ستيفاني صليبا..خرجت من الجنّة


بيروتكم – فاطمة داوود

تطل ستيفاني صليبا (سمارة) في مسلسل “دقيقة صمت” مكشّرة عن انيابها الدرامية. تستحضر ادوات الممثلة المحترفة مفصّلة شكلاً جديداً لم نعهدها فيه سابقاً. قصّت شعرها ولبست ما حضر دون استجداء لمستشار ازياء بأغلى الماركات العالمية. وقفت في أكثر المساحات الشائكة مواجهة نجوم الدراما السورية “الرجال” وما أدراك من نجوم سوريا.

هذه المرّة بحثت عنها “سمارة”. خطت برجيلها لانتشالها من جنّة الصورة النمطية الجميلة التي قدّمتها في سلسلة أعمال عشقها الجمهور لأنها مثل “القمر”. لم تنتظر طويلاً لتعلن الحرب متسلحة بأدوات قد تتمنّى كل ممثلة امتلاكها. فأي حظّ قادها للمخرج شوقي الماجري؟ واية فرصة ذهبية لتقف قبالة عابد فهد؟ لكنها فعلتها بثقة تامّة. لم تقيس مساحة الدور بالطول والعرض ولم تعدد مشاهدها على مدى ثلاثين حلقة متواصلة. حضرت بشخصيتها صوتاً وصورة لتقع رغم رداءة حياتها بجنة الحب الحقيقي.

سمارة، المزوّرة لجوازات السفر والوثائق الحكومية كادت تنسى ما هو الحب الى ان غلبها القدر بلقاء “امير ناصر” (عابد فهد) فتشبثت به الى آخر رمق. في هذا الدور ارضت “ستيفاني صليبا” غرورها. فالشخصية تحولت الى مغناطيس جاذب لمشاهدها بكل التحوّلات فكانت لها النصيب الأكبر بالإشادات باستثناء انتقاد ضعيف على نبرة صوتها وهو ما يمكن بلورته بإطار مشدود خلال الأعمال المقبلة.

ذكية ستيفاني. اذا ما استمرّت في مسيرتها بتحويل السالب الى موجب. فاقتناص كل انتقاد لتصحيحه أوصلها الى مرحلة النضوج بالإختيار. فلا يمكن لها القبول بدور “سمارة” ضمن انتاج درامي سوري إلا لخلع عباءة الصبية الجميلة التي رسمت في “كارما” و “فوق السحاب”. هناك صففت شعرتها ولبست اغلى ماركات “الفورور” من شانيل وغيرها وتقلبت بين عصابات المافيا بين ملايين الدولارات والماس. هنا بدت صبية مطحونة لجأت الى التزوير والخروج عن القانون كي تكسب قوتها بالحياة حتى فاجأها الحبّ من جانب آخر.

لم تترك ستيفاني صليبا ثغرات كي نرممها بالنقد. حفظت النص السلسل والواقعي حرفاً بحرف وصبّت عليه شخصية “سمارة” البسيطة والذكية في آن . كلمة السرّ ما هي الاّ التعاطف الكبير الذي تحظى به مثل هذه الشخصيات الدرامية. فالمظلومية تجتمع عليها الأقطاب المختلفة رأياً.

“دقيقة صمت” من كتابة سامر رضوان واخراج شوقي الماجري يعرض على قناة الجديد الساعة العاشرة والنصف مساءً .