نعى عدد كبير من الوسط الإعلامي والفني اللبناني الإعلامية يمنى شري، عبر حساباتهم في مواقع التواصل معربين عن حزنهم الشديد لفقدانها بكلمات تُفطر القلب إحدى أبرز الوجوه التي لمع نجمها في تسعينيات القرن الماضي عبر شاشة “تلفزيون المستقبل”.
نعت رئيسة تحرير موقع بيروتكم الاعلامية فاطمة داود زميلتها الاعلامية يمنى شري التي رحلت عالمنا فجر اليوم الخميس في كندا بعد صراع مع مرض السرطان، وكتبت داود عبر حسابها في اكس:” الاعلامية والزميلة والصديقة #يمنى_شري في ذمة الله. انا لله وانا اليه راجعون والله يصبرنا على فراقك يا اطيب قلب وأحلى ضحكة. للأسف لم يمهلنا القدر للقاء جديد والعزاء انك عند رب حنون ورؤوف. الله يرحمك ويصبر قلب أهلك”.
كتب وزير الاعلام المحامي بول مرقص على منصة “إكس”: “تبلّغت بأسى كبير وفاة الاعلامية يمنى شري بعدما تركت بصمة محبة لا تنسى في المشهد الاعلامي اللبناني، رحمها الله ومدّ عائلتها بالصبر والعزاء”.
ودّعتها الإعلامية ريما كركي بكلمات مليئة بالألم والحب، قائلة: “شو هالإنسانة يلي وين ما بتكون المرح الذكا الحب وحب الحياة بيكون… جوهرة قلوب كل أصحابك”.
نعى الإعلامي ريكاردو كرم الراحلة قائلاً: “صباح حزين بدأ بخبر وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري. بدأنا المشوار معاً في نفس المرحلة في أوائل التسعينيات، يوم كانت تملأ الشاشة بابتسامتها الكبيرة، طاقتها المتجددة، ديناميتها وأنوثتها”.
وأضاف كرم أن علاقتهما وإن لم تكن وجهاً لوجه، إلا أن التواصل بقي قائماً، خصوصاً من كندا حيث كانت تقيم في السنوات الأخيرة، مشيداً بإنسانيتها ومهنيتها، ومعتبراً أن “رحيلها يترك فراغاً كبيراً في قلوب محبيها، لكن صورتها ستبقى في الذاكرة”.
الخبر المفجع ترك أثره أيضاً في قلوب زملائها وأصدقائها من أهل الفن والإعلام، حيث عبّرت الممثلة سيرين سلامة عن صدمتها بالقول: “ما عم صدق يا يمنى… يا حبيبة قلبي… الله يرحمك”.
وكتبت رابعة الزيات:صباح حزين جداً ،الإعلامية الزميلة الخلوقة المحبّة اللي ما فارقت الضحكة وجهها وما فارقت الحيوية مسيرتها …مرضت وصارعت الموت بصمت لكن رحلت ! خسارة كبيرة للجسم الإعلامي ولأهلها ولكل محبّيها ،وداعاً #يمنى_شري الرحمة لروحك
بولا يعقوبيان كتبت:”مؤلمٌ جداً خبر رحيل الصديقة #يمنى_شري… إعلاميّة أضفت على الشاشة رونقا وابتسامة دائمة حملت حبّ #لبنان معها أينما حلّت. حتّى في غربتها وفي ذروة ألمها بقيت صوتا لوطنها برحيلها يخسر الإعلام وجهاً استثنائياً وقلبا صافياً محباً
نيشان كتب :”خبر مفجع. رَحَلَت يمنى شرّي. الصديقة والرفيقة والإعلامية التي أشرقت في المستقبل والقلوب. رَحَلَت “القمر عالباب”. قلبي حزين. جدًّا. ارحمها يا الله. الصّبر لأسرتها.”.
الإعلامية منى أبو حمزة بكلمة واحدة: “وداعاً”، في تعبير مؤثر ومختصر عن حجم الفقد.
كريستين حبيب كتبت:”هيك بتذكّرها… كلها حيوية وفرح، متل زهرة دوّار الشمس الله يرحمك #يمنى_شري ضوّي مطرح ما كنتي
غابي لطيف كتبت:”ًً#وداعا_يمنى_شري بكرت كتير ضيعان هالضحكة وهالحيوية التي لا توصف. كنت شعلة من الفرح وحب الحياة وشكلت نمط جديد على الشاشة يعتمد المحبة والعطاء اللا محدودين رحيلك في كندا مؤلم بعيداً عن أرض الوطن. الرحمة لروحك الطاهرة والعزاء للبنان الإعلام ولمحبيك
وكتب عماد هواري: وداعاً يمنى شري ببالغ الحزن اخبركم ان #لبنان والوطن #العربي فقد #اعلامية كانت نجمة من اطلالتها الاولى عبر شاشة تلفزيون #المستقبل والقمر يلي كان عل باب وطل اسعد الجمهور غادرنا الزميلة #يمنىشري #الله يرحمك وويصبر قلب اهلك ومحبيك ، #إناّللهوإناّاليه_راجعون
وكتبت مريم البسام:” في غرفةٍ تُجاوِرُ مكتب تحرير #صوت_الشعب كانت رنّةُ ضحكتِها تكسرُ جدّيّةَ الخبر، صبيّةٌ لم تتجاوزِ العشرين تُعِدُّ النشرة باللغة الفرنسيّة مع سيد اللغة كريستيان غازي، كنتُ، عندما أراها من زاويتي، أشعرُ وكأنَّ شمساً قد أشرقت من الطابق الثاني تحت الأرض، أقرصُ شعرَها لأتيقّن أنّها حقيقة ، وليست لعبةً حُلوة، ليست كائناً من مخلوقات فضائية نزل زيارةً إلى الأرض، بل هي #يمنى البنتُ التي جاورَها القمر فلازمَ بسمتَها، وتعاقد لاحقًا مع كلّ برامجِها التلفزيونيّة. كانت تجمعُنا الأيّام في آخرِ خيوط الحرب، وكنتُ أشاهدُ من حيويّتِها سلاماً وسكينةً وكلَّ مراسمِ الحياة الحُلوة، وكان كريستيان ، الممنوعُ من الصرفِ عربيّاً، يجهدُ في تحويلِ ضحكتِها إلى نشرة سياسية تتضمّنُ كلَّ أركان الخبر. قفزت يمنى بكامل نشاطِها، وحملت فرنسيّتَها إلى #مستقبل جديد يخرجُ من باطن الأرض ليُلامِسَ هلالًا سوف يقترنُ باسمِها. اتّخذت لها ركناً واسعاً في #الليل_المفتوح فكانت هناك أمراةً يغارُ منها النهار، لؤلؤةً .. تعدو اليها البحار .. وصحافيّةً مجتهدة تُقارِعُ كبارَ النجوم في برنامج شكّل ثورةَ البرامج الفنّية على شاشة #المستقبل في كلّ طلاتِها وضعت #القمر #عالباب صادقَتْه وتلاعَبَتْ في خسوفِه ليكون أقربَ إلى المشاهدين، ولم تَنْسَ قرصاً اتّخذتْه على شكل #زهرة_دوّار_الشمس التي أصبحت علامةً إعلاميّةً حصريّةً لها ، مخصّلةً كأشقر ِشعرها الناعم. وبعد إقفال أبواب المستقبل هاجرت يمنى بيأس ٍ إلى #كندا لكنّها حولت الغربة الى وطن و نقلت لبنانَنا إلى هناك، نضالُ سنواتٍ طويلةٍ في مدنٍ كنديّة ترفعُ فيها يمنى اسمَ بلادِها في غربتِها وتؤسِّسُ لنشاطاتٍ بمفردِها، تُصارِعُ لتثبيتِ الكاميرا وحدَها، حاملةً معها أخبارَ الدُّنيا في طلّتِها كلَّ صباح سبت على شاشة #الجديد سفيرةً كانت هناك، لا بل عميدةَ السفراءِ، لا تتركُ لبنانيّاً أو عربيّاً وصل حديثاً إلى كندا إلّا وتكونُ خارطةَ طريقِه، تَقودُ الحملات الإنسانيّة، تظهرُ على الشاشةِ والدموعُ تخنقُ صوتَها لأنّ بلادَها قد عصفت بها حرب، ولم يَثبُتْ بالرؤيةِ الصحافيّة أن يمنى أقامت نزاعاً واحداً أو بثّت ضغينةً إعلاميّةً ضدَّ أحد، لا بل رفضت الصحافة َالمأجورة ومعروضاتها السخية . شفّافة كالمرآة، صافية كالينابيع، صاخبة كمهرجان، بصِفرِ مشاكل كمعاهدةِ سلام، وحُلوةٌ كالأحلام. #يمنى_شري، صارعتِ الموتَ دون الإبلاغِ عنه، لم تشأ أن تُحدِث جَلَبةً حولَها، ورحلت غامرةً القمر. وداعًا يا عصفورة الشمسِ وزهرة حريّتِها، وسنُردّد معكِ ما كنّا نردّدُه يوماً في ممرِّ الإذاعة الأولى من مكتب التحرير إلى استديو رقم واحد: ضَوُّوا قنديل المحبّة على بيوت الناس قبل ما ينهَدَّ الورد ويَوسَعْ اليباس واللي عالبواب… يطلعوا من النّوم يكسِّروا البواب… ويتهبَّط النّوم وطَلَع الضو… عالسهل الكبير وطارت السما… عَجناح العصافير … تركوني… خلّوني طير … #يمنى_شري لكأن انسي الحاج يعدُّ لاستقبالك في السماء طبعةً جديدة من : الرسولةُ بشعرها الطويل حتى الينابيع.. #اليمنى وداعاً يا أطيب الناس.. تحرسكِ شموسُ النهار، تحرسكِ الأقمار.
الراحلة يمنى شري مواليد 1970 بعد مسيرة مهنية حافلة في عالم الإعلام المرئي والمسموع تركت خلالها بصمة خاصة بأسلوبها الرصين وحضورها المميز.
عرفت شري بعملها في عدد من القنوات اللبنانية والعربية، حيث قدّمت برامج حوارية وثقافية وسياسية تركت أثرًا عند الجمهور، وتميّزت بقدرتها على إدارة النقاش بهدوء ورصانة، وبنبرتها الهادئة التي منحتها مكانة خاصة بين الإعلاميات اللبنانيات.
تنقّلت خلال مسيرتها بين مؤسسات إعلامية عدّة من بينها تلفزيون المستقبل و المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI وتلفزيون الآن ومؤخراً على شاشة الجديد كما عُرفت من خلال تقديم البرامج الحوارية، إلى جانب مساهماتها في إعداد وإخراج بعض الأعمال الإعلامية.وتُعدّ يمنى شري من الوجوه النسائية البارزة التي أثبتت حضورها في المشهد الإعلامي اللبناني والعربي، جامعَةً بين المهنية العالية والالتزام الأخلاقي، ما جعلها تحظى باحترام زملائها ومحبة متابعيها.
برحيلها، يخسر الإعلام اللبناني وجهًا هادئًا وراقيًا شكّل جزءًا من ذاكرة الشاشة، تاركةً إرثًا مهنيًا يذكّر بمسيرة إعلامية راقية.
يمنى شرّي تركت بصمتها في الإذاعة والتلفزيون والإعلام المكتوب، كما خاضت تجربة التمثيل في المسلسلات اللبنانية، لتتوالى مشاركاتها في أعمال درامية من بينها حياة سكول (٢٠١٥) بدور “كندة”، الباشا (٢٠١٩) بدور «أسيل»، وهند خانم (٢٠٢٠) بدور “شيرين”.



