باسم مغنية يخرج عن صمته: أوقفوا حملات التقسيم والتفرقة


بعد الهجوم الذي تعرض له الممثل البناني خلال الاسابيع الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى وصل الأمر الى بعض المؤثرّين بالوسط الفني، خرج الممثل اللبناني باسم مغنية عن صمته ليفنّد هذه الحرب الضروس وأهدافها المشبوهة فكتب عبر منشور مطوّل انطباعاته الخاصة وشرح كيفية

“لا أدري من يريد افتعال حرب غير مبررة بين الممثل السوريّ واللبنانيّ. بصراحة، لم أستطع أن أضع هذا الكمّ من الآراء السلبية بحق الممثل اللبناني في إطار “الرأي” فقط. فقد بات واضحا أنّ هذا الضجيج يأتي ضمن حملة مبرمجة ذات أهداف مشبوهة تتعلّق بمصالح وحروب غير نظيفة وراء الكواليس، ولا علاقة للممثلين بها!
وقبل أن تصيبنا اتهامات التعصب والعنصرية والشوفينية وغيرها من القوالب الجاهزة، لا بدّ أن نسأل عن الهدف من المقارنة السلبية الدائمة للممثل اللبناني بغيره من الممثلين.. ولكن إذا أردنا تشريح قدرات الممثلين اللبنانيين نستطيع الخروج بأكثر من ملاحظة، ولعلّ أبرزها التنوع في الشخصيات من أقصى الخير إلى أقصى الشرّ، من دون البقاء في أدوار متكررة أقله في السنوات الثلاث الماضية. وبما أنّ الكلام يطالني في الفترة الأخيرة، فأنا أدّيت أدوارا مختلفة مع إمكانيات مختلفة تماما عن بعضها مؤخرا في “ثورة الفلاحين” و”تانغو” و”كل الحب كل الغرام” وصولا إلى “أسود”. وهذه التجربة خاضها معظم زملائي الممثلين من دون الغياب عن الموسم الرمضاني! هل يعدّ هذا الصمود فشلا؟ أم المطلوب التنازل عند رغبة “اللوبيات” و”الصالونات” لتأدية أدوار مساندة لنجوم تهبط ب”الباراشوت” من دون أن نرى أعمالا بارزة لها قبل ذلك؟
لقد صنعنا نجوميتنا في لبنان والوطن العربي من دون تنازلات ولا ثروات! ألهذا نُهاجم؟
ليس المطلوب تمجيد الممثل اللبناني، ولا امتداحه زيفا، ولا تفضيله على أي كان.. التمثيل في لبنان كان وما زال نحتا في الصخر، بسبب معوقات أفردنا لها مساحات واسعة من النقاش، ولا سيما عدم وجود أي دعم من القطاع العام. لكنني أنتمي إلى جيل من الفنانين دخل عالم التمثيل قبل 25 سنة مدركاً كل هذه الحقائق، ولم يرضخ لهذا الواقع. نعم! حفرنا بأظافرنا وأسنانا، وبكل ما أوتينا من جهد وتضحيات مادية ومعنوية من أجل الدراما اللبنانية.. ليست هذه بشعارات ممجوجة. لكننا ورثنا عبء حرب أهلية تقسيمية أورثتنا دراما وسينما غارقتين في لغة الغنف والعريّ غير المبرّرين…. رغم كلّ ذلك، دخلنا عالم التمثيل في محاولة لتغيير الصورة ورفع مستوى الدراما. ولا يمكن هنا نسيان فضل أساتذة معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية في هذا المجال، على عكس الصورة الشائعة بأنّ غالبية الممثلين اللبنانيين ليسوا حملة شهادات! بصبرٍ، واجه الممثل اللبناني ضعف الإنتاج و”تابو” النصّ بسبب الانقسام المجتمعي، وحصد نجاحات تخطت حدود بلده، وجعلت عوده صلبا وقادرا على حمل عبء عمل بكامله، مع العلم بأنّ أهم الممثلين في العالم فازوا بجوائز عن أدوار ثانوية أدوها ببراعة. على الصعيد الشخصي حصدت جوائز كثيرة في نيس فرنسا وقرطاج وغيرها. واليوم بعد كلّ التعب، وحين سمحت الظروف، وولدت فرص حقيقية أمام الممثل اللبناني ليقطف ثمرة تعبه، يأتي من يعمل على وتر التفرقة لنشر الإحباط واليأس والتقليل من قيمة الممثل اللبناني وموهبته!
لا تفتعلوا مشاكل غير موجودة بين الممثلين. الساحة تتسع للجميع ولا سيما الممثلين السوريين الأعزاء. أقول ذلك وقد عدت مؤخرا من تصوير عمل مشترك في دمشق العزيزة حيث لي ممثلون سوريون وكتاب ومخرجون أصدقاء أتابع أعمالهم ويتابعون أعمالي. وللمناسبة فقد شاركت في أعمال درامية سورية منذ بداياتي الفنية. أنا أفخر بكل نجم عربيّ وأكبر به. فلماذا حملة التقسيم هذه ووضع المتاريس؟ إن كان هناك من يريد التقليل من قيمة الممثل اللبناني “عالطالع والنازل” من دون نقد منهجي ومدروس ومراعاة لجهات يستفيد منها، فليمارس مهنة شاعر البلاط بعيدا عنّا.
ربع قرن من التحديات ولم نيأس..المسيرة مستمرة بدعم الجمهور، والآتي أفضل بالتأكيد!”
باسم مغنية