تفاصيل أمسية “Shining Stars of Hope” الميلادية.. دعماً للفنان اللبناني


لبنان لم يستسلم يوماً لظروف الأمر الواقع، هو ينبض دائماً بالحياة ويحمل معه راية الأمل، والتجارب الحيّة حاضرة لتكون الشّاهد الملك على كل بقعة ضوء يحملها لبنانيون مؤمنون بكلمة وطن. الاعلامي ومؤسّس “Takreem Foundation” ريكاردو كرم من المؤمنين الذين يعتبرون أنه في خضمّ الألم والمتاعب هناك دائماً شيء “جيد” للحديث عنه، فكيف إذا كان الفنان اللبناني الهدف الأساس أمام ما سيشهد عليه الجمهور في 21 كانون الأول الجاري في أمسية ميلادية بعنوان “Shining Stars of Hope” تُبثّ في ليلة الميلاد عبر “المؤسسة اللبنانية للارسال”، حيث ستذهب عائداتها لدعم ومساندة الفنان اللبناني على شكل مساعدات عينيّة ومادية من قطاعات عدّة من دون ذكر اسمه أو حضوره كي لا تُجرح كرامته، وذلك بعد التنسيق مع نقابتي “الممثلين” و”الفنانين المحترفين” لإعداد لائحة بأكثر الفنانين حاجة وما أكثرهم. هي مبادرة تحمل نَفَس المبادرين من جهة ونَفَس الجمهور اللبناني الذي من خلال حجز تذكرته للحفل يزيد من رمزية هذا الدعم الهادف وقيمته.

الحفل الذي تنظّمه “Takreem Foundation” يشارك فيه تسعة فنانين هم: رونزا طنب وفاديا طنب الحاج، ماثيو الخضر، بشارة مفرّج، مارك رعيدي، تانيا قسيس، ماكسيم الشامي، يوري مرقدي، مارلين نعمان، وأوركسترا من 25 موسيقياً يقودها المايسترو أندريه الحاج، إضافة إلى مشاركة كورس مؤلّف من 50 شخصاً من أجيال متفاوتة و25 راقصاً. لمدة ساعة و40 دقيقة، سيُعلن ريكاردو كرم عن بدء المشوار الميلادي بألوانه وأضوائه وأصواته التي يجمعها دفء المحبّة والتضامن لأجل رسالة سامية.

بالنسبة الى كرم “هي سهرة حب بليلة الميلاد، نجتمع فيها نحن المؤمنين بهذا الوطن. فقد اخترنا البقاء فيه لا لعدم قدرتنا على التواجد خارجه، بل لأنّ محبة الناس الموجودة في الوطن توجد سبباً لرفع راية التضامن وتمدّنا بالقوّة على المقاومة وتجعلنا داعمين لبعضنا ثقافياً وفنياً”. يرغب كرم في كشف الصورة الكاملة للأمسية المقبلة في أوانها، لكنه يقول: “أعلم مدى معاناة الفنانين في هذا البلد، حقوق الممثل اللبناني مهدورة وهناك ندرة في الأعمال المقدّمة أمامه وهذا لا يكفيه. أحببت أن تكون هذه السنة مكرّسة لدعمه، فنحن بحاجة لتعزيز معنويات بعضنا”.

ويتابع: “سأجتمع في هذه الأمسية مع أصدقاء فنانين لبّوا النداء والدعوة بقلب كبير، نعمل معاً حتى نقدّم أمسية يسودها الكثير من العاطفة والإبداع الثقافي والفني والفكري، فيها براءة وأمل وإيمان وثقة بهذا الوطن. نرغب في قدوم العدد الأكبر من الجمهور لأنّ العيد أجمل بجمعة الأحباب، وأشكر الأصدقاء في لبنان والخارج من أفراد وشركات كبرى وصغرى الذين تكتّموا على أسمائهم ولم يترددوا في تقديم الدعم، وهذا يؤكد أننا معاً نستطيع المقاومة وفعل المستحيل”.

يضعنا المايسترو أندريه الحاج الذي يتولّى الإشراف الموسيقي في تفاصيل المشوار: “هي أمسية بطابع ميلادي عالمي، خصوصاً أن لدينا غنىً وتنوّعاً في الأصوات التي تنتمي لأجيال مختلفة، وهذا يؤكد أنّ لبنان يحتضن جميع الأصوات العربية والغربية في التوازن نفسه. سيشهد الجمهور على أصوات تؤدّي الغربي بمستوى عالمي بنفَس ديني ميلادي، يحمل في الوقت نفسه الطابع الترفيهي والسمعي والإنساني والعطائي. لذلك، الخليط الموسيقي المقدّم يشبهنا كلبنانيين”. يشيد الحاج بمبادرة كرم تجاه الفنان اللبناني: “ريكاردو إعلامي متصالح مع نفسه ولا صلة له بعالم “الشوف أوف”، وانا شخصياً وافقت على المشاركة في هذا الحفل منذ الاجتماع الأول بعدما علمت أنّه لن يُذكر اسم أي فنان، فإطار المساندة يشبه شخصية كرم، وكل ما سيقدّم لأجل الفنان اللبناني سيتم في الخفاء”.

الفنانة رونزا طنب تضم صوتها إلى الحاج، وتعتبر أنّ “الفنانين يجب أن يقفوا ويتكاتفوا بجانب بعضهم حتى يبقى الفن يخدم الرسالة المنشودة، فكيف لو كان الحال يخص فناناً آخر إذا توقّف إنتاجه عندها تتعطّل الرسالة؟ ومن هنا تأتي ضرورة التكاتف الانساني معه”. وتتابع: “سنقدّم نمطاً موسيقياً يحاكي الميلاديات العالمية، يتضمن ريبرتواراً وأغنيات ميلادية ألفها الجمهور، فضلاً عن تطعيمها ببعض المقاطع بالعربية”، وتضيف: “سيكون الحفل بلغات عدة، والجميل أن جميع الفنانين المشاركين تدرّجوا تحت أسس أكاديمية، لذلك ستأتي اللوحة الفنية بمستوى موسيقي عال وأصوات تقدّم متعة للسمع”.

السوبرانو تانيا قسيس تثمّن بدورها هذه المبادرة الميلادية، على اعتبار أنّ “الفنانين اللبنانيين كانوا شخصيات تحت الضوء، أدخلوا الفرحة إلى بيوتنا، قدّموا كل طاقاتهم ليعطوا الصورة الأجمل عن الفن في لبنان. هي لفتة لهؤلاء كي ندعمهم ونكون إلى جانبهم في هذا التوقيت”. وتضيف: “هي جَمعة منوّعة من أنماط موسيقية مختلفة، من الكلاسيك والأوبرا إلى الجاز، وهناك قصة ستُحكى ومشوار ميلادي سيخرج الجمهور منه حاملاً تجربة وقصصاً خاصة”. وتلفت قسيس إلى أنّه “تم اختيار أغنيات تحمل معنى يتماشى مع الظروف التي نعيشها ورسالة جميلة للانسانية هدفها الرئيسي دعم الفنان اللبناني”.

الفنانة الشابة مارلين نعمان أصغر المشاركين في الأمسية وتعتبر نفسها محظوظة: “عنى لي الكثير كوني أمثّل جيلي الذي يرغب في مساعدة الجيل القديم لأننا في نهاية المطاف نخاف أن يحدث معنا ما يحصل معهم”. تعترف نعمان بأنها “في الأوقات الصعبة التي يمرّ فيها البلد كان من الصعب عليّ أن أقدِم على خطوة الصعود إلى المسرح والغناء… وأن أحتفل، بيد أنّ مضمون هذا الحفل دفعني من دون أي تفكير إلى الموافقة… لم أفكر مرتين”. وتتابع: “أعلم معاناة الفنانين في لبنان ويؤلمني من فترة إلى أخرى سماع قصة تدمي القلب. فنحن كبرنا في الفن بفضل هؤلاء، تابعناهم وتأثرنا بهم ويعزّ علينا مصير الفنان في هذا البلد، لذلك سأقدّم في الحفل صلاة ودفئاً، حالة تشبه ما أمرّ به حالياً، أضيف عليها مشاعر الصدق”.