منال سلمي الأمين العام لبرلمان المرأة العربية في رسالتها إلى “غوتيريش”: علمنا أطفالنا منذ الميلاد احترام الأديان وعلمناهم كذلك حفظ القرآن


بعثت الإعلامية الجزائرية منال سلمي، الأمين العام لبرلمان المرأة العربية، رسالة عاجلة إلى معالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بعد جريمة إحراق المصحف الشريف في الدنمارك بموافقة رسمية، رغم ما جرى من تداعيات واحتجاجات نتيجة حرق المصحف الشريف في السويد، وجاء فيها:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه هي تحية العرب والمسلمين، وهي تحية فيها “السلام” وفيها “الرحمة” وفيها “البركة” وهي قيم تعلمناها واقتدينا بها من القرآن العظيم الذي تحرق نسخ منه في عواصم أوروبية من ستوكهولم وكوبنهاجن وغيرها من الدول التي ما زالت تتردد في تجريم الإساءة إلى الأديان والكتب السماوية المقدسة، تحت ستار “حرية التعبير”.

إن حرية التعبير لا سقف لها، ولكنها تتوقف عندما تمس الأديان، وتغذي الكراهية، وتزرع الفتنة والتطرف الأعمى. الحرية يجب أن تكون حرية مسؤولة وليست حرية فالتة لا ضوابط لها.

إن ساسة العالم يخشون على أنفسهم من تهمة “العداء للسامية”، بينما لا يخافون من تهمة “العداء للإسلام”، وربما هذا يجعل قياداتنا السياسية في العالم العربي تمارس ضغوطها القانونية وعلاقاتها الدولية، في فرض قانون يعتبر العداء للإسلام موازٍ للعداء للسامية.

أخاطبكم باسم نساء العالم العربي، اللواتي علمن أطفالهن منذ صرخة الميلاد، احترام الديانات والعقائد، وقبول الآخر، والتعايش المشترك، لكنهن أيضاً علمن صغارهن أن يدافعوا عن العقيدة والدين والوطن دون تهاون ولا مذلة.

إننا نهيب بكم، دعم تجريم الاساءة إلى الأديان والمعتقدات، وحرق المصاحف في أوروبا، وأعتقد أن التاريخ يشهد أن الوطن العربي والإسلامي بأسره لم يشهد ذات يوم حرق توراة ولا إنجيل، وكان أعلى غضب يصل هو حرق علم دولة ما كرد فعل أو احتجاج أو تعبير عن مشاعر.

يقول الله تعالى في القرآن العظيم: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه، والمؤمنون كلُ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”.

سعادة الأمين العام للأمم المتحدة
ما زلنا نؤمن بدور المنظمة الأممية في نزع فتيل الحقد الأعمى وثاني أكسيد الكربون الذي تبثه جماعات يمينية متطرفة، تعبث بالسلم العالمي، وإذا لم يتم كبح جماحها ووقفها فوراً عند حدودها، فإن العالم بأسره سيكتوي بالعنف وهو ما لا نريد ولا نتمنى.