طارق سعد يكتب: البام بام في السالمونيلا


منذ نشأة فكرة الغناء واتخذت الأغنية أشكالاً عديدة ومختلفة ومتنوعة فبدأت بما يصنف الآن “فولكلور” وهى حكايات غنائية موظف فيها أحداث ومواقف وكانت تغنى بين الأصحاب وفى المناسبات خاصة الأفراح ومنها للمواساة أيضاً وتطورت فيما بعد لتصبح أغانٍ للأفراح بشكل صريح تحمل شكلاً موسيقياً وكلمات مناسبة لهذه الأجواء وبين هذه وتلك صُنعت الأغنيات الدرامية والرومانسية والوطنية.

 

فى العصر الحديث ظهرت أغنية الـ “إيفيه” واتخذت أشكالاً عديدة .. منها له موضوع ورسالة موجهة من خلال هذا الشكل وقد تكون موظفة درامياً فى عمل فنى وأشهرها “كامننا” والأخرى للـ “هيصة” والتسلية والـ “الفرقعة” وقد تكون لمجرد الـ “أي كلام” وعلى رأسها “إنت أي كلام”!

 

ولأن صاحب “إنت أى كلام” نجح و “فرقع” بـ “الأي كلام” فقرر أن يسير فى نفس طريقه ويصنع “أي كلام” أكبر من الـ “أي كلام” الذى تسبب فى شهرته  وقرر مؤدى الروائع قيادة الـ “تريند” برائعة جديدة أطلق عليها “سالمونيلا” .. وفى الحقيقة هو أطلقها على الجمهور!

 

بعيداً عن الهجوم على هذا الشكل الأقرب للمونولوج الغنائي وما احتواه من تحريض “فاجر” ضد البنت المحترمة و “بتقول لأ” والكلام فى أن كلماته تحرش صريح وأوصاف مبتذلة وكوكتيل تهديدات “عشان تبقي تقولي لأ” ربما يكون هذا هو العادي والمطروح والطبيعي والمنطقي .. ولكن الغير عادى وصادم فعلاً هو جهل السامع والمسموع فالـ “سالمونيلا” عندما تصيب الإنسان تسبب له إسهالاً مزمناً يصفى جسده ويضعف ويصبح غير قادر على الحركة فلن تصبح المتحرش بها فى كلماته “فِشِلٌة” ولن تقوى على الجري وراءه كما قال ليتحول الـ “تريند” المزعوم إلى فخ كبير يكشف حجم السطحية والفقر التعليمي “المُسهل” والمصاب به مجتمع كبير تخطى حدود بلد المنشأ وانتشر بشكل أوسع فى المنطقة كاملة!

 

 المفارقة الغريبة والعجيبة أنه وللمرة الأولى تشعر بالتعاطف مع “محمد رمضان” رغم كل المناوشات المستمرة بينه وبين المتابعين والمهنيين بسبب تصرفاته الغير منضبطة فى أوقات كثيرة إلا أن هذه المرة تحديداً مختلفة فـ “رمضان” قدم واحدة من أجمل وأقوى “الحالات الغنائية” التى احترفها مؤخراً فهى حالة جديدة لا يمجد فيها نفسه ولا تعلو فيها “ذاته الأنوية” وصاغ موقفاً كوميدياً فى شكل غنائي وموسيقي صانعاً حالة من البهجة والـ “هيبرة” قادرة على قلب موازيين أية مناسبة تنطلق فيها .. والحقيقة أن الشكل الموسيقي لـ “رايحين نسهر – بام بام” هو الأقوى والأفضل له بعد “مافيا” بتوقيع فريق المهرجانات الشهير “المدفعجية” وهو ذكاء “رمضان” الذى لا خلاف عليه واستحقت “بام بام” بجملتها اللحنية أن تكون رقم1 ولكن “سالومنيلا تميم” سرقت “التريند” مع سبق الإصرار والترصد!

 

 

السرقة هنا ليست بنجاح المنافسة خاصة أن طرحهما كحالتين غنائيتين جاء فى نفس التوقيت ولكن النجاح المزعوم لـ “سالمونيلا” بالجملة الرئيسية “عشان تبقى تقولي لأ” جاء بسطو صريح على الجملة اللحنية لـ “رمضان” التى قدمها فى “نمبر1” والتى سبق وكانت نفس الجملة اللحنية هى جزء من إعلان شركة اتصالات الشهير “أقوى كارت فى مصر” وحقق بها “رمضان” نجاحاً ساحقاً فى تقديم نفسه في شكل غنائي منذ ما يقرب من سنتين ليُسرق الـ “تريند” جهراً من “رمضان” بعمل سابق له على حساب حالة جديدة يقدمها “رمضان نفسه” فى نظرية تؤكد على جهل السامع والمسموع ويرسخ “تميم” بمنتهى الأريحية للـ “أي كلام”!

 

 

يبدو أن فيروس الـ “تريند” أصاب الجمهور بـ “سالمونيلا” وجعله يُسهل فى تركيب الـ “كوميكس” والفيديوهات ويصنع بهم “تريند” كان قد صنعه هو نفسه من قبل بنفس الجملة اللحنية في شكل غنائي آخر لشخص آخر فى وقت آخر لتنكشف الخيبة الثقيلة بانعدام الذوق الفني وتعبئة “الهوا في أزايز” …..

 

ويبقى “الفيل فى المنديل” والـ “بام بام فى السالمونيلا”!