مخرج فيلم “علم” يرد على اتهامه بالترويج للمثلية وسبب تغيبه عن مهرجان القاهرة السينمائي


إلى جانب التصفيق الحار الذي حصل عليه الفيلم الفلسطيني “علم” بعد عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي في نوفمبر الماضي، حقق الفيلم نجاحًا باهرًا في الختام بحصده 3 جوائز من بينها الهرم الذهبي لأفضل فيلم، وجائزة الجمهور.

وتواصل موقع FilFan.com المصري مع المخرج فراس خوري للحديث عن النجاح المستمر الذي يتلقاه “علم”، والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي في أول فيلم روائي طويل من إخراجه، وعن سبب تغيبه عن مهرجان القاهرة السينمائي.

عبر فراس خوري عن سعادته بالمشاركة في مهرجانات مثل القاهرة وتورونتو السينيمائي، إذ قال: ” أشعر بالفخر بالتأكيد لأهمية هذا المهرجانات، لكن أظن أن طرح القضية الفلسطينية على هذا النطاق هو أمر أهم. عندي طموح سينمائي كبير بالتأكيد لكي أسطع بالوسط الفني كمخرج لكن اعتبر هذا الفيلم أنه إهداء لفلسطين والثورة والمناضلين والمؤمنين بأهمية التحرر من الاحتلال”.

ولسوء الحظ، لم يتواجد فراس خوري في ختام مهرجان القاهرة السينمائي لاستلام جائزة أفضل فيلم، واضطر إلقاء خطابه عبر رسالة مسجلة، وعن سبب تغيبه قال المخرج: ” لم أستطع استخراج تأشيرة للسفر لذلك لم أتمكن من الحضور للأسف”.

يدور “علم” حول خمسة مراهقين فلسطينيين من عرب الداخل يخططون لعملية خطرة من أجل النضال ضد إجبارهم على نسيان التاريخ، وذلك عن طريق استبدال العلم الإسرائيلي في مدرستهم بالعلم الفلسطيني. على رأسهم “تامر” وهو طالب لا يهتم بالقضية الفلسطينية إلى هذه الدرجة ولكنه يحاول “ميساء”، والتي تجسدها سيرين خاص.

كشف فراس أن شخصية “تامر” هي الأشبه له، إذ قال: ” بنيت “علم” على مراهقتي فأنا كنت بريء وبلا خلفية سياسية مثل تامر”.

شخصية “تامر” هي من تجسيد الممثل الصاعد محمود بكري، والذي فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي، ويقول عنه فراس: ” هو ممثل ذكي وبارع وموهوب مثل أبيه محمد بكري وأتمنى له النجاح”.

لم تأتي جائزة أفضل ممثل بسهولة، فإن المخرج قد عمل بجد في اختيار الممثلين المناسبين، وقال: ” استغرقت وقتًا طويلًا في اختيار الأبطال لحرصي على اختيار ممثلين يشبهون الشخصيات بالفيلم ويضيفون للشخصية أبعادًا إضافية ومصداقية أكثر وأنا راض عن اختياراتي”.

ومن تابع مسيرة المخرج من بدايتها سيلاحظ أن أول عملين من إخراجه، وهما الفيلمين القصيرين “اجرين مارادونا” و”صفير”، قد دارا حول مرحلة الطفولة، وما جاء بعدهما هو “علم” والذي يدور حول فترة المراهقة. وأكد لنا المخرج أنه يتعم اتباع هذا التسلسل، إذ قال: ” نعم أنا أحاول أن أتماشى مع تجربة حياتي خطوة تلو الأخرى، لذلك تتعامل تلك الأفلام الأولى مع قصص من طفولتي وبنيت “علم” على مراهقتي. لن تتعامل الأعمال القادمة مع المرحلة الجامعية بل مع علاقات زوجية، وهذا من اختباراتي أيضًا فيما بعد”.

رأى عدد من الجمهور أن هناك تلميح للمثلية الجنسية في مشهدما تضمن نوم البطلين على الفراش بالملابس الداخلية بينما تحيط بهما إضاءة حمراء، ولكن فراس خوري شاركنا بوجهة نظره المختلفة وقال: ” القصد وراء المشهد هو التركيز على فكرة الجسد وليس المثلية الجنسية.

جسد الشاب الضحية، صفوت، الذي سيستشهد وتماثل هذه الفكرة لقصة طريق آلام المسيح إلى الموت الذي يصور ايضًا الجسد العاري. كل تلك المفاهيم للجسد الذي سيقدم كأضحية من أجل قضية ما. هذا ما أردت طرحه في الفيلم”.

كما تأثر أيضًا الجمهور بمشهد عاطفي تضمن موت أحد الشخصيات، ونتج عنه رد فعل قوي وملحوظ في المسرح أثناء عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي، وعلق فراس قائلًا: ” شعرت بالفخر الشديد، لكن أحببت أكثر فكرة أن يتوقف الناس للحظة للتفكير في كل شهيد شاب وطفل وعجوز وامرأة بفلسطين. أظن أن يجب على العالم التوقف للحظة والتفكير بالشهداء. كان هدفي أن أجعل الناس يقولون هذا يكفي”.

ينتظر فراس خوري حاليًا بدء تصوير 3 من الأعمال التي ألفها، وهم فيلم الكوميديا الرومانسية “عزيزي تاركوفسكي”، والفيلم التونسي “صديق والدك”، و”حجز”.