تحدث الفنان القدير حسن يوسف لجريدة الوفد المصرية بحوار مطول كاشفاً فيه اسباب عدم حضوره لمهرجانات سينمائية واحدثاً شخصية حصلت معه، وعتابه الشديد للفنان حسين فهمي وبدأ المقال بسؤال:
هل يعقل أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذي أقيم لأول مرة عام 1976 لم يفكر المسئولون عن هذا المهرجان في تكريم فنان بحجم حسن يوسف والأدهى في هذا العام، لم يتم حتى دعوته للحضور، هل يعقل هذا من فنان بحجم حسين فهمي رئيس المهرجان أن يتجاهل حضور فنان بهذا القدر في الوقت الذي حضر فيه للمهرجان فنانون ليس لهم تاريخ.
الفنان الكبير حسن يوسف لماذا أنت بعيد عن المشهد الفني رغم تاريخك؟
بعض صناع الدراما ربما لا يعرفون تاريخنا أنا وجيلي الذي ملأ السماء العربية فنًا وابداعًا على مدار 60عاما، وأكثر من 200 فيلم وعشرات المسلسلات كلها اعتمدت على الكيف وليس الكم وقدمت خلالها نخبة من أهم افلام السينما وجسدت تاريخ اهم علماء الدين المعاصرين مثل مولانا الشعراوي والشيخ المراغي والإمام عبدالحليم محمود ودراما اجتماعية تركت بصمة في وجدان الجمهور.. ومع ذلك أنا وغيري من جيل أبدع خارج الحسابات وأصبح ينظر إلينا خارج الخريطة الفنية ويتصورون أننا غير قادرين على العطاء مع أننا نتنفس فنًا وابداعًا وقدرة على العطاء الفني الأصيل.
وهل من المنطق أن تظل بعيدا عن الفن منذ سنوات؟
بصراحة عرضت عليّ بعض شركات الإنتاج أكثر من 3 سيناريوهات ورفضتها جميعا لأنها لا تمثل إضافة لمشواري وتاريخي الفني ولا احتاج لأتقوت منها لانها مستورة والحمدلله.. لأنني اعشق التمثيل والأعمال التي تقدم إضافة وأدوار من العيار الثقيل لاني مش ممثل قميص وبنطلون اقول كلمتين وخلاص؛ لأنني قدمت شخصيات مهمة وأثرت في المجتمع وقتها وللآن مثل الأئمة الشعراوي والمراغي وعبد الحليم محمود ودراما اجتماعية مهمة استمتعت بتقديمها وإنتاجها كان مغامرة لأن جهات الإنتاج ابتعدت عن هذه النوعية للاسف ولم تعد تهتم بها رغم قيمتها.
من تدين في أمر غيابك عن الشاشة؟
حفظت نصيحة مهمة للمبدع الراحل عماد حمدي منذ أن التقينا في فيلم الخطايا حيث قال لي أنت ممثل جيد ولك مستقبل كبير لكن عليك أن تعمل حساب اليوم الذي تنسحب من عليك فيه الأضواء والشهرة ومنذ هذه النصيحة وبعد مرور كل هذا الزمن مازلت أتعامل بنصيحة العظيم الراحل عماد حمدي وأنا متصالح مع نفسي وعملت حساب هذا اليوم ولا أعمل الا ما يرضيني من أدوار ويضيف لتاريخ مضيت في صنعه نحو 60 عاما 200 فيلم سينمائي وأكثر من 25 مسلسلًا. لكن بالتأكيد غيابنا له أسباب بدأ من صناع الفن وخاصة الدراما ومرورا بالمخرجين وكتاب السيناريو.. وضعف مستوى ما يقدم.
ما حقيقة الأزمة الأخيرة لك مع حسين فهمي؟
حسين فهمي زميل وصديق وجار في السكن بنفس المنطقة وأنا لم أتابع ما قاله حقيقة وابني عمر هو الذي كان يتابع عندما سأل حسين فهمي لماذا لم يتم دعوة حسن يوسف لمهرجان القاهرة السينمائي الأخيرة وتكريمه ورد فهمي ولماذا ندعو فنانًا حرّم الفن؟ ويبدو أن حسين فهمي يريد أن يعاقبنى أن قلت يوما ما رأيي فيما يقدم من فن، لكن الحقيقة أننى لم أحرم الفن يوما ما وكيف أحرم الفن وانا قدمت روائع أعمال الدراما في مسلسلات الأئمة التي قدمتها وشاركت في إنتاجها ووصلت للجمهور القيمة المنسية لهؤلاء الأئمة العظماء الشعراوي والمراغى وعبد الحليم محمود وغيرها من الدراما الاجتماعية.. وتولى عمر ابنى الرد على حسين فهمي، ويبدو أنه قال ما قاله عنى في سخونة المهرجان أو في وقت ضغط عصبى.. وانتهى الامر تماما حتى الآن.
ولو تم دعوتك للمهرجان ما هو موقفك؟
أكيد كنت سأرفض تماما لأنني لا اشارك الا في المهرجانات التي تقدم فكرًا وثقافة جديدة وجيدة مثل اخر مهرجان حضرته عام 2010 وهو مهرجان دمشق السينمائي الدولي استمتعت بما شاهدته صراحة.. بينما المهرجانات
المصرية يكون فيها الاهتمام بالمظهر والشكل عن الاهتمام بالمضمون.. واضاف: دعاني الدكتور أشرف زكي نقيب الفنانين. ويحيى الفخراني لحضور مهرجان الدراما واعتذرت لنفس السبب رغم قيمة مضمونه.
الشيخ الشعراوي رحمه الله نال سهم الهجوم من الإعلامي الراحل مفيد فوزي وتم الهجوم عليه، كيف ترى الأزمة؟
كنت قابلت الراحل مفيد فوزي في دبي في إحدى المناسبات وسألته عن سر الهجوم على الامام الشعراوي.. فقال فوزي إنه كان يري غيابًا غير مبرر للامام في ظل ظاهرة الإرهاب ولم أتهمه أنه وراء حجاب عدد من النجمات وان فوزي أكد أن الكلام تم تحريفه وتهويله، ولم اقصد الإساءة للشيخ الشعراوي وانا بدوري رددت على فوزي أن الإمام كان لا يحب الدخول في أمور بعينها لكن كان يدعو للحوار البناء والعقلانية.
هل لأن فوزي يرى أن الشعراوي كان وراء اعتزال كثير من النجمات ومنهن زوجتك؟
الحقيقة أن الشيخ الشعراوي رحمه الله لم يكن وراء اعتزال زوجتي بل هو قرار اتخذته بنفسها بعد أن أدت زيارة بيت الله الحرام في عمرة وعادت واتخذت القرار ولم تتراجع فيه حتى الآن نهائيا ولم تفكر حتى مجرد التفكير ورفضت استمرارها في الفن وهي في قمة نجوميتها وشهرتها رغم اغراءات العودة والأضواء والمال، والحقيقة أن شمس البارودي لم تر الامام مطلقا الا في مراحل مرضه الاخير وهو في المستشفى لدرجة أنها أرادت تقبيل يده ورفض الامام وهو أيضا لم يكن له دخل في ابتعاد نجمات الوسط الفني اللاتي ابتعدن وقتها بل كانت لقاءاتهن المباشرة مع شمس وتأثرن بقرار ابتعادها سواء شادية أو سهير البابلي رحمهما الله، لأن قرار الاعتزال لاي فنانة هو قرار إرادي يخصها وبمحض ارادتها؛ لأنهن ربما تأثرن فقط بتجربة شمس البارودي.
كثيرا ما تتردد عودة شمس في عمل درامي.. ما الأمر؟
مجرد كلام يحدث كل فترة ونحن ردنا جاهز بالنفي طبعا وانا لم ولن يكون عندي تأثير عليها في قرارها بالابتعاد لأننى احترمت هذا القرار منذ أكثر من 40عاما ولم أتدخل واحترمته بالتأكيد وهو أن تترك نجمة بحجم وتاريخ شمس كل هذا المجد من أجل ربها وزوجها فهذا تضحية كبيرة تستحق عليها الدعم والشكر لأنها همزة الوصل بينى وبين الحياة والستر بعد ربنا.
كيف ترى شمس ابتعادك عن الساحة الفنية؟
مثل غيرها من نجوم جيلنا وهو عدم التقدير لمشوار غني امتد لأكثر من 60عاما من الفن والعطاء كان حصيلته 200 فيلم و33 مسلسلًا ربما كان أمتعتها وأعظمها فائدة هي مسلسلات الأئمة وعلى رأسهم الشعراوي.. ومنذ 3 سنوات وانا انتظر عملًا يضيف لرصيد حسن يوسف لم اسع ولم اطرق باب مسئول من أجل العمل لأن تاريخي أكبر من ذلك.
هل هناك عمل تريد تقديمه لو أتيحت الفرصة؟
بالتأكيد كنت اتمنى تقديم شخصية الإمام المجدد محمد عبده لأن تناوله في بعض الأعمال الفنية كان سطحيا ولم يوفه حقه وهذا العالم صاحب رؤية ووسطية دينية تستحق الرؤية.