حب الله يكشف عبر “ضروري نحكي” عن خطته لإنقاذ الصناعة


الصناعة اللبنانية في ظل التحديات المتراكمة، منتجاتنا المحلية ومصيرها مع استشراس أزمة الدولار وتهالك القدرة الشرائية للمواطن، وإمكانية الاستفادة من تراجع الاستيراد لتعزيز الصناعات اللبنانية… ملفات طرحتها الإعلامية داليا داغر هذا الأسبوع على طاولة “ضروري نحكي” مع وزير الصناعة عماد حب الله، بالإضافة للحديث عن الصناعات الجديدة محلياً والتحديات التي تواجه تعزيزها مع رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل.

مقدمة ضروري نحكي

استهلت داغر مقدمة برنامجها بالقول: “يُخيّلُ لنا أن هذا البلدَ مفتوحٌ على فوهةِ بركان، لا تكادُ تخمدُ نارٌ لتشتعلَ أخرى، وهكذا تنمو المعاركُ الواحدةُ تلو الأخرى، تارةً بين الحكومةِ نفسِها وتارةً بين الحكومةِ والناسِ ودائما مع مصرفِ لبنان المركزي”.

وأضافت: “أقلُ ما يمكنُ تقديمُه للرأيِ العامِ اليوم هو الحقيقة… الحقيقةُ كمدخلٍ لاستعادةِ ثقةِ المواطنين بالدولةِ واستمالتِهم الى جانبِها كسدٍّ منيعٍ أمامَ المزيدِ من المؤامراتِ… نحن لا نلبثُ ندورُ في الدوامةِ نفسِها منذ ثلاثةِ أشهر، فيما المطلوبُ حلولٌ جريئةٌ وسريعة قبل حصولِ الانفجارِ الكبير. أيامٌ قليلةٌ تفصلُنا عن وضعِ قانونِ قيصر على سكةِ التنفيذِ وما يعنيه ذلك من تداعياتٍ دراماتيكيّةٍ على لبنان وتُجارِه ومنفذِه البرّي الوحيد… الحصارُ قادمٌ، ونارُ الشعبِ اللبناني مشتعلةٌ أكثرَ من أي وقتٍ مضى. يترافقُ ذلك مع ضبابيةٍ في صورةِ وسط العاصمة ومن يشغلُها اليوم. أسئلةٌ كثيرة يطرحُها الجالسون خلفَ الشاشات”.

وختمت داغر: “لم تعد الحكومةُ تملكُ ترفَ السيرِ ببطء، ولا ترفَ التأخيرِ في اقرارِ نظامٍ اقتصادي ينقلُنا من الريعِ الى الصناعةِ والانتاج. للأسف كشَفتِ الأزمةُ عن مدى سوءِ السياسةِ الاقتصادية المتَبعةِ منذ التسعينيات والتي تقومُ على الاستهلاكِ واغراقِ السوق بالسلعِ الأجنبية مقابل “صفر” انتاج وتصنيع وعدمِ حمايةِ المنتوجاتِ المحليةِ من المنافسة، ان وُجدت. وذلك أدى الى تعثرِ القطاعِ الصناعي اللبناني الذي كان يُفترض أن يكون منجمًا للذهب”.

وزير الصناعة عماد حب الله

بدأ وزير الصناعة عماد حب الله الحوار بالحديث عن عائلته المتواضعة، التي تربى في كنفها، والمؤلفة من 8 شبان وفتاة ووالدة لم تتمكن من التعلّم، ووالد كان لديه محل “سمانة” صغير، ربيا 9 جامعيين، وكانا يرفضان أن يبقى أحد من أبنائهم من دون تعلّم، “وكانت والدتي تعلمني القراءة والكتابة بالرغم من أنها لا تعرف القراءة والكتابة” وأضاف: “دعم العائلة ولّد لدينا الإصرار على أن نؤثر في كل من نلتقيه قدر الإمكان بالإيجابية والمحبة والمودة”.

وعن الأزمة الاقتصادي والمالية التي يرزح تحتها لبنان، أكد حب الله أن المسؤول ليس فئة وحدها، بل منظومة كاملة ومتكاملة ما بين السلطة وبعض: المصارف، الحاكمين، كبار رجال الأعمال، المتعهدين، القضاء “ساهموا في تعويد الناس على التخمة والصرف بدل الإنتاج” وأضاف: “أنا مستعد لأكون في الشارع لأقول أن الوضع المعيشي وسعر الصرف لا يطاق، لكن أنا مع معاقبة كل من يتعدى على الأملاك العامة والخاصة أو حريات الناس ومحاسبة كل من سرق ونهب وكل مقصر، وأرفض أي مسّ بالمرجعيات والشخصيات الدينية والروحية وضدّ التعرض للكرامات أو الشتم”.

وأوضح أن الثنائي الشيعي اليوم يرى أن الوضع غير صالح لإثارة موضوع إقالة حاكم مصرف لبنان، لافتاً إلى أنه لا يمثل رأي الثنائي الشيعي، على الرغم من علاقته الجيدة بالطرفين.

وأشار حب الله إلى أن هناك تجاذبات داخل الحكومة واختلاف أراء “وأؤكد أنه لن يكون هناك انفجار في الحكومة من داخلها  “وإن كنت أرى أن التعيينات لم تتبع الآلية التي كنت مقتنعاً بها وأبديت اعتراضي عليها، فأي تعيين يجب أن تقوم به الحكومة يجب أن يكون شفافاً وعلى أساس آلية متفق عليها مسبقاً، الأمر الذي لا يتناقض مع المحافظة على بعض التوازنات”. ورأى أنه من الضروري التأييد والالتفاف حول الحكومة “لأننا سنكون بموقع الشك لدى صندوق النقد الدولي والدول الخارجية، وإذا لم نتفق ونتكاتف سنكتب سوياً تاريخاً أسوداً للبنان”. وأكد أنه لا بدّ للبنان “ومن واجبنا” الاتجاه شرقاً والتعامل مع دول الشرق لحماية أمننا الغذائي والصحي والاجتماعي “ففي وقت أميركا تتعامل مع الصين وروسيا تمنعنا من التعامل معهما وهذا أمر غير منطقي”.

وأضاف وزير الصناعة حب الله: “أسباب وجعنا الاقتصادي هي سياسات هدر وسرقة وإبعاد كل أنواع الاستثمارات عن الصناعة والزراعة المنتجة، وتجويع وخنق المزارع والمصنّع لكن هذا الواقع انتهى، ونتجه لدعم القطاعات الصناعية لا سيما الصناعات المعرفية والتقنية والغذائية والدوائية والتكنولوجية، والطاقة الشمسية والسيارات والزيت والزجاج والتنك وتصميم الثياب”.  وكشف عن مشروع جديد في وزارة الصناعة بأن يصار إلى تخصيص كل اتحاد بلديات مساحة من المشاعات الخاصة به لدعم المبادرات الصناعية بأسعار مشجعة، “وسنعمل على تأمين بعض الدعم المالي، فالحديث قائم مع مصرف لبنان ومع استثمارات مهمة في البلد عن خلق صندوق استثماري صناعي من الـ “Fresh money” لا يدخل في بازارات الأمول الأخرى لدعم المبادرات الصناعية. وأكد أن العمل جارٍ على تقويض الوكالات الحصرية الموجودة منذ الأربعينيات، ولذلك تحتاج لمزيد من الوقت لخلق أجواء إيجابية تجاهها. وختم بدعوة للتكافل والتضامن لنستطيع جميعاً الخروج من هذا النفق.

رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل

وأكد رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل بدوره أن وزارة الصناعة الحالية تسير في الاتجاه الصحيح، وأنه لدى الوزير ورشة كبيرة تواكب طموحات الصناعيين في هذه المرحلة، وخطة متكاملة تحاكي الواقع الحالي وتطلعات الصناعيين المستقبلية.

ورحب الجميل بالإعلان عن الإفراج عن الـ 100 مليون دولار للمواد الأولية “فنحن مقدمين على مرحلة جداً مهمة، لكن لا يمكننا النهوض من دون مواد أولية” وطالب بإجراءٍ يسمح للمستثمرين باستيراد الأجهزة الصناعية، وبضبط الاقتصاد غير الشرعي ومنع التهريب.

وختم: “قوة الصناعة اللبنانية باعتراف البنك الدولي في تنوعها، ونحن قادرين أن نصنّع ما يوازي 4 مليار دولار، بدلاً من مواد مستوردة، ما يخلق 64 ألف وظيفة، ويخفّض الاستيراد من 20 إلى 16 مليار دولار”.

وتخلل الحلقة تقارير عن المنتجات التي يستوردها لبنان، وعن تأرجح سعر صرف الدولار مع الخبير المالي وليد أبو سليمان، بالإضافة إلى تقرير عن آخر مستجدات فيروس كورونا في لبنان مع ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي.