فايز قزق يكشف لـ جومانة بو عيد في “يلا نحكي” عن دوره في مسلسله الجديد “الضبع” .. وتعاونه مع تيم حسن ومحمد الاحمد ورأينه بين الممثل والنجم


بعد نجاح الموسم الاول عادت الاعلامية اللبنانية جومانة بوعيد بموسم جديد في برنامجها “يلا نحكي” الذي يُبث عبر LBC الفضائية كل احد عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت بيروت

البرنامج الذي قدم للمشاهد مساحات للغوص في شخصيات النجوم والمشاهير والتوقف عند محطات مفصلية بحياتهم الخاصة والمهنية، عاد بزخم اكبر مع افتتاح الحلقة الاولى بالفنان السوري القدير فايز قزق

حوار ذكي ادارته الاعلامية جومانة بو عيد سلطت فيه الضوء على ثقل التجربة الماضية وتجدد الاعمال المعاصرة وما بينهما من دوائر الشخصيات المعقدة والعلاقات المهنية

بدأت بو عيد حديثها عن الفنان القدير وما وصل اليه في مشواره الفني حيث لا يمكن وضعه في كادر معين، فهو فنان مسرحي وتلفزيوني كما خرّج دفعات من طلاب الفن التمثيلي، ووصفته بسيد الدراما وسيد المسرح وسيد السينما.

استهلت الاعلامية جومانة بو عيد مقابلتها مع قزق بسؤال، ان كانت المسلسلات تربحه والمقابلات تخسره ؟ فأجابها قزق قائلاً:” لا يمكن للانسان ان يكون بذات البصمة مع الاخرين فآراء الاخرين ليست مثل آرائي، فما بالك عندما تكون البصمة روحية، تماماً كبصمة اصبع الابهام”، او بصمة العين، فأعتقد ان في بعض المواضيع الناس تتقبل او تنفر”.

وعما اذا كان في داخله ثورة، او من الممكن ان يقوم بتغيير ما او افكار تخطر بباله، اجاب:” تشعرين بأن العالم يغلي كله وقد اصابنا منها حركة الربيع العربي وجعلت من الانسان ان يراقب ويأمل بأن تنتهي بالسلام، فبعد عدة سنوات سنرى عالماً جديداً خصوصاً اذا ما انتصرت آسيا القادمة”.

وعن القلق قال قزق انه قلق على الاجيال القادمة : “انا احب للبشرية جمعاء ان تكون بسلام وبطريق يكون فيه الخير لكل انسان في هذه الارض ويبدو اننا مسيرون عبر الانترنت وواسائل التواصل الاجتماعي”.

وعن اختراق التكنولوجيا لحياته الشخصية، قال قزق:” انها شيء موجود وتؤثر علينا بشكل عميق وحقيقي وسيكون هناك نوع جديد من التطور فهناك الذكاء الاصطناعي، والمثلية الجنسية التي طرحتها الولايات المتحدة، فهناك فئة يسعون لانسان جديد وان كان له علاقة بإنقراض الجنس البشري او المليار الذهبي كما يُسمون، ولا يمكن للانسان ان يستسلم لهذه الاشياء ولا بد من المقاومة، والمسألة خطيرة فلم يعد هناك مسرح فعال او جريدة فعالة او سينما الى اخره”.

وعن غياب المسرح ومن وراء تراجعه، قال الفنان قزق: ” في بلداننا العربية بالتأكيد الحكومات لم تكن تهتم بتثقيفنا كشعوب بالمعنى بالخلاق للكلمة والمتابعة المستمرة للنتائج المرتبطة بكل حيز من احياز الثقافة، وفجأة ظهرت السينما في بلداننا العربية وانطفأت الان وكان من المفروض ان تستمر “لان هذا اللقاء الحر في السنيما، “.

وعن السينما قال انها ليست موجودة حالياً، متساءلاً :” هل يستطيع كل لبناني او سوري او مغربي او تونسي ان يذهب اسبوعياً الى السينما مرة واحدة؟، او شهرياً مرة واحدة؟، كلا فهذا شيء غير متاح، ولكن متاح اشياء جديدة مرتبطة بتدجين الشعوب حول الارض فهي متاحية يومياً بنسبة 20 او 30 مباراتة فوتبول ، والرياضة حالياً مسيسة لتسييس البشر، والليبرالية المتوحشة ومفاهيمها منذ الثمانينات مع ما يسمى بشركات متعددة الجنسيات قضت على الكثير من ثقافات الشعوب”.

وتطرقت الاعلامية جومانة بو عيد في مقابلتها مع الفنان فايز قزق وسألته عن ما بقي من دمشق، قائلاً:” بقيت ناسها اضافة الى بعض الناس الذين اتوا اليها من بعض المحافظات وحظينا ببعض التلوين فيها فهم اهلنا ودمشق حاضنة للكل، فأهل دمشق اهل الكرم كما جميع المحافظات”.

وعن شارع الحمرا في العاصمة بيروت كان قد تساءل مع الاعلامية بو عيد ان المقاهي تغيرت كثيراً واضاف:” كنت قد اتيت لاول مرة الى بيروت في 1991 لمسرح بيروت في عين المريسة وعرضنا مسرحية اسمها “الاغتصاب” ثم توالت العروض والانتاجات الى عام 2007 عندما عدت الى بيروت كان هناك عمل على مسرح بابل في شارع الحمرا، وبالطبع كان شارع الحمرا سابقاً ذاخر بالثقافة بالمقاهي التي يمكن ان نشاهدها وكان هناك تحاور ثقافي لطيف وانيق ما بين الويمبي والموكا واضافة الى الاماكن التي كانت تبيع الكتب، وكان المسرح يجر اعداد كبيرة من الجمهور وكان الى جوارنا الاستاذ زياد الرحباني، فكنا نعرض مسرحيات بذات توقيت مسرحية الرحباني “بخصوص الكرامة والشعب العنيد” في البيكاديلي، وكل هذا الشيء كان يشكل شارع الحمرا حالة ثقافة وجدانية وكل هذه الاشياء اختفت الان فواجهات الاحذية ملأت الشارع اكثر من الكتاب.

وكشف الفنان فايز قزق عن جديده الفني اذ ظهر بـ لوك جديد في مقابلته مع جومانة بوعيد قائلاً:” انه دور جديد في عمل من 6 حلقات من انتاج شركة ايغل فيلمز، واجسد دور “منير” في مسلسل “الضبع” ويُزَوّر العملة ولكنه لا يُخوف، ويدخل في اكثر من مشكلة في سياق الاحداث تتلاشى فيها الاسرة كاملة، فزوجته تموت وهو من نوع التراجيدي”. ويشارك فيه الممثل محمد الاحمد ودانييلا رحمة .

وعن تعاونه مع دانييلا رحمة قال انه يتعامل مع كل الفنانين كإنسان، وبهذا التعامل تسقط كل المعايير، وانا احترم كل من يتعامل معي حتى لو كان طالب او مسرحي او بالتفلزيون.

وعن الشخصيات المتعددة التي جسدها وادوار الشر قال قزق:” لا يمكن ان اقدم شخصية شريرة وان يبقى هذا الشر في نفسية الانسان الذي يشاهد خصوصاً على المسرح لان له علاقة مباشرة فجسدت شخصية ريتشارد الثالث فيجب البحث عن مسألة ذات طابع طريف لكي يكون محبباً للناس وكي يتخلص الناس من عوامل الشر بالمعنى العريض، فلم يولد اي شرير هكذا انما المكان الذي عاشوا فيه جبرهم ان يكونوا في هذا الموقف فبات الاجرام منتوجاً اجتماعياً يتجلى في هذه الشخصية اكثر من انه وُلد معهم كأطفال”.

وعن عمله بتخريج الطلاب واي من الفنانين فاجأه بموهبته وعن صناعة النجم والممثل قال قزق:” شكراً على سؤالك بين ممثل ونجم، فبالتأكيد هناك فارق، وبالعودة لعملي في المعهد العالي اذا رسب طلب في دفعتي فمعنى ذلك انني انا رسبت او الادارة، فأنا عندي رأي ان كل انسان موهوب على الاطلاق وخصوصاً بمجال له علاقة بالتمثيل، لكن شرط ان توضع هذه الموهبة ضمن نطاق التدريب، هناك اشخاص كثر كانوا في التلفزيون والمسارح قبل المعهد العالي وهم عمالقة مثل عبد اللطيف فتحي ومنى واصف، ويوسف حنا ويعقوب ابو غزاله فكانوا مهمين ولم يكن هناك معهد، فكل انسان موهوب هو شريطة التدريب والاحترام”.

وعن الفارق بين الممثل والنجم قال قزق:” انا اميل لكلمة الممثل، الذي يُمثلك ويُمثل شعب وهناك ممثلون في البرلمان، وعندما يصبحون نجوم في البرلمان فيفرط البرلمان، وتصبح قضية نجوم، وايضاً على خشبة المسرح فأنا امثل بعد قليل كجمهور فعلى هذه المادة التي يجب ان تقدم عبر وسائل المسرح ان تكون فعالة بإنتاج نوع من الحوار اللطيف الذكي بين هؤلاء الناس، فالجمهور اذكى من اي ممثل او كاتب مسرحي على الاطلاق، انا مع اسم ممثل، اما النجم ففُعل عندنا في المنطقة العربية، وعلى مستوى الاسماء بالتيترات فنحن من الجيل الذي كان الكتاب بين ايدينا فالمشاهد ذكي حتى لو قلت للمخرج ان يضع لي اسمي لوحده، وكنت ممثل سيء واكرر نفسي كممثل وبنفس الادوات الجامدة فيسقول المشاهد قد مللنا هذا”.

عن اجزاء المسلسلات قال الفنان فايز قزق انه ليس مع فكرة الاجزاء”.

وفي سياق الحديث عن طلابه في المعهد العالي وهو الفنان محمد الاحمد وسألته جومانة بوعيد هل هو نجم ام ممثل ليجيبها قزق انه انسان لطيف وشاب ذكي ومهم ويعمل على ذاته بهدوء وبروية، وعندما تعاملت معه بنفس عمل ما تعاملنا كزملاء باحترام شديد، ومنهم يستشيرونني لمصلحة شخصيتهم”.

وعن نجم كان يتمنى ان يعمل دوراً مع فايز قزق قال:” يمكن لكل انسان على مستوى التلفزيون ان يكون نجم خصوصاً اذا تبنته شركة انتاج او منتج او جهة معينة واستطعت ان اخوض معهم بعلاقة لطيفة والبعض منهم انا احترم جداً تجاربهم”.

وعن الطلاب الفخور بهم حالياً كشف بالاسماء قائلاً :” قاسم ملحو، امال سعد الدين باسم ياخور شكران مرتجى دانا مارديني وحلا رجب، ومن الشاب الصغار ، حسن خليل ونانسي خوري فهم كثار وتحياتي لهم واعتز بهم .

وتحدث الفنان فايز قزق عن دوره بمسلسل الزند “ادريس” قائلاً:”كان تحدياً لي، فالصعوبة فيه كان بالاماكن التي صورنا فيها، فكان هناك برد شديد فكان درجة الحرارة ناقص 5، ومعركة النهر الذي احبه الناس كثيراً، وكان تيم حسن والشباب طواقين ليقدموا ارفع ما يمكن ان يقدم بأرفع جهد بقيادة سامر البرقاوي، والصعوبة التي كانت بمشاهدي انني كنت بعين واحدة، كما بالمشهد الاخير عندما فقد العين الاخرى، وسأتحدث عن الشخصية التي صُنعت بذاك الزمن وقت الاحتلال العثماني”.

وعن خطأ اكتشفه بمسلسل الزند بعد مشاهدته له وبعينه الناقدة:” يمكن ان يكون اللقطة الاخيرة بقلع العين الثانية كان يمكن ان يكون افضل او اعلى او ارقى وهنا ألوم الوقت، لان الشمس كانت بدأت تغيب كما يجب ان يكون في هذا المشهد شيء مهم اكثر مما كان”.

وعن تيم حسن قال قزق:”كان بالمعهد ولكنني لم اكن استاذه كنت احبه كأي طالب ويمكن هو كان يحبني”.

وعن تعامله مع والده وابنه نور قال:” والدي كان بالجيش العربي السوري وليس بجيش هيتلر او اميركي، هذا جيش عربي سوري يدافع عن هذه المنطقة منذ قديم الزمان، فحضارة سوريا عريقة جداً، ووالدي كان لطيفاً ودوداً الى ابعد الحدود، ووالدتي علمتها الحياة الكثير وربت 9 اطفال، وفقدنا اخ مننا وانا الاكبر بينهم”.

وعن زوجته راما وابنه نور الذي يدرس الماستر في السويد قال :” تعرفت على زوجتي بعمل سينمائي يحمل اسم “رسائل شفهية” وكنا بحاجة لاخراج عبد اللطيف عبدالحميد كما احتجنا ماكياج لانف كبير وزوجتي خريجة تجارة واقتصاد كما درست خبيرة ماكياج سينمائي ومسرحي في بريطانيا، واحب فيها هدوءها وذكائها، فهي اذكى مني ففي بعض الاشياء يمكن ان اكون متهور، وابني يحب ان يكون صاحب رأي ومتفرد، ولا احب ان يكون نسخة عن الموجود”.

وعن تصليح اشياء بالمهنة التمثيلية قال الممثل قزق،:” اصوب هدفي على ادارة الامكنة، ذكية علمية تتفهم ان ما يدار ليس فقط للذين يعملون في هذا المكان بل نتائجه ستكون للناس، ولا اتحدث فقط عن سوريا انما ادارة للوطن العربي .

وعن جورج خباز قال قزق:” اتمنى ان احضر عمله مباشرة على المسرح والى الان لم أرى اي عمل له ولكني اتابع لقاءاته وافكاره جميلة وقريبين لبعضنا البعض”.

وذكرته الاعلامية جومانة بو عيد قائلة:” ببداية الحديث سألتك ان المسلسل يربحك واللقاءات تخسرك، فما هي نتيجة لقاءنا اليوم، فأجابها:” هي ليست قضية ربح او خسارة انما ثمة شيء يُقرأ او شيء يُصبح قناعة عندي او اي انسان ولكن هذه القناعة ليست نهائية فتُمتحن مع الاخرين او مع طلاب اتوا للتو الى هذه الجامعة او هذا المعهد فهذا امر اؤمن به بهذه اللحظة، غداً يمكن ان يكون طارئ جديد بالعالم او من حولي فيفترض ان يُعمل على ال “updating، وانا ارجو ان تكون هذه المقابلة مفيدة للناس وكل كلمة قلتها قلتها بصدق ودون اي مواربة او تشكك لا فيّ ولا في من يتابعنا”.