طارق سعد يكتب: الحجر على شيرين!


بيروتكم القاهرة: طارق سعد يكتب: الحجر على شيرين!

أسرع طريق للهلاك يأتي بالسيطرة على الأدمغة وهي أسهل مهام الشيطان فعندما يسيطر على أدمغة البشر يسوقهم إلى النهاية وكل حسب نهايته .. تتعدد النهايات والهلاك مصير واحد.

لم تقدر “شيرين” النعم التي منحها الله لها وتعاملت معها باستهتار وعدم اهتمام .. صاحبة أحد أهم وأفضل الأصوات في تاريخ الأغنية الحديثة التي نافست الكبار في سن صغير وأصبحت واحدة منهم لم تفهم هذا الوضع وهذه المكانة وتعاملت مع حياتها بعشوائية .. لم ترتب لحياتها ونجوميتها وتركت نفسها لأمواج بحر الحياة تتقاذفها كما تشاء لأنها لا تريد أن تجهد نفسها وتبحر بها حتى تصل لبر الأمان.

تركت “شيرين” نفسها لمجموعات محيطة لم تكن أمينة عليها ووضعت صوتها ونجوميتها ومستقبلها رهناً دون أن تنتبه لمخاطر الغواية وتنازلت طواعية عن عرشها على قمة الأغنية لتلتهي في كل ما يدمرها ويجهز عليها بل لم تستمع من الأساس لنصائح محبيها الذين رأوا النهاية مبكراً وأطاحت بهم من حولها لتصبح فريسة سهلة للشيطان.

“شيرين” ضحية للشيطان الذي سيطر عليها منذ بداية نجاحها وأعمي عينيها وأصم أذنيها والشيطان هنا ليس بالصورة التقليدية التي نتصورها من القصص والحكايات فهو لا يأتي بصورته على حالته ولكن الشيطان يأتي متجسداً في بعض البشر يقودون ضحيته للطريق الذي يريدها فيه فستجد بعض الأشخاص بأعمالهم الشيطانية ينكشفون بما يخدم أهدافهم فلا تنخدعوا فقد يأتيكم الشيطان في صورة وسيمة رجل أو امرأة شعور وأجساد فأصبح الشيطان “جان” أو “فيديت” ولن تجدوه بعيون حمراء دامية كما في الصور المتوارثة فقد يأتي بعيون زرقاء!

“حزين على شيرين” .. لسان حال كل محب لنجمة نادرة التكرار بأحداثها الفنية والشخصية وقعت في بئر عميق مهلك يستحيل عليها الخروج منه بمفردها فلم تعد تمتلك حتى إرادة المحاولة ولكنها في هذه المحنة بدرجة الابتلاء تحتاج كل محب صادق بجانبها .. تحتاج كل المقربين الصادقين حولها حتى ولو كانت رفضت نصيحتهم أو أبعدتهم عن حياتها لكنها في هذه الأزمة العاصفة تحتاج كل أشكال الدعم من كل من يعرفون قدرها الحقيقي عن صاحبة القدر نفسه.

لم تعد الأمور معتمة كالسابق فبلسان الراحل “عبد المنعم مدبولي” في مسرحية “ريا وسكينة” .. “كل شيء انكشف وبان” وعليه يجب محاسبة المسئولين عن عملية الفضح المخططة التي تعرضت لها “شيرين” .. المحركون من خلف الستار الموجهون للرأي العام بما يخدم مصالحهم الشخصية فبالرغم من عدم وجود فرصة لتحرك قانوني صريح سواء من النقابة أو أي طرف آخر إلا أنه هناك محاسبة مجتمعية فـ “شيرين” ليست ملكاً لنفسها فكما يحاسب المجتمع نجمته يجب محاسبة من اغتالوا هذه النجمة نفسياً ومعنوياً .. ومادياً.
يجب أن يتم عمل تحاليل خاصة لباقي الأطراف وإثبات وجود السموم في دمائهم على عكس ما يروجوا ومن هنا ستُفتح ثغرة المحاسبة .. وهنا أيضاً أدواتها متاحة ومتنوعة.

أما “شيرين” فأصبح لزاماً الـ “حجر” عليها .. قد يرتعد كل من يرى ويسمع هذا الفعل لارتباطه دائماً بالسيطرة على الشخص وإخضاعه ووضع اليد على أمواله كما يتم تسويقه في الأعمال الفنية ولكن …

ما تحتاجه “شيرين” حقيقة هو الـ “حجر” بمعناه الحقيقي .. حجراً صحياً تُعالج فيه وتستشفى تماماً حتى تعود صالحة للتعامل الآدمي وممارسة الحياة بطبيعتها .. تعود لفنها وجمهورها .. تعود لنفسها وتتخلص من براثن الشيطان.

تحتاج “شيرين” حجراً إنسانياً بعزلها عن العالم المحيط تماماً طوال فترة علاجها تحصيناً لمحاولات تسلل الشياطين إليها مرة أخرى واختطافها لعالمهم لخدمة أطماعهم الشخصية فـ “شيرين” أصبحت تحتاج حماية من نوع خاص حتى لا تتمزق بين طرفي الصراع وتنتهي ونصبح على فاجعة تدمي القلوب.

تحتاج “شيرين” حجراً على تفاصيل وضعها الطبي ووضع حد للفضائح التي لن تنال منها بقدر ما ستنال من ابنتيها وستدمر مستقبلهما وهما في مقتبل العمر وتتواجدان في دراستهما مع زملائهما فكيف ستواجهان كل هذا الطوفان وسط سُعار البحث عن فضيحة لخدم الـ “تريند”؟!

للأسف لم تعد “شيرين” تحتاج شاعراً ولا ملحناً ولا موزعاً ولا إنتاجاً ولا تسويقاً .. لم تعد “شيرين” تحتاج لأدوات فنها بل أصبحت تحتاج لمن يخرجها من قلب هذا الإعصار الذي يعصف بها وبتاريخها وبمستقبلها وينقذها من نفسها أولاً بعد أن أصبح أرشيف أخبارها المخجل والمسيء لها يتفوق على أرشيف أخبارها الفنية وإبداعها ونجاحها!

“شيرين” تحتاج والد ابنتيها للحفاظ عليهما في هذا الوقت تحديداً

“شيرين” تحتاج إنقاذاً .. “شيرين” تحتاجنا جميعاً.