طارق سعد يكتب: ميرفت أمين .. الجميلة والسافلين


طارق سعد يكتب: ميرفت أمين .. الجميلة والسافلين

كل الأشياء يمكن شراؤها بالمال .. يمكنك تجميل كل شيء .. إلا الأخلاق لا تُشترى وإن تشوهت لا يمكن تجميلها أما إذا انهارت فيستحيل ترميمها!

حملة مسعورة تعرضت لها نجمة من النجمات الاستثنائية .. إحدى أيقونات الجمال في شريط السينما المصرية والعربية “ميرفت أمين” التى لا يخطئ جمالها كفيف حتى ولو بلغت من العمر أرذله ستظل تحتفظ بجمالها وجاذبيتها فعندما تبحث عن طلب الجمال تجد “ميرفت أمين” الرقم المختصر له.

انحطاط أخلاقي كان في استقبال صورة “ميرفت أمين” في عزاء المخرج “علي عبد الخالق” صاحبها حالة من السُعار لمجموعات ضالة من رواد مواقع التواصل دفعتهم للنهش في نجمة عنوانها الرقي ودماثة الخلق وانطلق هؤلاء يسخرون من طلتها أثناء تقديمها واجب العزاء ويتغامزون ويتلامزون عن تقدمها في العمر ويدعون أنها فقدت جمالها بل ووصل بهم الفُجر أن يضعوا مقارنة بين صورها في مرحلة الشباب وصورتها الحالية وكأنهم يعاندون الله سبحانه وتعالى في تسيير أمور الكون وترتيبه ويعتقدون أن الإنسان يستطيع أن يوقف الزمن ويتحدى خالقه ويحتفظ لنفسه بمرحلة الشباب دون أن يتخطاها وهم ما لم يكشف فقط عن الانحطاط الأخلاقي الذي أصاب قطاع كبير من المجتمع ولكنه كشف أيضاً عن الغباء وبلادة التفكير التي أصبح أصحابهما عالة على هذا المجتمع.

الانحطاط الأخلاقي المجتمعي هذا سبقه انحطاطاً مهنياً بما قام به المصور الذي التقط هذه الصورة لـ “ميرفت أمين” بشكل تطفلي ثم تاجر بها ليكسب شهرة ويرفع من أسهمه بل وافتخر على صفحته الخاصة بتقديمه وجبة دسمة لهذه الفئات المسعورة يلتهمونها بنهم فلا فرق بين هذا وذاك .. تعددت الأطراف والانحطاط واحد!

هل كان مطلوباً من نجمة كبيرة أن تذهب إلى العزاء في كامل زينتها؟ هل كان مطلوباً منها أن تضح مساحيق التجميل وترسم ابتسامتها الشهيرة وتداعب الحضور حتى تظهر صورها مبهجة ورشيقة وتشع سحراً وجمالاً؟!

هل كان هناك من سيرحمها لو قررت الاهتمام بطلتها وتقديمها على إنسانيتها؟!

لم يكن هناك احتراماً لنجمة كبيرة احترمت نفسها وقررت أن تكون على طبيعتها .. كانت هناك خسة في التعدي على حريتها الشخصية وثقتها في نفسها واختيارها أن تحترم المناسبة التي ستذهب إليها بأن تظهر كما هي بلا أية إضافات لتكشف لنا عن جمال طبيعي في هذا العمر لم تعبث به عمليات التجميل وتكشف لنا على الجانب الآخر مسوخاً من السافلين المشوهين أخلاقياً لا يعون دنيا ولا دين!

هل سيأمن هؤلاء غدر الزمان بهم؟ هل سنرى وجوههم العفنة بعد أنهكتها السنوات الطويلة مع تقدم العمر بهذه النضارة التي يحملها وجه “ميرفت أمين”؟!

أصاب كبير المصورين “عادل مبارز” عندما كشف أن هناك فرقاً بين المصور الصحفي والـ “باباراتزي” مطارد النجوم فالخلط لا يمت للمهنية بأية صلة ويفضح عشوائية العمل في هذا المجال وأن العملية كلها تسير “سمك لبن تمر هندي” خاصة أن تفاصيل التقاط الصورة من زاوية التصوير والإضاءة تحمل سوء التقدير والفهم لطبيعة المهمة التي يقوم بها هذا المصور.

عزيزتنا “ميرفت أمين” .. كل تفصيلة في وجهك تحمل جمالاً من نوع خاص .. تحمل سنوات من الإبداع وعمراً قضيتيه بإخلاص في عملك لتقدمي فناً يعيش ويستمر لأجيال متعاقبة ويبقى تاريخاً مشرفاً .. كل خط في وجهك موصولاً بقلوبنا التي تعلقت بجمالك وأنوثتك على مدار سنوات عمرك ويستمر احتفاظك بهما بما يجعلك دائماً أيقونة لكل أنثوات الأجيال الجديدة.

الحقيقة أن هؤلاء الشراذمة ليسوا مدينون بالاعتذار لـ “ميرفت أمين” وحدها ولا للمجتمع الذي تلوثت عيناه بما رآه منهم …

ولكنهم مدينون بالاعتذار للإنسانية التي ينتمون إليها ظلماً لها وأيضاً للحيوانية التي قد يُشبهون بها وهي أبعد ما يكون عنهم وتُهان بهم فحتى الحيوانات تتحلى بالرحمة والإحساس والتقدير الذي انعدم عند هؤلاء لتنتصر الجميلة .. وتبقى صامدة أمام السافلين.