مخرجة فيلم “كليوباترا” تخرج عن صمتها: هذه أسباب اختيار ممثلة سوداء


بعد موجة من الانتقادات طالت فيلم “الملكة كليوباترا”، خرجت مخرجة العمل عن صمتها وتحدثت عن أسباب اختيار ممثلة سوداء لتمثل الملكة المصرية.

وقالت المخرجة الأمريكية تينا غرافي، في مقال حصري نشرته مجلة “فارايتي”، إنها ظلت تبحث عن ممثلة مناسبة تؤدي الدور وتدخل كليوباترا في القرن الحادي والعشرين ولا تكون بيضاء جدا مثل الممثلة إليزابيث تايلور، مشيرة إلى أنها لم تكن تريد ممثلة تنقل جمال الملكة فقط بل قوتها أيضا.

وتساءلت غرافي: “لماذا لا يجب أن تكون كليوباترا سوداء؟ ولماذا يحتاج بعض الناس أن تكون كليوباترا بيضاء؟”، وأجابت وفقا لرؤيتها: “يبدو أن قربها من البياض يعطيها قيمة، ويبدو أن هذا مهم حقًا لبعض المصريين”.

وعن اختيار الممثلة أديل جيمس للعب الدور، كشفت: “بعد الكثير من الاختبارات والتجارب التي لا تعد ولا تحصى، وجدنا في Adele James ممثلة لا يمكنها نقل جمال كليوباترا فحسب بل قوتها أيضًا”.

ووفقا لرؤيتها، فإن “ما يمكن أن يؤكده المؤرخون هو أنه من المرجح أن تبدو كليوباترا مثل أديل أكثر مما فعلت إليزابيث تايلور”، التي لعبت دور كليوباترا في عمل فني سابق.

واستطردت: “أتذكر عندما كنت طفلة رأيت إليزابيث تايلور تلعب دور كليوباترا، ورغم أنني كنت مفتونة لكن شعرت أن الصورة لم تكن صحيحة. هل كانت بشرتها بيضاء حقًا؟”.

وتساءلت: “مع هذا الإنتاج الجديد (الفيلم الوثقائي الذي أخرجته)، هل يمكنني العثور على إجابات حول تراث كليوباترا وإطلاق سراحها من القبضة الخانقة التي فرضتها هوليوود على صورتها؟”.

وأتبعت كلامها بالحديث عن نسب كليوباترا، معلقة: “ولدت في إيران وأنا فارسية، ونُسب تراث كليوباترا في وقت أو آخر إلى الإغريق والمقدونيين والفرس”.

وأضافت: “الحقائق المعروفة هي أن عائلة كليوباترا اليونانية المقدونية (النسب البطلمي) تزاوجت مع السلالة السلوقية في غرب آسيا وكانت في مصر لمدة 300 عام”.

وأكملت: “كانت كليوباترا على بعد ثمانية أجيال من أسلاف البطالمة ما أوجد فرصة أن تكون بيضاء البشرة إلى حد ما، وبعد 300 عام بالتأكيد يمكننا القول بأمان إن كليوباترا كانت مصرية ولم تكن يونانية أو مقدونية”.

كواليس مهمة إخراج الفيلم الوثائقي بداية من قبولها العرض وانتهاء بردود الفعل حازت مساحة كبيرة من مقال المخرجة، حيث كشفت غرافي أن عرافا تنبأ لها بالأمر.

وقالت: “في الصيف الماضي كنت أعيش في شاطئ فينيسيا وقررت زيارة عراف، الذي قال لي إنني لست كليوباترا لكنني بطريقة ما أشارك قصته”.

وأوضحت أنه بعد أقل من شهر تلقت مكالمة من شركة إنتاج تقوم بعمل “ملكات أفريقية” لجادا بينكيت سميث، حيث تم التعاقد معها لاحقًا لإخراج 4 حلقات من فيلم وثائقي درامي عن حياة القائدة المثيرة للجدل، كما وصفتها المخرجة.

وتابعت: “مع اقتراب الإنتاج أدركت حجم هذه الوظيفة وطبيعتها السياسية”، واستطردت: “كان من المهم تصحيح الأمور مع إيجاد طريقة لرواية القصة بإنسانية ودقة: آخر شيء كنا بحاجة إليه هو كليوباترا أخرى مطلقة من أنوثتها وقوتها”.

وتساءلت: “سلسلة HBO روما صورت واحدة من أكثر النساء ذكاءً وتطوراً وقوة في العالم على أنها مدمنة مخدرات ومتهالكة، ومع ذلك يبدو أن مصر لم تمانع. أين كان الغضب إذن؟”.

وأجابت: “ربما ليس الأمر فقط أنني أخرجت مسلسلًا يصور كليوباترا على أنها سوداء، لكنني طلبت من المصريين أن يروا أنفسهم أفارقة، وهم غاضبون مني بسبب ذلك”.

ووفقا لحديثها، أثناء التصوير أصبحت غرافي هدفًا لحملة كراهية ضخمة عبر الإنترنت، وقالت: “اتهمني المصريون بـ(الغسل الأسود) وسرقة تاريخهم، وهدد البعض بإفساد مسيرتي المهنية”.

وعن سؤال هل كانت كليوباترا حقا سوداء؟، أجابت: “لا نعرف على وجه اليقين، لكن يمكننا التأكد من أنها لم تكن بيضاء مثل إليزابيث تايلور، ونحن بحاجة إلى إجراء محادثة مع أنفسنا حول لوننا، والتفوق الأبيض الداخلي الذي قامت هوليوود بتلقيننا عقيدته”.

ورأت أن “الأهم من ذلك كله، علينا أن ندرك أن قصة كليوباترا لا تتعلق بها بقدر ما تدور حول هويتنا”، وفقا للمخرجة.