مسلسل تايواني من إنتاج نتفليكس يُشعل الرأي العام


أشعل مسلسل تايواني من إنتاج نتفليكس فتيل الجرأة في قلوب العشرات من النساء في تايوان اللواتي تعرّضن للتحرش الجنسي، إذ دفعتهن أحداث المسلسل للخروج من قوقعة الصمت والخوف إلى رفع الصوت بحملة “أنا أيضاً”.

وتحدثت قناة “بي بي سي” البريطانية في تقرير مفصل عن تأثير مسلسل نتفليكس “صنّاع الموجة Wave Makers”، على إلهام ناشطات في المجتمع التايواني لإنشاء منظمّة محلية غير ربحية، اسمها “أنا أيضاً”، للقضاء على ظاهرة التحرش الجنسي، وفضح المتحرّشين، وعدم الخوف من الصمت، كما دعم المُتحرَّش بهن، على مختلف الصعد، لاسيما نفسياً ومعنوياً.

ووفقاً للقناة، يُنسب الفضل لهذه الخطوة الجريئة إلى هذا المسلسل الدرامي السياسي الذي عُرض أواخر أبريل (نيسان) الماضي، ويسلط الضوء على موظفين سياسيين تايوانيين يعملون في الانتخابات، ويستغلون مناصبهم للتحرش بالموظفات.

وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية أنه خلال الأسبوعين الماضيين، كسرت أكثر من 90 سيدة وفتاة من مختلف أنحاء الجزيرة التايوانية، حاجز الخوف والصمت، وأعلنَّ على الملأ تعرّضهن لـ التحرش الجنسي سواء من قريب أو مدير أو مسؤول وسواهم.

ولفتت إلى أن العديد من الادعاءات تركزت بداية ضد سياسيين، لاسيما من “الحزب الديمقراطي التقدمي” الحاكم في تايوان، ما أسفر عن تقديم نسبة كبيرة من كبار المسؤولين فيه لاستقالاتهم.

لكن سرعان ما تفشّى الأمر وكشفت المُعتدى عليهن عن أسماء أطباء، أساتذة مدرسيين وجامعيين، حكّام رياضيين، وحتى ناشطين على يوتيوب بالاستغلال والتحرش سواء الجسدي أو اللفظي وحتى الإيحائي.

وبعد هذه الموجة الكبيرة من الفضائح المحلية، توجّهت الرئيسة التايوانية “تساي إنغ ون” باعتذارين خلال الأسبوع الماضي إلى الشعب، أحدهما نشرته عبر حسابها على فيسبوك عما بدر من المجرمين اللاأخلاقيين، ومنهم أحد قادة حزبها الحاكم، وتعهدت بالإصلاح، ووعدت ببذل الجهود من أجل اجتثاث الظاهرة من جذورها.

موقف الرئيسة لاقى ترحيباً كبيراً من قيادات نسوية ومواطنات تايوانيات، ولو كان خطوة متأخرة على مجتمع متنوّر يحظى بإشادة عالمية بسبب سياساته التقدمية والتزامه بالمساواة بين الجنسين.

ويُعتبر المشهد المبدع، الذي يقلب مجريات العمل حين تجد مساعدة شابة نفسها وحيدة مع رئيسها المباشر، وهو المتحدّث بإسم الحزب، فيتحرش بها ويهددها بأنها في حال كشفت الأمر ستخسر عملها وحياتها المهنية.

إلا أن الفتاة لا تنصاع ولا تخضع بل تُقرِّر فضحه، لتتوالى أحداث العمل، في مساعٍ لإسكاتها من قبل قياديي الحزب حيث تعمل، الذين يخيّروها بين الصمت ومستقبلها المهني.

وإذ أعرب القائمون على العمل عن فرحهم الكبير للنجاح الذي حققه المسلسل، لاسيما أنه تسبب بتحريك المجتمع ضد المتحرشين، أملوا في تصريح لـ”بي بي سي” أن يجد الناس لغة مشتركة للتعبير عن توقعاتهم حول كيفية التعامل مع مثل هذه القضايا.

وذكرت “بي بي سي” في تقريرها عدداً من أسماء أكثر الرجال التايوانيين المتهمين شهرة، كزعيم “احتجاج تيانانمين” وانغ دان، الذي اتهم بالتحرش بشابين أصغر منه سناً.

كما اتهمت إحدى مؤلفات المسلسل شين لي يينغ الشاعر التايواني المنفي أيضاً باي لينغ باستدراجها إلى منزله ومحاول الاعتداء عليها.

الدبلوماسي البولندي بارتوش ريو، الذي أكدت الباحثة التايوانية لاي يو فين أنه اعتدى عليها جنسياً العام الماضي، لكن المدّعين حققوا في الحادث وقرروا عدم توجيه الاتهام إليه