مناقشة الأزمة الاقتصادية في برنامج “ضروري نحكي”


من الأزمة الاقتصادية الراهنة وقدرتنا على الصمود في وجهها، انطلقت حلقة الأمس من برنامج “ضروري نحكي” مع الاعلامية داليا غادر عبر شاشة الـOTV، حيث تمّ إستضافة رئيس تحرير مجلة الإعمار والاقتصاد حسن مقلّد. وفي الحلقة أيضا مداخلة مع المدير التنفيذي لشركة multilaine فادي ضو؛ كما تمّ مناقشة آخر المستجدّات الحكومية مع مدير جريدة الأخبار وفيق قانصوه.

مقدّمة الحلقة:

المسيح قام، حقًا قام ونحن شهود على ذلك.. والأكيد أنّ لبنان سيقوم مهما استفحل الشرّ، ومهما جُلِدَ من قِبَل أسياد الظلام ونزف. لبنان سينتصر حتمًا بسبب رجاء أبنائه وثقتهم أنّ الموت لن يغلبهم طالما أن عيونهم شاخصة على النور والحقيقة.

وبعد، ضروري نحكي ونقول:

المتغيرات في المنطقة تتسارع: المصالحة السورية – الإماراتية من جهة، والمفاوضات الإيجابية الأميركية – الإيرانية من جهة أخرى، ومحاولة الروسيين مد جسور بأكثر من اتجاه على وقع الاتفاقيات الصينية الضخمة مع العراق قبل عام ومع إيران اليوم. الدول كلّها منهكة؛ بعضها دمرتها الحروب والبعض الآخر أتعبتها تكلفة الحروب. بعضها يحاول تكريس توسعه السياسي وصموده رغم الحرب الكونيّة عليه، والبعض يحاول حد الخسائر في النفوذ في نقطة ما. الإيرانيون والأتراك والخليج وإسرائيل خاضوا ما خاضوه في الأعوام الماضية، وهم جميعاً بحاجة واضحة إلى استراحة مرحلية، لالتقاط أنفاسهم على الأقل. في ظل كلام أميركي واضح وحاسم بوجوب إنهاء كل الصراعات العبثية، لانشغال واشنطن بما هو أهم بكثير من الشرق الأوسط؛ من أزمة الاقتصاد الداخلية إلى الصين فروسيا.

وعليه كان يفترض باللبنانيين أن يستنفروا لالتقاط الفرص الكثيرة المحيطة بنا لإعادة البناء. كان يفترض أن يستفيدوا من نجاحهم بالمحافظة على بلدهم في وقت دمرت فيه الحروب المذهبية البلدان المحيطة بنا. كان يفترض أن يستفيدوا من علاقاتهم ليكونوا مجدداً صلة الوصل. لكننا محكومون بإضاعة الفرص؛ محكومون بانتظار التعليمة. محكومون بفريق سياسي لا يفكر ولا لمرة بالمصلحة الوطنية أو مصلحة أهله وناسه، بل إنه لا يفكر حتى بمصلحته الشخصية. فمصلحة سعد الحريري الشخصية ومصلحة تياره السياسي الشعبي والمصلحة الوطنية تقتضي فعل ما يلزم من مشاورات داخلية مع رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة تستعد لملاقاة المتغيرات الإقليمية والاستفادة من إعادة البناء ووصل ما انقطع بين دول المنطقة، إلا أن الحريري يواصل المراوحة في السلبية في انتظار الإشارة الإقليمية التي تسمح له بتشكيل حكومة. وقد سبق أن قيل هنا كل ما يمكن أن يقال وأكثر؛ لكن لا شيء ينفع: لا المصلحة الوطنية، ولا المصلحة الخاصة، ولا الوضع المعيشي أو الوضع الأمني أو غيره.

صيغة 8 – 8 – 8 يمكن أن تكون نصف الحل، النصف الثاني يرتبط بمن يسمي ثمانية الحريري وثمانية الثنائي الشيعي وثمانية رئيس الجمهورية؟ هنا أساس المشكلة، وهنا يفترض أن ننتظر لنعرف ما إذا كانت كلمة السر الإيجابية قد وصلت أو لا للحريري، فيفرج عن حق شركائه في الحكم بتسمية الأخصائيين المناسبين كما سيسمي هو وزراءه.

هذا ما ينتظره لبنان كله؛ كلمة سر تتأخر في الوصول ولا يدفع ثمن تأخرها إلا الناس.

حسن مقلّد: روسيا قرّرت الدخول الى لبنان من خلال شركاتها

لفت رئيس تحرير مجلة الإعمار والاقتصاد حسن مقلّد الى انّ “الفرنسيين ضغطوا كثيرا على الرئيس المكلف سعد الحريري بموضوع العقوبات عليه ولكن ليس بشكل تهويلي عبر الاعلام كما حصل مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالرغم من انّ الفرنسيين كانوا منحازين الى الحريري من حيث المقاربة لملف تشكيل الحكومة”، كاشفا انّ “فكرة اللقاء منذ البداية كانت أن يتمّ جمع باسيل والحريري وطرف ثالث من حزب الله او حركة أمل في باسيل، لكن الفكرة تبدّلت لاحقا واليوم السعي هو الجمع بين باسيل والحريري”.

وأشار مقلّد الى أنّنا “اليوم امام انتخابات سورية واخرى ايرانية ونحن امام لحظة انتقالية في المنطقة ولبنان في أكثر لحظة ضعف في تاريخه ولكن الوضع لن يستمرّ على هذا الشكل، اذ قرّرت روسيا التعاطي مع لبنان بمقاربة جديدة ومختلفة عن تلك التي اتبعتها منذ 5 سنوات او 10 سنوات وتشمل هذه المقاربة جوانب عديدة منها الجانب الاقتصادي بشكل رئيسي”. وتابع: “نحن امام بدايات شراكة عميقة اقتصادية على نحو ثلاثي بين الدول النافذة في المنطقة من بينها الولايات المتحدة والصين وروسيا وايران”.

وعن التعاطي الصيني مع الملف اللبناني، قال مقلّد: “في الـ2018 احضرت رسالة رسمية من مجموعة شركات صينية تابعة للحزب الشيوعي الصيني وسلّمتها للمسؤولين تفيد بأن هذه الشركات مستعدة للإستثمار في لبنان بقيمة 12 مليار و500 مليون دولار، كما انّ ثاني اكبر شركة مرافئ في الصين أرسلت رسالة الى لبنان بعد 6 ساعات من انفجار مرفأ بيروت للعمل على اعادة الاعمار والتشغيل”، مؤكّدا انّ “لبنان لم يتمكّن من التعاطي بإيجابية مع الرسائل الصينية لا بلّ لم يعط استثناءا لوفد الشركات الصينية من دخول الاراضي اللبنانية عندما اقفل المطار بسبب فيروس كورونا”.

وأضاف: “السفيرة الاميركية سمحت للبنان بإستيراد النفط من العراق والجزائر والكويت لكنّها وضعت فيتو لمنع الصين وروسيا وايران من دخول لبنان وابلغت دول الخليج بهذا القرار”.

وكشف مقلّد انّ “روسيا من خلال عدد من الشركات الكبيرة قرّرت الدخول الى لبنان ماليا واقتصاديا واجتماعيا وعبر كافة القطاعات الاخرى ونحن لسنا مع مقاطعة الغرب لكن التنوع بات مطلوبا”.

وإعتبر مقلّد انّ “الوضع ما قبل الأزمة لم يكن طبيعيا بل الطبيعي هو أن نكون دولة منتجة وان نستهلك ما ننتج وما حصل هو بسبب خيارات اقتصادية خاطئة، ولا يوجد دولة تقرر ان تدمر صناعاتها منهجيا كما فعلت الدولة اللبنانية”.

وختم مقلّد حديثه بأنّ “هناك شخصية عربية مقيمة في بيروت لعبت دوراً اقتصادياً محورياً وسياسياً خفياً سينعكس عليها رحيل ترامب ولا سيّما بعد ما حصل في الأردن”.

فادي ضو: نصدّر 15 ألف قطعة الكترونية شهريا بجهود فردية

وكشف المدير التنفيذي لشركة multilaine فادي ضو في مداخلة له في خلال الحلقة، انّ الشركة تصدّر اكثر من 15 ألف قطعة شهريا تنتجها في لبنان الى الصين واليابان وأميركا والاتحاد الاوروبي وهدفها خلق بيئة اقتصادية تكنولوجية. مشيرا الى انّ “هذه البيئة قادرة على خلق الكثير من الوظائف في حال تم تشريع مناطق حرة للصناعات الالكترونية ولم نحتاج الى دعم الدولة في تأسيس الشركة وكل ما نقوم به نابع من المبادرات الفردية”.

قانصوه: الحريري لا يزال في مربّع التخبط وعدم القدرة على التشكيل

بدوره، رأى مدير تحرير جريدة الأخبار وفيق قانصوه الى انّ “رئيس الجمهورية ميشال عون قام بموقف استباقي فيما يخص التدقيق الجنائي لأنّ مصرف لبنان وسواه حاولوا التهرب من التدقيق سابقا والذي يتمسّك به الرئيس عون”، معتبرا انّ “عندما أقرّ قانون التدقيق الجنائي في مجلس النواب زرعوا في مساره الكثير من الألغام والعراقيل”.

ولفت الى انّ “التواصل غير مقطوع بين باسيل والقيادة الفرنسية وتحديدا مع الرئيس ماكرون ومع احترامي للواء عباس ابراهيم، باسيل ليس بحاجة الى وساطة لزيارة باريس؛ والسؤال الآن في حال صحّت المعلومات عن زيارة مرتقبة لباسيل الى باريس” هل يلبي الحريري الدعوة لزيارة باريس أيضا”؟

وقال: “المؤشرات حتى الآن هي غير ايجابية في موضوع تشكيل الحكومة والحريري لا يزال في مربّع التخبط وعدم القدرة على التشكيل”.

وتابع: “الفرنسيون منحازون بوضوح الى طرف الحريري من حيث شكل الحكومة ونوع الوزراء فيها لكن تمسّك الرئيس عون بمواقفه قد يدفع بإدارة ماكرون الى الضغط على الحريري للتنازل قليلا”.

وأضاف: “الرئيس الحريري يعوّل على تدفق الاموال من الخارج وعلى الاستمرار بنفس السياسة التي دمّرت لبنان والقائمة على الديون ومن “جرّب مجرّب عقله مخرّب”.

وأردف: “هناك كرة نار من الظلم ان نحمّلها للرئيس حسان دياب وليس هو من “خرب بيوت” اللبنانيين ومن تسبّب بهذا الوضع عليه ان يأتي لإنتشالنا منه”.

وختم قانصوه: :”الاعلام المأجور وهو للأسف أصبح لديه هامشا كبيرا يحاول ان يجعل “الابيض أسود والأسود أبيض”.