أظهر مقطع فيديو متداول على موقع التواصل فيسبوك، اللحظات الأولى لوقوع انفجار خلال حفل الفنان محمد رمضان بالساحل الشمالي، وهو الحادث الذي أسفر عن وفاة عامل وإصابة 6 أشخاص.
يكشف الفيديو لحظة سقوط الألعاب النارية بشكل خاطئ على الجمهور بالقرب من المسرح، نتيجة خلل فني وقع فجر الجمعة، مما تسبب في حالة من الهلع ودفع رمضان إلى إيقاف الحفل على الفور.
شاهد الفيديو بالضغط من هنا
كان الفنان محمد رمضان قد وصف الحادث لاحقًا بأنه “محاولة اغتيال مكتملة الأركان”، مؤكدًا أن صوت الانفجار كان أشبه بصوت قنبلة ولا علاقة له بالألعاب النارية المعتادة.
من جهته، نفى منظم الحفل مسؤوليته، وأرجع الخطأ إلى الشركة المتخصصة التي تم التعاقد معها لتنفيذ عروض الألعاب النارية.
التفاصيل
خلال الحفل الذي شهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا، وقع انفجار مفاجئ في الجهة اليمنى من المسرح، قرب منطقة المؤثرات البصرية المستخدمة في عرض الألعاب النارية. ووفقًا لتقارير أمنية وشهود عيان، فإن الحادث نجم عن خلل في إحدى أسطوانات الغاز المخصصة لإطلاق المؤثرات، مما أدى إلى وفاة العامل حسام حسن (29 عامًا) وإصابة عدد من الفنيين بجروح متفاوتة.
الانفجار أثار حالة من الهلع بين الحاضرين، وظهرت في مقاطع الفيديو المنتشرة مشاهد لهروب الجمهور من المكان، بينما سمع محمد رمضان يطالب بوجود سيارة إسعاف وتدخل فوري لإنقاذ المصابين، رافضًا مغادرة المسرح قبل التأكد من خروج الجميع بأمان.
بعد دقائق من الحادث، نشر محمد رمضان منشورًا على صفحته الرسمية عبر فيسبوك، قال فيه إنه تعرض لمحاولة اغتيال على المسرح، مؤكدًا أن الانفجار لم يكن نتيجة fireworks بل تفجير مقصود، وأضاف: “الانفجار كان على بُعد متر مني، وسمعي اتأثر.. ليه الغل يوصل للدرجة دي؟!”.
هذا المنشور أثار موجة واسعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمه البعض باستغلال الموقف للفت الانتباه وخلق حالة من الدراما على حساب الواقعة الإنسانية التي راح ضحيتها شاب من طاقم العمل. واعتبر الكثير من المتابعين أن حديث رمضان عن محاولة اغتيال قبل صدور أي نتائج تحقيق رسمية هو تصرف غير مسؤول.
بعد ساعات قليلة، حذف محمد رمضان منشوره المثير للجدل، ونشر توضيحًا آخر أكد فيه أن ما حدث هو “انفجار ناتج عن خلل في أسطوانة غاز الألعاب النارية”، مؤكدًا أن مصر بلد الأمن والأمان، وأن ما جرى ليس محاولة اغتيال كما تسرع في وصفه سابقًا.
الفنان قدم تعازيه لأسرة العامل المتوفى، وتمنى الشفاء العاجل للمصابين، معربًا عن صدمته من الحادث، ومؤكدًا أن الحفل كان منظمًا ومرخصًا بالكامل، وأن ما وقع كان خارجًا عن إرادة الجميع.
من جانبه، أكد منظم الحفل ياسر الحريري في تصريحات صحفية أن الشركة المنفذة للألعاب النارية كانت تمتلك كل التصاريح اللازمة، وأن ما حدث كان خللًا مفاجئًا في إحدى الأسطوانات، وليس نتيجة إهمال متعمد.
وعقب الحادث، فتحت النيابة العامة تحقيقًا عاجلًا، وطالبت بتحريات الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات الانفجار، كما أمرت بالتحفظ على معدات الحفل واستجواب فريق التنظيم والشركة المنفذة للمؤثرات البصرية.
الانتقادات التي واجهها محمد رمضان لم تقتصر على منشوره الأول، بل طالت أيضًا أداءه في إدارة الأزمة. حيث رأى البعض أن النجم اعتاد التعامل مع الأزمات بشيء من التهويل، مما يفقد القضايا الحقيقية حقها، ويعكس نوعًا من الاستعراض. في المقابل، دافع آخرون عنه، مؤكدين أن انفعاله نابع من الصدمة، خاصة أن الانفجار وقع على مقربة شديدة منه.
ورغم التراجع السريع في تصريحاته، إلا أن الواقعة أثارت تساؤلات عديدة حول مدى الجاهزية الفنية والأمنية لمثل هذه الحفلات الكبرى، ومدى الرقابة على تجهيزات العروض الضخمة، خاصة التي تتضمن مؤثرات خطرة.