طارق سعد يكتب: ليه يا مي ليه؟!


مصر- طارق سعد

 

هناك من الأمور التي لا تحتمل مقدمات أو شرح ويلزمها الدخول في صلبها بشكل مباشر “رشق” وهو ما يتناسب تماماً مع الكارثة الفنية التي طلت بها “مي عز الدين” تحت مسمى “البرنسيسة بيسة”!

 

السؤال الصريح المباشر الذي يحمله لسان الجمهور بمختلف درجاته هو “ليه يا مي؟!” فالصدمة أعنف من أن تعطيك فرصة للهجوم أو العنف أو حتى الـ “تقطيع” ولكنك ستعود لنفس السؤال “ليه يا مي؟!”

 

“مي عز الدين” قررت ألا تقطع عادتها التي حرصت عليها منذ سنوات وتتواجد في رمضان للمنافسة الدرامية كبطلة ثبتت أقدامها وحققت نجاحات مرضية تؤهلها تماماً للفرز واختيار ما تخرج به على جمهورها إلا أنه ستظل هناك علامات استفهام مجسمة “3D” موضوعة أمامها لسنوات طويلة وسيحتفظ بها التاريخ الدرامي في اختيارها لمسلسل “البرينسيسة بيسة” بل وفرحتها واحتفاءها به  فالصورة التى ظهرت بها “مي” أمام جمهورها بهذا العمل أقل ما توصف به أنها “انتحار” لجأت فيه لـ “أي حاجة” باعتبارها شطحة ستجعل الجمهور يحيط بها فوضعت له جرعة كوميدية “مسممة” أرقدت الجمهور وجعلته يهرب هنا وهناك يستغيث ويبحث عن منقذ وهو يحمل نفس السؤال “ليه يا مي”؟!

 

سوء الاختيار هو أهم الأعمدة التي بنيت عليه كارثة “بيسة” فالموضوع قشرة بلا قلب وهو عكس ما تعودت عليه “مي” فلجأت لورق كتبه أكثر من كاتب لا يرتقي أن يطلق عليه مؤلف ولا ترتقي أن توصف بورشة ولكنه قص ولزق تورطت فيه “مي” دون سبب أو عذر فالحقيقة أنها ليست في حاجة للنزول لهذا المستوى فرصيدها يكفي حتى ولو مر عام دون تواجد وليست في حاجة أيضاً للمغامرة بما لا تملكه فالكوميديا لها “ناسها” ولها مقومات وإمكانيات يجب توافرها في من سيقدمها شكلاً وموضوعاً وعلى رأسها القبول فهناك من نجوم الكوميديا من يقع جمهوره ضحكاً من مجرد نظرة ودون الحاجة لأن يمسك الـ “سلك عريان” ويظل يتشنج بـ “كهربا زايدة” و”يغرف من ريأكشنات” بلا صاحب ليضحك المشاهد وهو ما وقعت في فخه “مي” بشخصيتين من عينة الـ “خبطتين في الراس تبطح” دون سبب مقنع إلا أنها أرادت أن تفعل كل شيء وتقدم كل شيء فضاعت في الـ “ولا شيء”!

 

أيضاً الـ “كاراكتر” التي راهنت عليه “مي” كمفاجأة حتى أنها قدمت دعايا المسلسل بـ “سكسكة” باعتبارها قنبلة الضحك التي ستلقيها “مي” ولكنها للأسف انفجرت بها وهى في يدها لتصدم الجمهور بـ “أطاطا” جديدة وتلبس “بيسة” عفريتة “عوكل” ثم تضرب في “الخلاط” شخصيات قدمتها من قبل “شيكامارا –  داليا مقالب في كلم ماما – كوريا في دلع بنات” ثم فتحت كتاب الكوميديا من أول صفحة بـ “شارلي شابلن” وبدأت الـ “عجن” لنكتشف أننا أمام هزل من النوع المبكي “تقطيع شرايين” حسرة وشفقة!

 

“ليه يا مي؟!” …. من المسؤول عن تدمير “مي عز الدين” بهذا الشكل القاسي عديم الرحمة؟

 

مؤكد أنها تقع عليها مسؤولية كبيرة في هذا الدمار والخراب الدرامي باختيار اللا “عمل” واجتهادها في رسم شخصيتين الخيال نفسه يستحي من ضمهما له ولكن … المسؤولية الأكبر يتحملها المخرج المفترض أنه قائد العمل ومهمته ضبط إيقاعه ولكنه ترك “مي” ترمح بلا “لجام” دون توجيه أو تعديل أو حتى “ظبط زوايا” لتترنح وتصطدم بحائط صلب فى حادث درامي مأساوي فبدلاً من أن يجعلها “تمثل” .. “مثل بها” وصنع منها “مسخ” بين منافسيها فبين الناجح والمتوسط وحتى الضعيف كانت “مي” الساقطة الوحيدة فى الفصل الدرامي وأضاع ميزانية العمل فلو جاء هذا المخرج خصيصاً لتدمير “مي” لما فعل بها هذه الجريمة التي تستلزم استدعاء المحكمة الدولية!

 

مؤكد “مي” بخبرة السنين تعرف تماماً حجم الكارثة التي وقعت على رأسها وتعلم أيضاً أنها ستسجل لها أبد الدهر مهما حاولت إطلاق تصريحات من عينة “نجاح بيسة يدفعها للمزيد” لأنه سيدفعها للهاوية مباشرة فعليها بالصمت ولملمة أوراقها وإعادة حساباتها من كل الوجوه في نفسها أولاً ثم في من تتعاون معهم لتنهض وتعود وتقدم ما يليق بها لتحافظ به على مستقبلها ووضعها الفني.

 

مؤكد أيضاً أن “مي” تتفهم جيداً أن تلك السطور ليس هدفها القتل أو التقطيع ولكنها جاءت تحمل مشاعر جماهير بحالة كلمات أغنية “إليسا” الشهيرة … “مصدومة بجد ومش بأنطق ولا عارفة أرد” ….

لتطلب إجابة على سؤال واحد واضح وصريح …. “ليه يا مي؟!” ويزيد عليها “ليه؟!”.

 

الرجاء عدم نسخ ما يزيد عن 20 بالمئة من الخبر، مع ضرورة ذكر إسم موقع بيروتكم beirutcom.net ، بالإضافة إلى إرفاقه برابط الخبر الأساسي لموقعنا، وذلك حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية وتحت طائلة الملاحقة القانونية.