رأي| نادين نجيم..أميرة قلوب العرب


تنتصر نادين نجيم هذا العام درامياً. الممثلة التي ضمنت عقود المسلسلات على نجومية اسمها لا تخشى العروض. هذه المرّة قفزت الى ما بعد العرض والطلب حيث دقة الاختيار وضخامة الانتاج. بعد “لو”، “تشيللو”، “سمرا”، “نص يوم”، “الهيبة1″، “طريق” كان لا بد من دقيقة تأمّل بالجديد. فكان “خمسة ونص. المسلسل الذي سبح في فضاء النجومية العربية أمسك يدها بشدّة كجاذب لا مناص أمام قوّته. فالحلقة الأولى كانت كافية لجذب الانتباه الى تركيبة متماسكة جللّتها عناصر العمل ذو الانتاجية العالية. ثلاثية ساحرة معجونة بالكاريزما والجمال الى جانب قوة المشاهد المطلوبة للسيطرة حسيّاً على المشاهد. بين نادين نجيم وقصي الخولي وقف معتصم النهار بمواجهة ممثلي الأداء التاريخي كرفيق علي احمد ورولا حمادة وادارة تامّة لمخرج التفاصيل الفاخرة فيليب اسمر.

أكمل هذا المشهد المضيء بعناصر التشويق المتلاحقة، فأصبح لكل حلقة حبكة واقعية او خيالية حسب مقتضيات القصة، لم تأت في فراغات بل طرحت أمام العين ما يعلمه العقل ويخشاه. فساد الادوية، التركيبات الانتخابية، تمرير الصفقات المالية، التسلط والكذب. الجميع يسمع بما يجري تحت الطاولات لكن أحداً لا يكشف تفاصيله. جاء “خمسة ونص” مشبعاً  بمساحات ثريّة احتضنت قصة الحب والخيانة التي جمعت “غمار الغانم” (قصي الخولي) و”الدكتورة بيان” (نادين نجيم).

بين كل ذلك، وقفت نادين نجيم بصلابة مقدّمة أحد اقوى ادوارها التمثيلية بأداء أقل ما يقال فيه انه ابداع الممثلة المحترفة. الطبيبة المستقلّة والقوية واجهت المواقف الصعبة والمؤامرات لكنها هزمت بعد التفاف الجميع ضدها. المرأة المحاربة للحبّ استسلمت بعد مطاردات عنيفة لرجل دكتاتوري محنك يعرف كيف تؤكل القلوب، رجل اغدق عليها الورود وحاصرها بكل مكان وزمان لتؤمن مرة جديدة بما يسمى الحبّ البعيد عن قاموسها. بين المدّ والجزر، القبول والرفض مثّلت نادين المشاهد بكل احساسيها لتعبرّ عن حالة امرأة التقطت انفاسها وتأهبت لسعادة طويلة الأمد. عشنا مع نادين أحلى لحظات العشق. الحلم برجل يطبق على انفاس المرأة ليعبر معها من الحبّ الى الزواج وسط احتفالات اسطورية لا يغيب عن خاطر أنثى.

سخّرت نجيم أدواتها التمثيلية في كل مشهد، فكانت الرومانسية، السعيدة بالحياة الوردية حيناً والمواجهة العنيفة لرجل عرّى نفسه ومرضه النفسي أمامها حيناً آخر.

تقلّبت في مختلف الحالات باقناع شديد كرّسها ممثلة من الطراز الرفيع توّجت خلال السياق الدرامي بلحظات سلخ ابنها وحرمانها منه. كل ذلك عقاباً على حالة التمرّد المعلنة. الأمواج التي تقاذفتها بين الاصرار على خوض الانتخابات النيابية دفاعاً عن حقوق الشعب، والتمسّك بحقها الانساني كأمّ مسؤولة جعل منها أيقونة اجتماعية ومثالاً للمرأة الجبّارة عند المواجهات.

لم يجري ذلك ضمن الأفلاك الضيقة بل تجاوز الحدود المعروفة لتشكل نجيم ظاهرة في مصر والوطن العربي وتصبح حديث الاعلام يومياً عبر المواقع والحسابات الشخصية التي ضجت بعبارات المديح على أدائها وجودة المسلسل كاملاً كأفضل الأعمال الدرامية لعام 2019، ولم يتوان بعض النقاد من ترتيبه أولاً على جميع المسلسلات المعروضة، وتتضاعف الجماهير التي كسبت محبّتهم خلال السنوات الماضية.

نهاية “الدكتورة بيان” بحادث مأساوي على طريقة الأميرة ديانا لم يكن القاسم المشترك الوحيد بينهما، فنادين نجيم أمسكت بزمام القلوب منذ الحلقة الأولى حتى ظهورها حليقة الرأس تضامناً مع أطفال مرضى السرطان. هكذا وضعها الجمهور على القمّة مكتسحة مواقع التواصل الاجتماعي بجميع منصاتها مع ما حملته الكلمات من تأثّر وحبّ كرّسها “أميرة قلوب العرب” لهذا العام. فهنيئاً لك بالنجومية العربية من أعلى قممها!