تأثير السباحة على صحة الشعر وطرق طبيعية للحماية


رغم فوائد السباحة البدنية والنفسية، إلا أن الشعر غالبًا ما يدفع الثمن. فالتعرض المتكرر لعوامل مثل الكلور، الملح، والشمس قد ينعكس سلبًا على صحة الشعر ومظهره، خاصة دون عناية مناسبة. إليك أبرز هذه التأثيرات:

الكلور في المسابح

الكلور مادة كيميائية قوية تُستخدم لتعقيم المياه، لكنها تُجرد الشعر من زيوته الطبيعية، ما يؤدي إلى جفافه وتقصفه، خاصة الشعر المصبوغ أو المعالج حراريًا، إذ يصبح أكثر عرضة للتلف.

الملح في مياه البحر

مياه البحر المالحة تمتص الرطوبة من الشعر، وتتركه هشًّا وخشن الملمس. كما قد تسبب تراكمات على فروة الرأس تعيق تنفس البصيلات وتضعفها.

التعرض للشمس

أشعة الشمس فوق البنفسجية لا تضر البشرة فقط، بل تؤثر على بروتينات الشعر أيضًا، فتُبهت لونه الطبيعي أو المصبوغ، وتزيد من جفافه، خصوصًا عند التعرض لفترات طويلة دون حماية.

تكرار الغسيل والتجفيف

بعد السباحة، يلجأ الكثيرون إلى غسل الشعر بشكل متكرر، مما يؤدي إلى فقدان الزيوت الطبيعية التي تحافظ على نعومته ولمعانه، لا سيما إذا تم استخدام مجفف الشعر أو أدوات تصفيف حرارية مباشرة بعد الغسيل.

نصائح عامة قبل وبعد السباحة لحماية الشعر

للحفاظ على صحة الشعر أثناء السباحة، من المهم اتباع روتين وقائي يساعد على تقليل الأضرار الناتجة عن الكلور، الملح، والتعرض للشمس. إليك مجموعة من النصائح العملية التي تضمن حماية فعالة:

يُنصح بتوزيع طبقة رقيقة من زيت جوز الهند أو زيت الأرغان، أو استخدام بلسم مرطّب بدون شطف (leave-in conditioner)، حيث يشكل حاجزًا واقيًا يقلل من امتصاص الشعر للكلور أو الملح.

ارتداء قبعة السباحة عند الإمكان (خصوصًا المصنوعة من السيليكون) فهي تُعد وسيلة فعالة لعزل الشعر عن الماء قدر الإمكان، وتوفر حماية إضافية من أشعة الشمس القوية. من المهم شطف الشعر جيدًا بماء عذب بعد الخروج من البحر أو المسبح لإزالة أي بقايا من الكلور أو الملح، إذ أن تركها على الشعر يؤدي إلى تلفه بشكل أسرع.

يُفضل اختيار شامبو مرطب مخصص للشعر الجاف أو التالف، وخالٍ من الكبريتات القاسية التي تزيد من الجفاف وتجرّد الشعر من زيوته الطبيعية. بعد غسل الشعر، اتركيه يجف طبيعيًا قدر الإمكان أو استخدمي منشفة قطنية ناعمة.

وإذا اضطررتِ لاستخدام المجفف، فاختاري إعداد الحرارة المنخفضة مع استخدام واقٍ حراري.

أفضل ماسكات طبيعية للشعر بعد السباحة

بعد الانتهاء من السباحة، يصبح الشعر بحاجة إلى عناية مكثفة لإعادة الترطيب والتغذية. إليك مجموعة من الماسكات الطبيعية الفعّالة، مع طريقة تحضير كل منها واستخدامه:

ماسك زيت جوز الهند والعسل

يُعد هذا الماسك من أكثر الوصفات الطبيعية فعالية في ترطيب الشعر بعد السباحة. فزيت جوز الهند غني بالأحماض الدهنية التي تتغلغل في أعماق الشعر، بينما يعمل العسل كمكوّن مرطب يحبس الرطوبة داخل الشعرة.

لتحضيره، يُمزج مقدار ملعقتين من زيت جوز الهند الدافئ مع ملعقة كبيرة من العسل، ويُوزع الخليط على كامل الشعر. يُترك لمدة 30 إلى 45 دقيقة قبل غسله جيدًا بشامبو خفيف. هذا الماسك مثالي للشعر الجاف والباهت بعد التعرض للكلور أو الملح.

ماسك الزبادي والألوفيرا

يتميز هذا الماسك بقدرته على تهدئة فروة الرأس التي قد تتعرض للتهيّج بعد السباحة، خصوصًا بفعل الكلور. الزبادي يحتوي على البروتينات التي تغذي الشعر، أما الألوفيرا فهي معروفة بخصائصها المهدئة والمرطبة.

لعمل الماسك، تُخلط ملعقتان كبيرتان من الزبادي مع ملعقة من جل الألوفيرا الطبيعي. يُوضع الخليط على فروة الرأس والشعر لمدة 20 إلى 30 دقيقة، ثم يُغسل بالماء الفاتر. يُنصح باستخدامه مرة أو مرتين في الأسبوع.

ماسك الأفوكادو وزيت الزيتون

الأفوكادو غني بالفيتامينات A وE وD، كما يحتوي على دهون صحية تساهم في ترميم الشعر التالف. وعند مزجه بزيت الزيتون، نحصل على تركيبة مثالية للشعر المتقصف بعد السباحة.

تهرس نصف حبة أفوكادو ناضجة وتُخلط مع ملعقة كبيرة من زيت الزيتون، ثم يُوضع الماسك على الشعر لمدة نصف ساعة. بعد ذلك يُشطف جيدًا. يمنح هذا الماسك ترطيبًا عميقًا ولمعانًا ملحوظًا من الاستخدام الأول.

ماسك خل التفاح والماء

هذا الماسك ليس مغذيًا بقدر ما هو منظف وموازن لفروة الرأس. خل التفاح يساعد على إزالة الرواسب العالقة من الكلور والملح، ويعيد التوازن الحمضي لفروة الرأس، مما يمنع التهيج والقشرة.

تُخلط ملعقة كبيرة من خل التفاح مع كوب من الماء، ويُستخدم المزيج كغسول نهائي بعد غسل الشعر. لا يُشطف، ويُستخدم مرة واحدة أسبوعيًا فقط لتجنّب الجفاف.

كم مرة يجب استخدام الماسكات بعد السباحة؟

للحصول على أفضل النتائج دون إثقال الشعر أو إرهاقه بالترطيب الزائد، من المهم اعتماد توازن ذكي في استخدام الماسكات الطبيعية. يُوصى عمومًا بتطبيق ماسك مغذٍ للشعر مرة إلى مرتين أسبوعيًا بعد السباحة، وخصوصًا في أيام التعرض الطويل للمياه المالحة أو الكلور.

ليس من الضروري استخدام نفس الماسك في كل مرة، بل يُفضّل التنويع حسب حالة الشعر واحتياجاته. فعلى سبيل المثال، يمكن اختيار ماسك مرطب مثل “زيت جوز الهند والعسل” في الأسبوع الأول، ثم استخدام ماسك منظف ومنعش مثل “خل التفاح والماء” في الأسبوع التالي.

هذا التنويع يساعد على تلبية احتياجات الشعر من الترطيب والتغذية والتوازن دون أن يؤدي إلى تراكم الزيوت أو ثقل الخصلات، مما يضمن بقاء الشعر صحيًا ولامعًا طوال فترة الصيف.

متى يكون الشعر بحاجة لعناية إضافية؟

رغم أن العناية الروتينية بعد السباحة تحافظ على صحة الشعر، إلا أن هناك مؤشرات تستدعي تدخلًا أعمق وخطوات علاجية مكثفة. من أبرز هذه العلامات:

التكسر الشديد:

إذا لاحظتِ أن شعرك يتكسر بسهولة عند التمشيط أو حتى عند لمسه، فهذا دليل على ضعف في بنيته وحاجته لعلاج يعيد إليه البروتين والتماسك.

تساقط الشعر بعد السباحة:

التساقط الملحوظ، خاصة بعد كل سباحة، قد يشير إلى تهيّج في فروة الرأس أو جفاف مفرط يتطلب عناية طبية أو استخدام منتجات علاجية مركزة.

فقدان اللمعان تمامًا:

الشعر الذي يبدو باهتًا حتى بعد الترطيب قد يكون فاقدًا لطبقته الواقية، ما يتطلب استخدام ماسكات ترميمية وزيوت طبيعية بتركيز أعلى.

الخشونة المستمرة بالرغم من الترطيب:

إذا استمر ملمس الشعر جافًا وخشنًا رغم تطبيق الماسكات والزيوت، فهذا يعني أنه بحاجة إلى روتين مكثف يشمل البروتين والدهون الطبيعية لإعادة توازنه الداخلي.

استعادة صحة الشعر بعد السباحة لا تتطلب بالضرورة اللجوء إلى منتجات باهظة الثمن، بل يكفي اعتماد مكونات طبيعية بسيطة وفعالة، شرط استخدامها بالطريقة الصحيحة وبانتظام. اجعلي من روتين العناية بعد السباحة عادة موسمية، تحافظين من خلالها على تألق ونعومة شعرك طوال الصيف، مهما تكرّر تعرضه للماء والشمس.