رأي خاص – ورد الخال..عيناها تقدح شرّاً


بيروتكم – فاطمة داوود

تعشق ورد الخال الأدوار المركّبة. تتلذذ بالشخصيات النافرة شراً. منذ ابتعادها عن مواقع التواصل الاجتماعي لم تولي شيئاً حقه سوى التمثيل والدراما. تتقمص ورد شخصياتها طولاً بعرض. لا تترك تفصيلة صغيرة او كبيرة إلا وتقبض عليها. “مارغو” ضيفة رمضان الجديدة. ترافق ظلّ ورد شكلاً وتبتعد عنها مضموناً. توهمنا بحضور السيدة الثرية لكن ألغازاً تسير في السياق الدرامي بخطىً حثيثة ومتوازية تكشف عن قناع أسود خلفها.

في “أسود” (كتابة كلوديا مرشليان واخراج سمير حبشي) تخرج علينا المرأة المتزوجة من رجل ثريّ، تخونه مع شاب أصغر منها بدهاء الخيانة غير المشروعة. والضحية عريس ابنتها كارين. هي الأم، وأي امّ؟ انسانة تسكنها اعوجاجات سلوكية قديمة قادتها للتحرّش بالأولاد الصغار. مذنبة حاولت تطهير نفسها بعلاج لا يبدو انها شفيت منه، فالندوب واضحة وضوح الشمس مع عشقها للشاب اليافع عريس ابنتها.

سقوط القناع لم يكن لولا مواجهة عنيفة بينها وبين “اسود” (باسم مغنية) الذي خطف ابنتها أولاً ثم خطفها هي وأذلّها. هو ضحية عائدة من الماضي. اسود اخترق سكون الزمن لينقض على فريسته محاولاً استرداد حقّه المسلوب ممن هتك براءته وحوّله لبشري مقسوم نصفين. واحد متعطّش للانتقام وآخر مغروم حدّ المرض النفسي.

ورد الخال تمثّل بقوة ان تكلمت او صمتت. تسخر جميع ادواتها خدمة للدور. عيونها تنطق بالخوف. يديها ترتجف من الرعب امام حبل المشنقة الذي لفه اسود حول عنقها.

امام الحقيقة. تقف “مارغو” عاجزة عن الدفاع. تتمتم بكلمات خجولة تشرّح بها الحالة النفسية. فلا الشفاء قادرة على اثباته ولا التملّص من علاقة حبّ مستجدة تبرأها. كل القرائن ضدّها. لا سبيل سوى الرضوخ والاستماع لضحيتها علّه يشفى بالإدلاء.

لطالما اذهلتنا ورد بأدوارها الرومانسية والجريئة. لم ننس بعد شخصيتها في ثورة الفلاحين. مشاهد الانتقام شاخصة امام ناظرينا. هناك كانت ضحية غلبها الزمن وسط عائلة ارستقراطية مستبدّة. اما هنا فتبادل للأدوار. الشخصيات اعادت التمركز لتصبح هي الجلاّد مكان الضحية.

“مارغو” مذنبة وشرسة في آن. متمرّدة وخائنة. تغدر بأقرب الناس الى قلبها دون وخز بسيط للضمير.

متفوّقة ورد الخال. تجيد لعب الأدوار الشريرة بأرفع مستويات الأداء. تطلّ علينا كل مرّة بحلّة مختلفة لا تقارب ولا تشابه فيها. تسير صعوداً الى القمّة. تغازلها بتحد معهود منذ سنوات خلت وتهمس “لديّ الكثير”.