نجوم مصر يردون على تصريح سلوم حداد بشأن الفنانين المصريين


خرج الفنان أحمد ماهر عن صمته ليرد بقوة على تصريحات الفنان السوري سلوم حداد التي تضمنت تقليلاً من قدرات الفنانين المصريين في التحدث باللغة العربية الفصحى، مؤكداً أن ما صدر عن الأخير ‘مردود عليه تماماً’، وأن مصر كانت وستظل رائدة في تصدير الفن والثقافة للعالم العربي.

وأضاف أحمد ماهر في اتصال هاتفي مع الإعلامية نهال طايل ببرنامج ‘تفاصيل’، المذاع على قناة صدى البلد 2،قائلاً: ‘يبدو أن الأستاذ سلوم بحاجة لأن يثقف نفسه أولاً، فمصر هي التي صدّرت الفن للمنطقة العربية، والسينما المصرية كانت السفير الحقيقي للغة العربية من خلال أعمال خالدة مثل فيلم فجر الإسلام’.

وأضاف متعجباً من تجاهل اسمه في حديث سلوم حداد: ‘أنا كنت وما زلت ملء السمع والبصر في الساحة العربية، فكيف يُغفل ذكر اسمي وأثر أعمالي؟’.

وأشار ماهر إلى أن مصر قدّمت عبر تاريخها الطويل قامات فنية كبيرة تركت بصمة لا تُمحى في الدراما والسينما العربية، مثل زكي طليمات، يحيى شاهين، جلال الشرقاوي، محمود المليجي، وغيرهم.

كما ذكّر أحمد ماهر، بدور الفنان الكبير محمد الطوخي الذي قدّم للإذاعة العربية مسلسلات وبرامج لغوية ودينية مثل قصص القرآن الكريم، بالإضافة إلى نجوم مثل محمود ياسين، أشرف عبد الغفور، وسميحة أيوب والتي اطلقوا اسمها على بعض الفنانات السوريات، وسميرة عبد العزيز، فردوس عبد الحميد، منال سلامة، وتوفيق عبد الحميد.

وأكد أن إنكار هذا التاريخ أو التقليل منه ‘لا يقلل من قيمة مصر الفنية بقدر ما يُظهر حاجة البعض إلى مراجعة ثقافتهم’.

ولفت أحمد ماهر إلى أن أكاديمية الفنون في القاهرة كانت المؤسسة التعليمية الوحيدة في المنطقة العربية لعقود طويلة، حيث درس على أيدي أساتذتها عدد من الفنانين العرب، مشيراً إلى أن المخرج الكبير يحيى العلمي كان يوقف تصوير مسلسل (رأفت الهجان) للذهاب إلى سوريا وإلقاء محاضرات لطلاب الفن هناك، كما أن الرائد زكي طليمات قدّم إسهامات كبرى في تأسيس الحركة المسرحية العربية.

واختتم أحمد ماهر حديثه قائلاً: ‘الفن المصري له جذور ضاربة في التاريخ، ولن ينجح أي تقليل أو تجاهل في طمس دوره الريادي.. ما صدر من سلوم حداد مردود عليه، والأجدى به أن يعيد تثقيف نفسه قبل أن يُصدر أحكاماً على قامات الفن المصري’.

رد الكاتب عمرو محمود ياسين، على تصريحات الفنان السوري سلوم حداد، بشأن تقليل دور الفنانين المصريين في إتقان اللغة العربية الفصحى، مؤكدًا على إنه فوجئ بتلك التصريحات التي لا تليق أن تصدر عن قامة فنية كبيرة.

وأوضح عمرو محمود ياسين، خلال اتصال هاتفي، مع الإعلامية نهال طايل ببرنامج ‘تفاصيل’، المذاع على قناة صدى البلد 2، قائلاً: ‘في البداية أحب أن أنتهز الفرصة وأسجل كل الاحترام والتقدير للفن السوري والفنانين السوريين، فنحن نقدرهم ونعتز بمشوارهم، كما أوجه التحية لكل فنان عربي من المحيط إلى الخليج، فالعلاقة بين الفنانين العرب يجب أن تقوم على التقدير والاحترام لمجهود ومشوار كل بلد بفنانيها وكتابها ومبدعيها’.

وأضاف عمرو محمود ياسين، قائلاً: ‘لا أتصور في أي لحظة أن شخص يجعل من وطن مادة للسخرية أو الاستهزاء وكأن الأمر شيئًا عاديًا.. مصر مليئة بالأسماء الكبيرة التي أبدعت عبر التاريخ وقدمت أعمالاً عظيمة على خشبة المسرح، وفي السينما، وكذلك الدراما التلفزيونية، وهي أسماء لا تعد ولا تحصى’.

وأعرب عمرو محمود ياسين عن اندهاشه من تصريحات سلوم حداد قائلاً: ‘ذُهلت أن أستاذاً كبيراً مقاماً وسناً يستسهل أن يستهزئ بفن وطن كامل، ويقول إن هناك اثنين أو أكثر فقط يتقنون الفصحى، وحتى إن افترضنا صحة ذلك، على الرغم من عدم صحته، فهل يليق بفنان أن ينتقد زملاءه بهذه القسوة؟ وهل نحن نستحق هذا التوصيف؟’.

وأكد عمرو محمود ياسين، على أن مصر كانت وما زالت قبلة الشهرة والنجاح في العالم العربي، قائلاً: ‘ما حدث يثير التساؤلات حول أسباب إطلاق مثل هذه التصريحات وما الغرض منها، خصوصاً أن الناس قد تتعامل معها كموضوع للسخرية والضحك.. والغريب أنها صادرة عن فنان كبير بحجمه، ولو كانت من شخص غير معروف لما توقفنا عندها، لكن صدورها من قامة كبيرة تفرض علينا أن نسأل: لماذا قال ذلك؟’.

وانهى المؤلف عمرو محمود ياسين حديثه قائلاً: ‘مصر علمت الدنيا كلها معنى الفن، مع كامل احترامي وتقديري لجميع الدول العربية. وسوريا تقدم فناً عظيماً ودراما مميزة، لكن هذه التصريحات كانت سقطة مؤسفة وكان لابد من الرد عليها’.

وردّ نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، ببيت شعر للشاعر المتوكّل الليثي قائلاً:“يا أيُّها الرّجلُ المعلّمُ غيرَهُ، هلّا لنفسِكَ كانَ ذا التّعليم”.

كما كتب الفنان المصري محمد علي رزق على حسابه في فيسبوك، مؤكدًا أنّ هناك العديد من الفنانين المصريين الذين يتقنون الفصحى، داعيًا لمراجعة أعمال مثل مسلسل “رسالة الإمام”، وعروض مسرحية للفنان يحيى الفخراني، إضافة إلى أعمال دوبلاج يقدمها شباب يتقنون الفصحى باحتراف سواء على المسارح أو في الاستوديوهات.

بدوره، علّق المخرج حسني صالح على ما وصفه بـ”سخرية سلّوم حدّاد”، مشددًا على أنّ مصر تبقى منبع الفن واللغة، معتبرًا أنّ تصريح حدّاد ينمّ عن سوء تقدير، ومضيفًا أنّ طلاب المعاهد الفنية في مصر يملكون مستوى عالياً من إتقان الفصحى.

إزاء تصاعد الجدل، خرج سلّوم حدّاد عن صمته في تصريحات لموقع “القاهرة 24”، وقال: “هذا التصريح قديم، ولم يكن القصد منه الهجوم أو السخرية. كل ما قلته إنّ هناك من يسهّل الأمور، وأعتقد أنّ الجمهور المصري تجاوز هذه المسألة منذ زمن”. وأضاف: “أقدّم اعتذاري لكل من انزعج من كلامي. لم أقصد الإساءة أو التقليل من شأن المصريين، فهم الأساتذة والقدوة، ومن علّمونا ودرّسوا لنا في المسرح والتلفزيون. والدية عن الكرامة هي الاعتذار، وأنا أقدمه من قلبي”.

كما نوّه حدّاد إلى إعجابه بمسلسل “الحشّاشين” من بطولة كريم عبد العزيز، الذي عُرض في رمضان 2024، قائلاً إن المخرج بيتر ميمي نجح في توصيل العمل إلى الجمهور العربي على الرغم من تقديمه باللهجة العامية.

من جانبه، أكد أشرف زكي أنّ نقابة المهن التمثيلية قبلت اعتذار سلّوم حدّاد بعد توضيح موقفه، مشددًا على أنّ العلاقة بين الفنانين المصريين والسوريين أكبر من أي تصريح عابر، وأن الفن يوحّد ولا يفرّق.