فقدت الفنانة التركية غولو Güllü حياتها إثر سقوطها من شرفة منزلها في مدينة يالوفا- يالوة عن عمر 52 عامًا، في حادث مفاجئ هز جمهورها وعشاق موسيقى العربسك والفانتازيا.
ووقع الحادث في منزلها الذي كانت قد خضعت فيه مؤخرًا لأعمال صيانة شملت تلميع الأرضيات وتركيب قفل رقمي للباب الرئيسي، ما جعل الأرضية أكثر انزلاقًا وساهم في سقوطها المفاجئ.
أوضحت فرق التحقيق أن شرفة المنزل كانت منخفضة نسبيًا بالنسبة لطول غولو، فيما كانت الأرضيات الداخلية مغطاة بخشب شديد الانزلاق، ما أدى إلى فقدانها توازنها. وسجلت التقارير أن الحادث وقع في وقت مبكر من النهار، وأن الفريق المختص أكمل فحصه لمكان الحادث سريعًا لتوثيق كل التفاصيل المتعلقة بسقوطها.
وأضافت التقارير أن الفنانة لم تكن تعاني من أي مشكلات صحية حادة قبل الحادث، وأن سقوطها كان مفاجئًا، ما أسفر عن إصابتها بنزيف داخلي حاد أدى إلى وفاتها فورًا.
أقيمت جنازة غولو في مسجد السلطان أحمد الأول بمدينة تزلا، حيث أديت صلاة الظهر قبل أن يواري جثمانها التراب.
شهدت المراسم حضورًا مكثفًا من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، بينما اكتفى بعض الفنانين الأتراك المعروفين بإرسال أكاليل الزهور دون الحضور شخصيًا.
وخلال الصلاة، ظهر التأثر الشديد على ابنة الفنانة، تيوان، التي أصيبت بوعكة صحية أمام التابوت وفقدت وعيها لفترة قصيرة، فيما بدا ابنها توغبيرك يواجه صعوبة في الوقوف بثبات بسبب الانفعال الشديد.
شهدت الجنازة لحظات مؤثرة جدًا، إذ ظهر الحضور وهم يضعون أيديهم على التابوت، ويمسحون دموعهم بصمت. ارتفعت أصوات البكاء بين الحاضرين، فيما تعالت صيحات الحزن من بعض المعجبين الذين توافدوا لتوديع غولو، مؤكدين عشقهم لفنها وصوتها القوي. وكانت المشاهد داخل المسجد مؤثرة، مع تركز الحزن على أفراد العائلة الذين بدا عليهم الانكسار الكامل أمام الجميع، وساد جو من الصمت المهيب أثناء قراءة الآيات الدينية والدعاء للراحلة.
بدأت غولو مشوارها الفني في أواخر الثمانينات، حيث بدأت بالغناء في حفلات الزفاف والنوادي الصغيرة قبل أن تحصد شهرة أوسع في التسعينات. اشتهرت بصوتها القوي وقدرتها على أداء موسيقى العربسك والفانتازية التي لاقت صدى واسعًا لدى الجمهور.
وأصدرت غولو عدة ألبومات ناجحة منذ بداياتها، من بينها “مثل اللعبة” (1994)، “الحب الكاذب” (1995)، “لا يستحقك” (1996)، و”ظالم يا صديقي” (2000)، كما أطلقت أغانٍ منفردة في السنوات الأخيرة مثل “إذا كتب الله فلن يفسد” (2021) و”لنفرق مهما حدث” (2025).
تزوجت غولو عام 1996 وانفصلت في 2002، وأنجبت طفلين خلال فترة زواجها. وعادت بعد الطلاق لممارسة الغناء واستكمال مسيرتها الفنية رغم التحديات الشخصية، بما في ذلك دخولها المستشفى عام 2008 بسبب مضاعفات صحية.
شهدت حياتها الفنية صعودًا كبيرًا، حيث ارتبط اسمها بأعمال موسيقية تركية مهمة في فئة العربسك والفانتازيا، وكانت تتميز بتقديم حفلات حيّة مليئة بالعاطفة والتفاعل مع جمهورها. وكان أداؤها على المسرح يتميز بالإحساس العميق والقدرة على نقل المشاعر الصادقة للجمهور، ما جعلها محط اهتمام واسع وترك بصمة لا تُنسى في الذاكرة الفنية.