخاصة إلى حصانة لـ “اللا مهنية” طالما استمر ارتباط علاقاتها بمن يظهرون على شاشاتها بالعلاقات الشخصية والمصالح الخاصة.

الحقيقة أن سقطة “أحمد موسى” الكارثية هذه المرة دون حساب وعقاب قد أسست لمرحلة جديدة هى “الوحل الإعلامى” والذى بدأ بابتلاع “مشروع” نقابة الإعلاميين بعد غرقها فيه لتدق أجهزة الإنذار بشدة من خطر أقوى وأشرس بكثير من خطر الإرهاب نفسه ويلزمه مواجهة عاجلة قبل أن يبتلع الجميع … ولينتبه المنتبهون!