“موسم” اللبناني أكثر من مجرد رحلة صيد!


أب، وابنه، وصديقه، ثالوث معتاد في رحلات الصيد، وأجواء اعتيادية لا تنم عن أي دافع سيء من أي نوع، بل قد تبدو مثل رحلة تقوى فيها الرابطة بين الأب وابنه، ومن ناحية أخرى تمثل ما يبدو مثل مقدمة قصيرة لكيف يبدو عالم الرجولة كما يتخيلها والده، في فيلم موسم اللبناني القصير يحاول مخرجه حسين إبراهيم أن يستعيد ذكرياته وأحداث من حياته الشخصية من خلال أحداث الفيلم الذي يشهد عرضه الأول في العالم العربي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

بالإنجليزية يحمل الفيلم عنوان “Manity” وهو ما يعني امتلاك الصفات المرتبطة بالرجولة أو عدم امتلاكها، إذاً فالأمر هنا أكثر من كون “الموسم” ملائم لهواية الصيد، بل هي صورة تعكس حالة وأجواء مجتمع يعيد تعريف نفسه بعد الحرب الأهلية، ففي بداية التسعينيات، الزمن الذي يدور فيه أحداث الفيلم، يجد المجتمع اللبناني نفسه في حاجة إلى إعادة تعريف، ويجد أن الطريقة والأداة المثالية هي العنف أو السلاح، وهو ما ينعكس على أسلوب الأب في تربية طفله، إذ يحاول تيسير إدخال ابنه فراس ذو الأحد عشر عامًا إلى عالم استخدام الأسلحة على الرغم من أن المخرج حسين إبراهيم يقدم لنا بطله الطفل على أن كل ما يريده هو استعمال الألعاب.

بعد ذلك تتحول حالة اللجوء والهروب نحو السلاح إلى هيستريا من العنف تنكسر معها الروابط العائلية والصداقة كذلك، إذ يمثل الأب تيسير سلطة الدولة والنفوذ الذي حاول أن تفرضه من خلال ترسيخ قيم وصورة زائفة عن الرجولة ومفاهيمها.

حصل الفيلم على عرضه العالمي الأول في مهرجان كوت كورت في بانتين فرنسا، وشارك في مهرجان الدراما الدولي للفيلم القصير في قسم الأطفال بمدينة الدراما في اليونان حيث نال تنويه خاص، ومهرجان لوكاس السينمائي الدولي للشباب في فرانكفورت، ومهرجان إنترفيلم في برلين، ومهرجان إزمير الدولي القصير في تركيا.

ومؤخرًا استحوذت MAD Solutions على حقوق توزيع ومبيعات الفيلم في العالم العربي، موسم من كتابة وإخراج حسين إبراهيم، وبطولة جاد بريدي، وهادي جباوي، وشربل كامل، وإنتاج تانيا الخوري.