برعاية رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس، وبركة سيادة المطران باسيليوس منصور وحضورهما، أقام الكونسرفتوار الوطني بالتعاون مع “اللقاء الثقافي الاجتماعي” في رحبة – عكار، حفلاً موسيقياً بعنوان “نغم على أوتار رحبة”، أحيته ثلاثة أنسمبلات موسيقية من طلاب المعهد، على مدرج كنيسة سيدة لبتة- رحبة في ظلال شجر السنديان العتيق وبحضور جمع من فعاليات المنطقة ومحبي الموسيقى.
قدمت الاحتفال الذي أقيم للمرة الثانية في رحبة، السيدة لمى البايع، وافتتح بالنشيد الوطني اللبناني عزفاً من قبل فرقة الأستاذ خالد الباشا، ثم كانت كلمة للآنسة إيفا الشحني ممثلة اللقاء الثقافي الاجتماعي، شكرت فيها رئيسة المعهد على مجهودها لإقامة هذا الاحتفال ولدعمها الدائم.
ثم كانت كلمة للمطران باسيليوس أشاد فيها بالنشاط الموسيقي الثقافي الذي يقام في رحبة للمرة الثانية، وأثنى على جهود اللقاء الثقافي والمنظمين، وشكر الكونسرفتوار الوطني ورئيسته على الجهود المبذولة في سبيل إعلاء الشأن الثقافي وخصوصاً في المناطق البعيدة عن العاصمة. وتحدث باسيليوس عن أهمية الموسيقى في حياتنا الروحية وإنسانيتنا، وعن دورها في توحيد المشاعر وقال: “وهذا ما نسعى له روحياً لكي يكون كل الناس في المحبة والسلم والسلام والاطمئنان، كما نرجوه للبنان والشرق الأوسط والعالم. نعتبر أن الموسيقى التي سنسمعها اليوم من الأخوة البارعين في العمل، ستحمل هذه الرسالة السامية التي تؤديها الموسيقى”.
وكانت كلمة للقواس شكرت فيها اللقاء الثقافي ورئيسته والمنظمين والقيمين على الاحتفال وسيادة المطران على بركته وحضوره وكل من حضر من أهل رحبة والطلاب والموسيقيين. وأشادت القواس بالنشاط الموسيقي الذي ذلّل بعد المسافات للوصول إليها سعياً للنهوض برحبة على المستوى الثقافي والموسيقي. وأيضاً بهدف تطوير البروتوكول الذي وُقّع سابقاً مع الكونسرفتوار، تمهيداً لأن يصبح للكونسرفتوار فرع متكامل في رحبة. وقالت: “نجتمع اليوم في رحبة، هذا المكان العابق بالإيمان والعراقة، حيث يتعطّش الناس للموسيقى كما يتعطّشون للنسيم النقي ولجمال الطبيعة. نأتي إليهم حاملين رسالة المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفاتوار، رسالة الفن الراقي الذي يتخطّى المسافات ليضيء الدروب وينشر الفرح والأمل في أبعد قرى لبنان .إنّ ما نشهده اليوم ليس مجرد حفل موسيقي، بل هو ثمرة جهدٍ وتفانٍ من طلاب الكونسرفاتوار، هؤلاء الذين يدرسون بإصرار ويتدرّبون بجدية تحت إشراف أساتذة أكفاء، ليقدّموا لنا عزفًا يليق بمستقبل لبنان. فهم ليسوا فقط طلابًا، بل بناة الغد، وحَمَلة رسالة ثقافية وفنية ستتشكل من خلالها أوركسترات وفرق موسيقية، غربية وشرق عربية، تحمل اسم لبنان إلى العالم.
رحبة، يا قرية القلب الرحب، تحتضننا اليوم بترحابها وكرم ناسها، بشغفهم للتعلّم، وبإيمانهم بأن الموسيقى ليست ترفًا، بل حاجة روحية وجمالية. إنّ لقاءنا بكم هنا يضيف بعدًا جديدًا لمسيرة الكونسرفاتوار، حيث نصبح معًا شهودًا على أن الفن يجمع ولا يفرّق، يداوي ولا يجرح، ويزرع في النفوس طمأنينة لا توصف.
وختمت: “فلنعتبر هذا الحفل بداية لعهد جديد، فيه نمدّ جسور الموسيقى من الساحل إلى الجبل، ومن العاصمة إلى القرى النائية، مؤكدين أن لبنان سيبقى منارةً للفن والثقافة، وأن أبناءه – بجهودهم وإصرارهم – هم صانعو مستقبلٍ أجمل”.
تألق الطلاب عزفاً في ثلاث مجموعات تحت إشراف الأستاذ عادل نصر الدين وتدريب الأساتذة: خالد الباشا، إبراهيم رجب، والياس عيد. تضمن البرنامج معزوفات من الريبيرتوار اللبناني والعربي أجاد الطلاب في تقديمها وأدائها على وقع تصفيق الحاضرين بعد كل مقطوعة.
تألفت المجموعة الأولى من الطلاب: جورجيت روفايل وماريا هيكل (ناي)، يارا ابو رجيلي، جورج اسطفان، لورنس الأشقر، ريمي دولاني ورشا ذبيان (قانون)، ايليو ديب صوما، اميل طنّوس، جوني ابي نادر، سيمون خواجة (عود) انطونيو شربل هيدموس، سيباستيان سعد وستيفن الحلو (إيقاع). والفرقة الثانية من: ايلينا الخوري (قانون)، جوفاني معوض، انطوان المعادي (عود)، كارل بسيل، شربل نجم، طوني عواد، طوني نجم، جوزيه شليطا (طبلة). والفرقة الثالثة من: ندي حداد، رندا الحاج سليمان (قانون)، سارة جوني، بيرلا شحيتلي (عود)، أحمد الأسود (ناي)، ايلي العشّي، سيباستيان سعد (إيقاع).
صور الاحتفال كاملة عبر الرابط