الملف التربوي .. يعود على طاولة “ضروري نحكي” من باب المدارس الرسمية!


عاد ملف التعليم، للأسبوع الثاني على التوالي، العقبات، الميزانيات، التأهيل ومشاكل الأساتذة المتمرنين، في المدارس الرسمية، حضرت كلها على طاولة #ضروري_نحكي في حلقة الاثنين ٢٥\٠٢\٢٠١٩،حيث استقبلت الاعلامية داليا داغر  كلًا من عضو لجنة التربية البرلمانية، عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي، مديرة الارشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا خوري، رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه البجاوي، المسؤول الاعلامي في رابطة التعليم الاساسي رياض الحولي، مديرة ثانوية ضهور الشوير الرسمية صباح مجاعص، سمر أصّو، أستاذة في جامعة القديس يوسف، الاستاذة في التعليم الثانوي غادة عساف، اضافةً الى رئيسة جمعية “اصدقاء المدرسة الرسمية في المتن الشمالي” راغدة ياشوعي .

وفي الفقرة الاولى ناقشت داغر مع الصحافي غسان سعود مواضيع الساعة سياسياً واجتماعياً، ولاسيما الموقف الأخير لرئيس الجمهورية في ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم،اضافةً الى مسألتي وضع المدارس الرسمية وفرز النفايات في البلديات.

وكان هناك مشاركة كثيفة من الجمهور الحاضر في الأستوديو من اساتذة متمرنين، ومن رابطة التعليم الثانوي، ومدراء لثانويات رسمية، وطلاب متفوقين، عرضوا همومهم وشهاداتهم على ضيوف الحلقة.

 كما شهدت مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بالبرنامج تفاعلاً كبيراً، حول ملف التعليم.

اما في المواقف، اعتبر النائب أنطوان حبشي أن الخلط بين النازحين السوريين والتطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد خطيئة كبرى، مؤكداً “اننا مع عودة النازحين والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قام بمساعي لم تصل إلى نتيجة ملموسة”.

وسأل حبشي،”هل لنا ان نطبّع العلاقة مع النظام السوري ولا يزال لنا مفقودون في السجون السورية ورفض النظام لترسيم الحدود؟ أين هي النقاط الأمنية؟ بجلب ميشال سماحة المتفجرات لتفجير الكنائس والجوامع؟ او بتفجير مسجدي التقوى والسلام؟”، مشيراً إلى “اننا إذا اردنا احترام السيادة فلنقم بترسيم الحدود وتسليم النقاط للجيش اللبناني حصراً”.

وشدد على أنه “يجب إقران القول بالفعل في التضامن الحكومي من خلال مكافحة الفساد وتطبيق مقررات سيدر وليس بأن نصبح صدى للبعض في الموضوع السياسي”، معتبراً أن “الأحادية لم تودي ببلاد العالم إلا للخراب”.

وأكّد حبشي “‏انا مع طرح ملف التعليم من زاوية ديمقراطية التعليم التي يكفلها الدستور واليوم الكفاءة غير متساوية”، مضيفاً: “‏لا نزال نعالج مسألة التربية من باب المنفعية بل باب معالجة المسألة هو الطالب وأي طالب نريد في القرن 21؟”

ولفت حبشي إلى ان “‏كل الحلول المطروحة اليوم عملية ترقيع لأننا ننظر إلى المسألة التربوية بجزء آني إلى الحل”.

اما مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا خوري، فأكدت انه يجب تسليط الضوء على انجازات التعليم الرسمي الكثيرة، ومنها تفوق جريجو البكالوريا اللبنانية، الذين ينافسون اقرانهم في اي جامعة خاصة ان كان في لبنان او خارجه، مضيفةً ان مشكلة التعليم الرسمي ليست الا مشكلة منهج وليست مشكلة اساتذة، بالتالي مشكلة التعليم الأساسي الثانوي تكمن في غياب “الدم الجديد”، وافتقاده للفئة الشابة من الأساتذة، معتبرةً انه اذا كان التعليم الرسمي في لبنان غير ناجح، اذاً الدولة غير ناجحة.

كما اكدت خوري ان القانون لا يجيز ادخال اي استاذ الى ملاك الدولة من دون مباراة مجلس الخدمة المدنية.

واملت خوري ان تُستعمل التربية في السياسية، وليس العكس، لأن السياسيون ليسوا مؤمنون بالتعليم الرسمي.

رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه البجاوي، اكد بدوره، ان هناك هجمة ممنهجة على التعليم الرسمي، لأنه لم يتم التعاقد منذ سنيتن مع اساتذة للتعليم الثانوي والاساسي الرسمي.

واعتبر البجاوي، انه على المدارس ايقاف المنح المدرسية لاجبار الاهل تسجيل ابنائهم في المدارس الرسمية.

واضاف، هناك مدراء في ثانويات رسمية، ينتقلون عند سن التقاعد الى المدارس الخاصة للاستفادة من خبراتهم.

اما المسؤول الإعلامي في رابطة التعليم الأساسي رياض الحولي، فأكد انه بعدما تعاملت الدولة مع التعليم الخاص، واهملت المدرسة الرسمية، تراجعت المدارس الرسمية، معتبراً انه اصبح هناك ضرورة وطنية لتنهض المدارس الرسمية، ووحدها الدولة مسؤولة لتضع خطة نهوض هذه المدارس.

واضاف، ان المدرسة الرسمية ليست طائفية ولا مناطقية ولا طبقية، والمشكلة تكمن في تعاطي الدولة مع المدارس الرسمية، بالتالي في اقفال دور المعلمين الكفيلة بتدريب الأساتذة على التعليم الأساسي.

واشار الحولي انه يحب اعادة هيكلية وزارة التربية، لأن التفتيش غير متناغم مع الإرشاد والتوجيه، الإرشاد والتوجيه غير متناغم مع مركز البحوث والإنماء، بالتالي يجب فتح باب التوظيف للشباب والزامهم بمرر الزامي عبر دور المعلمين، اضافةً الى تثبيت المتعافدين، وتصويب عمل مدراء المدارس، وتأمين البناء المدرسي.

اما مديرة ثانوية ضهور الشوير الرسمية النموذجية،   صباح مجاعص، فأكدت انها تتمتع بنظرة مختلفة في ادارة الثانوية، معلنةً انها تلجأ الى مساعدات المجتمع المحلي المادية لتمويل الثانوية ولا تنتظر مساعدة الوزارة،  التي تُسخّر فقط لخدمة الطالب، لهذا السبب ثقة الأهالي كبيرة بالثانوية.

واضافت، “الوزير الياس بو صعب ساعدني قبل ان يصبح وزيراً للتربية، وعندما تولى مهامه في وزارة التربية اكد لي انه اصبح وزير لكل لبنان، نحن نجعل عملية التعليم احب على قلب الطالب من خلال تغييرنا طرائق طرح الأسئلة”.

بدورها اثنت رئيسة جمعية اصدقاء المدرسة الرسمية راغدة يشوعي، على دور لجان الأهل في المدارس الرسمية، مؤكدةً ان جمعيتها تقف الى جانب كل المدارس الرسمية في المتن الشمالي وتدعمها، الأمر الذي يلقى استحسان وزارة التربية والمجتمع المحلّي، مطالبةً بأن يكون في كل المناطق اللبنانية جمعيات صديقة للمدارس الرسمية تقف الى جانبها  لإنهاضها.

بدورها اعتبرت الاستاذة في التعليم الثانوي غادة عساف، ان هناك تشويه لصورة المدرسة الرسمية، التي قد تكون رافعة لانجاح الطلاب في المدارس الخاصة المرموقة، مؤكدةً ان المشكلة لا تكمن في غياب الدولة عن المؤسسة التربوية بل بتوزيع الحصص والتمويل على المدارس.

وأضافت، الحل ليس باعادة المناهج وتحديثها، ولكن علينا اعطاء الاولويات للمهارات الفنية والمسرحية  المفقودة في المدارس الرسمية.

اما الأستاذة في جامعة القديس يوسف سمر أصّو، اكدت ان اصلاح المجتمع يأتي من خلال اصلاح التعليم، واصلاح التعليم يأتي من اصلاح المناهج التي عمرها من ٢٠٠١، ولم نسمع بأي تطوير على هذا الصعيد، فهل تعد الدولة هذا الجيل للإستثمار به لاحقاً؟

وسألت اصّو، الى اي حدّ الأستاذ الذي يطبق هذا المنهج مؤهل؟ وكيف وعلى اي اساس أُدخلوا الأساتذة المتعاقدين؟ معتبرةً انه يجب تحديد رؤية جديدة للمناهج، قابلة للإنخراط بسوق العمل.